- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
فيما تضطرم نار الفيروس القاتل في فرنسا، واضعة إياها ضمن أعلى دول العالم في معدل الإصابات والوفيات، اختار اليمين الشعبوي إشعال نار من نوع آخر، محاولا اللعب بورقته المفضلة "الإسلاموفوبيا"، لتعزيز الرأي الراسخ في صفوف هذا اليمين، حول أن الإسلام والمسلمون يشكلون خطرا وجوديا على الجمهورية الفرنسية وقيمها.
وفي هذا الإطار تصدت زعيمة حزب التجمع الوطني المتشدد "مارين لوبان" لتوجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية كريستوف كاستنيه، تتهم فيها عدة مساجد بـ"استغلال" حالة الحظر المفروضة وانشغال السلطات في تطبيقها، لتقوم تلك المساجد برفع الأذان على الملأ.
وفي لهجة غير غريبة عنها وعن أدبيات حزبها المتطرف، طالبت "لوبان" وزير الداخلية بضرورة وقف هذه الأفعال التي تحدث "ضجيجا" وتمثل "تعديا غير قانوني على الفضاء العام"، وتجسد "رفضا لمبادئ العلمانية.. وتحديا لدولة الجمهورية".
واعتبرت "لوبان" أن رفع الأذان في بعض المساجد يمثل استفزازا، متهمة وزارة الداخلية والمحافظين بالصمت "المريب"، ومهددة بأن السماح برفع الأذان سيجرف فرنسا نحو مواقف تصعب السيطرة عليها.
وقد استشهدت "لوبان" في رسالتها بحالة مساجد في مدينة "ليون"، وفي "فالنتينه" الواقعة أقصى الشرق الفرنسي قرب الحدود السويسرية، لكن اتضح لاحقا أن حاملة لواء اليمين المتطرف اعتمدت على رواية مضللة فيما يخص مدينة "فالنتينه" بالذات.
فحسب ما نقل الإعلام الفرنسي ، فقد صُفعت "لوبان" برد ثلاثي الأبعاد من وزير الداخلية ومن عمدة مدينة "فالنتييه" ومن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حين أكد الوزير أن المقطع المتداول لرفع الأذان إنما تم تركيب صوته من برنامج لرفع الأذان مع صورة المسجد في هذه المدينة، بينما جاء رد عمدة "فالنتينه" أوضح وأقسى، مؤكدا أن لم يرفع أي أذان من أي مسجد في المدينة (فيها مسجدان)، مخاطبا "لوبان": عليك أن تتعلمي كيف لا تتخطين حدودك، ولا تصبي الزيت فوق النار.. هذه حماقة"، داعيا إلى قطع الطريق أمام "أنصار الكراهية والانقسام".
أما رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية "محمد موسوي" فقد أكد أن المقطع الذي استدلت به "لوبان" ما هو إلا مقطع مضلل، تم فيه تركيب صوت الأذان المنطلق من جهاز جوال في إحدى الشقق على صورة المسجد في "فالنتينه".
وندد "موسوي" بالحملة السياسية الرعناء وغير المفهومة التي تحاول "لوبان" شنها من جديد ضد مسلمي فرنسا.
ومن اللافت أن رد وزير الداخلية "كاستنيه" الذي كشفت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، نبه "لوبان" إلى كذب ادعاءاتها ولكن بشكل مهذب، حينما أكد الوزير أن جميع المساجد مغلقة بسبب الحظر، وأن ما حدث في مدينة "ليون" كان خطوة مواساة بالتنسيق مع كنائس بمناسبة ما يسمى "عيد البشارة"، ضمن مبادرة أعم أطلقها مؤتمر أساقفة فرنسا للتضامن مع الوضع الحالي تقضي بقرع أجراس كل كنائس البلاد لمدة 10 دقائق.