حدثا السوق كانا ولا يزالان اثنين: اوروبي واميركي

[طارق جبور]

   

 

 

*
من المانيا فاجأ مؤشر zew الاسواق ايجابا وكان ارتفاعه ملفتا الى +6 نقاط فشدد العزائم في السوق الاوروبي واستمرت مفاعيله الى حين اقفال السوق الاميركي .
الداكس الالماني يتقدم ويتقدم. هو على مستوى القمة بالمستوى السنوي ولا يخفى انه حقق في هذه السنة 30% ربحا.
الداو جونز الاميركي لا تزال تنقصه بضع مئات من النقاط ليبلغ مبلغ المؤشر الالماني، والتفاؤل كبير بامكانية تحقيقها قبل نهاية العام، بخاصة فيما لو قرر الفدرالي اليوم دعم الاقتصاد بالمزيد من الدولارات الطازجة، او فيما لو توصل البيت الابيض والكونجرس هذا الاسبوع الى نتيجة ايجابية واقروا حلا للميزانية الفدرالية يكون ناجعا ومقنعا للاسواق.
*
هذا من المانيا فماذا من الولايات المتحدة الاميركية؟
الفدرالي الاميركي بدأ اجتماعه يوم أمس، وهو سيستمر حتى مساء اليوم الاربعاء حيث سيعلن مقرراته. الكثيرون يراهنون على مقررات هجومية تقضي برش المزيد من السيولة في الاسواق لدعم الاقتصاد. ال 17.30 جمت يتبلغ السوق نتائج الاجتماع. هذه المرة سيعقب الاجتماع في ال 19.15 جمت مؤتمرا صحافيا لرئيس الفدرالي " بن برنانكي " يكون على اهمية، ومن حق الاسواق طبعا تتبعه بدقة. ال 19.00 جمت تصدر تقديرات الفدرالي للوجهة الاقتصادية وهي ايضا ستكون تحت المجهر وبخاصة ما تعلق منها بالنمو والتضخم للعامين القادمين.
*
الكثرة تراهن اذا على مقررات هجومية فهل يُعتبر هذا مبررا؟
المقررات الهجومية فيما لو اتخذت في ظل استمرار اللااتفاق على الميزانية تكون شديدة التاثير على الدولار سلبا، ولربما ايضا تترك اثرا سيئا تشاؤميا*في الاسواق عامة. هذا يعني ان الرهان عليها بدون تحفظات سيكون دونه محاذير.
وما الذي قد يكون مؤثرا ايضا وضاغطا على الدولار؟
كما اسلفنا فان الاسواق ستدقق في سطور البيان الصادر وستصغي بدقة الى كلمات برنانكي. ان اية اشارة موحية او مصرحة بان المقررات التي لم يتم اتخاذها اليوم ستأتي في الاجتماع القادم سيكون لها نفس المفعول في الاسواق وكما لو ان القرار جاء اليوم بتفاصيله كلها.
وماذا سيكون رد فعل الاسواق ان صحت الرهانات؟
بالطبع الدولار سيتعرض لضغوط اضافية يكون حجمها ومداها مماشيا للمقررات ومقدار عمقها واتساعها.
اسواق الاسهم ( وبخاصة الاميركية ) ستكون مرحبة بالمزيد من السيولة القادمة الى الاسواق.
*
سوق السلع بمجمل قطاعاته سيكون مستفيدا على اساس ان الدعم الاقتصادي سيرفع الطلب ولعله ينجح في احياء الدورة الاقتصادية المتعثرة.
الذهب من المرجح ان يتجه للتأثر بوجهة الدولار الذي يؤثر تراجعه الحاد عادة ايجابا على سعر المعدن الاصفر.
وهل الارتفاعات المتحققة حتى الان لا تسمح بالرهان على مبدأ اشترِ الاشاعة وبع الخبر؟ اي تندفع الاسواق الى التصحيح بعد ان صح رهانها وارتفعت بما فيه الكفاية؟
هذا الامر نكتفي بالاشارة الى احتمال حدوثه ولكننا نؤثر ربطه بنوعية المقررات التي قد يتم اتخاذها او الوعد بها.
*
وان خرج الفدرالي من اجتماعه بلا قرارات وببيان باهت مؤجل ومؤثر الانتظار؟
بهذه الحالة فاليورو سيكون من ابرز المتضررين. ايضا عملات مواد الخام لا شك انها ستتضرر من ارتفاع الدولار المؤكد ومن انعدام الرؤية التفاؤلية على الصعيد الاقتصادي. وول ستريت لن يتلقى الخبر بطيبة خاطر.
*
*
*
اذا كل شيء سيتقرر من خلال بيان الفدرالي وتاليا من خلال ايضاحات برنانكي.
*
والمفاوضات المستمرة من اجل تفادي الهاوية المالية؟
آخر مستجداتها كلام صادر عن البيت الابيض يتسم بالتفاؤل والليونة مفاده ان الرئيس جاهز لحلول توافقية ومتفائل بامكانية التوصل الى حل.
هذا الكلام سيكون بمثابة الدعم ل وول ستريت فيما لو تلقت الاسواق الحقنة المالية المأمولة او فيما لو تم الوعد بها قريبا.
ولكن ليس هذا كل شيء فقد قال السناتور هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ* انه سيكون من الصعب على الكونجرس الوصول الي اتفاق لتفادي "الهاوية المالية" قبل عطلة عيد الميلاد.
والعاصفة مستمرة.. ونهاية العام لم تعد بعيدة..
​