مثل هذه الوثائقيات ينبغي أن تكون لها الصدارة، السؤال الذي طالما أرق عقول المفكرين وأصحاب الرسالة الحقيقية في عالمنا العربي: كيف يمكننا النهوض بأمتنا؟ وما هي المنهجيات والأسس التي تبنى عليها الحضارات؟ سنغافورة وماليزيا دولتان أثبتتا أن الأمر ليس بالمستحيل بل هو في المتناول، ولكن لما نحن دون سائر الأمم نعاني الهون والذل والتقهقر؟. ربما لأول مرة تسمعون بمصطلح " غبار بشري ". إنه المصطلح الذي صكه لنا الغرب ليميز بين ما هو إنساني ولا إنساني. أمة كانت تتصدر الدنيا والكل يحسب لها ملياري حساب ، وكانت تعطي بلا انقطاع طيلة قرون متطاولة، تصبح اليوم لا أقول في مؤخرة الأمم بل إنه لم يعد لها مكان من الأساس لا في المؤخرة ولا في ذيل القافلة البشرية.
ولا أرى في بلادٍ كنت أسكنها إلا حثالة قومٍ قاءها الزمن
كم كانت أمنيتي عندما اندلع الربيع العربي في بعض بلاد الإسلام لو أن دولةً قامت باستضافة رائد النهضة الحدثة في ماليزيا السيد: محاضير محمد واستفادت من تجربته التي لا تقدر بذهب أو فضة ، ولكن الواقع يكذب ذلك كله. صرنا كقطيع الغنم في الليلة الشاتية الممطرة ، وعوض أن نقدم لبلادنا كل مفيد وجديد لتتطور صرنا معاول هدم وخراب حتى أصبحنا مضرب الأمثال في الفساد والسرقة والقتل والإجرام بكل أنواعه. ولم نكتفِ بهذا القدر بل أصبحنا نصدر للعالم عاهاتنا وأمراضنا وعارنا الذي لم يسبقنا في مضماره أحد من العالمين. ورحم الله المفكر المبدع والفيلسوف شاعر الباكستان محمد إقبال في رائعته حيث قال:
أرى التفكير أدركه خمول ولم تبقَ العزائم في اشتعالِ
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.