تقلص العجز في الميزانية العامة البريطانية خلال أيار بأفضل من التوقعات

[طارق جبور]

   

 

 

تقلص العجز في الميزانية العامة البريطانية خلال أيار بأفضل من التوقعات ​

في ختام أسبوعنا الاقتصادي جاءت البيانات البريطانية اليوم لتزف لنا نبأ تقلص العجز في الميزانية العامة في بريطانيا خلال أيار بأفضل من توقعات الأسواق كنتيجة لارتفاع الحاصلات الضريبية مما سيدعم خطة تخفيض الانفاق العام و التي من المقرر أن يدلي وزير الخزانة البريطاني جورج اوزبورن عن تفاصيلها خلال الأسبوع القادم.
جاء مؤشر التمويلات العام بأفضل من التوقعات خلال شهر أيار مسجلا 12 بليون جنيه إسترليني بينما كانت التوقعات بقيمة 20.5 بليون فيما جاء أعلى من القراءة السابقة لقيمة 8.8 بليون جنيه, وسجل مؤشر صافي قروض القطاع العام 16 بليون جنيه إسترليني من 10 بليون للقراءة السابقة بينما كانت التوقعات تشير إلى 18 بليون جنيه إسترليني.
ارتفعت الحاصلات الحالية بنسبة 7.6% خلال أيار مقارنة بالعام الماضي مما دعم الحاصلات النقدية لارتفاع بنسبة 19% من الرفع الذي تم على ضريبة المبيعات بنسبة 2.5% لتصل إلى مستويات 17.5% بعد ان كانت بنسبة 15% , أما عن الانفاق الحكومي فقد ارتفع بنسبة 7.3% .
سيضع وزير الخزانة البريطاني جورج اوزبورن في 22 من أيار الجاري الخطوط العريضة لأعمق خطة لتخفيض الانفاق العام في بريطانيا منذ السبعينيات بهدف تقيلص العجز في الموازنة العامة الذي بلغ 11.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي.
أقرت الحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خطة لتخفيض الانقاق العام بقيمة 6.2 بليون جنيه خلال العام الحالي , هذا التخفيض من المحتمل أن يكون له الاثر السلبي على مسيرة الانتعاش الاقتصادي في المملكة المتحدة التي استطاعت النمو 0.3% خلال الربع الأول من العام الحالي.
أن هذه الخطة التي أقرتها الحكومة البريطانية كان لها الأثر الجيد على فوائد السندات البريطانية التي انخفضت 37 نقطة أساس منذ 11 أيار الماضي بعد ان دعمت و بشكل ملحوظ مستويات الثقة لدى المسمثرين بقدرة الاقتصاد الملكي على احتمالية اجتياز أزمة الديون العامة و تخفيض ثالث أكبر عجز في الاتحاد الأوروبي.
يواجه اوزبورن العديد من الضغوط من المستثمرين و مؤسسات التصنيف الائتماني لتخفيض العجز في الميزانية العامة بعد ان وصلت الديون لما قيمته 156 بليون جنيه حتى نهاية السنة المالية الماضية و خاصة بعد أن تفاقمت أزمة الديون العامة بمنطقة اليورو التي أشعل فتيلها اليونان.
صرحت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني خلال الاسبوع الماضي بأن بريطانيا تواجه تحديا ماليا و هي بحاجة ملحة لتخطيط لتخفيض العجز في الميزانية العامة مما سيهدد تصنيفها ائتماني الذي يعد من الأفضل في العالم , و بعد هذه التصرحات هوى الجنيه الاسترليني لمستويات حول 1.4370.
عزيزي القارئ , مسيرة الانتعاش الاقتصادي في الأراضي الملكية محفوفة بالعديد من المخاطر المحلية و الخارجية, فالمملكة تواجه عجزا كبيرا في الميزانية العامة, و ارتفاعا في الضغوط التضخمية , صعود بمعدلات البطالة أما المخاطر الخارجية فهي الأخطر و هي ازمة الديون العامة بمنطقة اليورو .
ارتفع زوج الجنيه مقابل الدولار الأمريكي بعد البيانات ليسجل مستويات 1.4863 الاعلى منذ خمسة أسابيع و يتوقع أن يواصل الزوج ارتفاعه مدعومة بخطى الاسترليني الثابتة نحو تحقيق الانتعاش الاقتصادي على الرغم من جميع التحديات المحيطة به.