وسام الصباغ
إداري سابق
- المشاركات
- 7,082
- الإقامة
- دبي
د. زبير خلف الله
تركيا هي الهدف الأصلي
ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اختلال في التوازنات الاستراتيجية ومن احتدام كبير بين القوى الدولية في سوريا وتوحد هذه الأطراف للضغط على تركيا وجرها الى الحرب في سوريا يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل باتت تركيا هي الهدف الأصلي لهذه القوى التي توحدت في مواقفها رغم ما يظهر من تباين في مصالحها؟ هل هناك خطة تستهدف الوحدة الجغرافية لتركيا ومحاولة لتقسيمها؟
أذكر أنه عندما تم احتلال العراق سنة 2003 تحدث الزعيم الاسلامي التركي المرحوم نجم الدين أربكان في ندوة صحفية قائلا: إذا فكر الغرب في الدخول الى الأراضي السورية فاعلموا أن الهدف الأصلي هي تركيا بالدرجة الأولى.
لم يكن أربكان يتكلم من فراغ وإنما كان يتكلم من موقع الخبير بالتوازنات الدولية والمدرك للعمق الاسترتيجي التركي في ميزان القوى داخل منطقة الشرق الأوسط. ويتأكد كلامه هذا خصوصا بعد التغيرات الهائلة التي حصلت في تركيا ابتداء من سنة 2002 عندما وصل حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم بقيادة رجب طيب أردوغان.
منذ ذلك الوقت وتركيا تشهد تطورات اقتصادية وإصلاحات هيكلية كبرى حولتها من الرقم 119 الى 14 عالميا حتى أصبحت تركيا تحتضن قمة دول العشرين الكبار. كما أن تركيا لم تعد ذلك المعبر الاستراتيجي الذي يمر عليه الكبار وتتصادم عليه أقدام الغزاة لأنها أصبحت هي نفسها من الكبار واقتصادها أصبح من الاقتصاديات الكبرى في العالم.
لذلك فإن تركيا الحديثة باتت تتعامل مع هذه القوى الدولية المهيمنة بمنطق الند للند، وهو الأمر الذي أزعج هذه القوى، وجعلهم يعيدون حساباتهم الاستراتيجية تجاه تركيا التي باتت تتمرد على السياسة الدولية، وترفض أي هيمنة على المنطقة، بل أصبحت تتدخل بشكل واضح في الدعوة الى إعادة صياغة نظام عالمي جديد يحقق العدل و السلام للشعوب في العالم.
كما أن تركيا وقفت الى جانب القضية الفلسطينية، وتوترت علاقاتها مع اسرائيل، وقدمت شهداء في أحداث سفينة مرمرة. ولم تتوقف تركيا المعاصرة في سياستها الخارجية فقد ساندت ثورات الربيع العربي ومنها الثورة السورية التي أدرك الغرب والقوى الدولية بما فيهم روسيا أن تركيا تسعى إلى الوقوف ضد أي مشروع تقسيمي للمنطقة، وتوجه رسالة مفادها أن تركيا التي تم تحييدها عن قضايا المنطقة وعن قضايا العالم العربي والاسلامي لعقود طويلة هاهي تعود اليوم بقوة لاعبا صعبا في التوازنات الاقليمية والدولية.
تركيا بين مؤامرات الداخل والخارج
وعندما ننظر إلى وضع تركيا في المرحلة الراهنة فإننا نجدها محاصرة من عدة دول وجماعات، كلها توحدت ضد تركيا وكلها تعمل من أجل الضغط عليها وجرها إلى مربع الحرب بل الى فخ الحرب حتى يسهل التحكم فيها بسهولة وفرض شروطهم عليها.
فنحن نجد تحالفا بين روسيا وأمريكا والنظام السوري واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وإيران والجماعات الارهابية مثل داعش والقوى الشعبية الكردية وحزب العمال الكردستاني وحزب الله وغيرهم. هذا التحالف كله موجه ضد تركيا ومتوحد في أجندته وفي استراتيجيته.
لا ننسى أيضا أن تركيا لا تواجه قوى خارجية وإنما هي أيضا تواجه قوى داخلية تعمل على إضعافها من بينها حزب العمال الكردستاني والكيان الموازي وبعض قوى المعارضة التي تريد الاتقضاض على حكومة حزب العدالة والتنمية، وإضعاف مؤسسة الرئاسة بقيادة رجب طيب أردوغان.
إن ما يجري اليوم داخل تركيا من تفجيرات ومن توتير للأوضاع وكذلك من مواجهة على الحدود التركية يعكس بشكل جلي أن هناك لعبة دولية قذرة تستهدف المشروع التركي الطامح في توحيد المنطقة والوقوف ضد مشاريع الهيمنة و التقسيم.
أن تتوحد القوى الخارجية مع القوى الداخلية هو دليل على أن تركيا باتت هي الهدف الأصلي لذلك. فهم يحاولون الضغط عليها داخليا وخارجيا واستدراجها الى المستنقع السوري، وإدخالها في حرب ضد روسيا حتى يتم إضعافها، وبعد ذلك تفرض عليها شروط مثلما وقعت بعد الحرب العالمية الأولى وفي بداية قيام الجمهورية سنة 2023 مع اتفاقية لوزان وإنهاء الدولة العثمانية بشكل نهائي.
إن مايجري اليوم يذكرنا تماما بما حصل في سنة 1916 حين عمدت القوى الغربية الى إحداث فوضى كبرى داخل المنطقة نتج عنها اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وإنجلترا، وتم تقسيم العالم العربي وفصله تماما عن تركيا التي لعبت القوى الاستعمارية في الانقضاض علي الدولة العثمانية من الداخل ومن الخارج .
إن التاريخ يعيد نفسه ولكن ليس بنفس الشخوص فهذه اللعبة الدولية القذرة التي تحبك اليوم في منطقة الشرق الأوسط تسعى إلى إعادة صياغة اتفاقية سايكس بيكو جديدة بين روسيا وأمريكا، وتقسيم المنطقة وفق معايير جديدة إثنية وعرقية وطائفية يضمن توتر المنطقة لعقود طويلة ويحفظ مصالح القوى الدولية الاستعمارية فيها .
إن تركيا التي أعلنتها بكل وضوح أنها ضد أي تقسيم للمنطقة ولسوريا باتت هي الهدف الأصلي لهذه اللعبة القذرة في منطقة الشرق الأوسط .. وستقوم هذه الدول بانشاء دولة كردية في سوريا تكون شوكة في جنوب تركيا، وتوقف أي تمدد تركي، كما أنه سيتم السعي الى مزيد من التوتير داخل تركيا في المنطقة الشرقية وتصاعد المواجهات أكثر بين الدولة التركية والأكراد الذين يتلقون الدعم من القوى الدولية والغربية حتى يعلنوا دولة مستقلة في جنوب شرق تركيا.
من ناحية أخرى هناك محاولة للزج بتركيا في حرب ضد روسيا حتى يزداد الوضع تأزما، ويبدو أن هناك لعبة تدار الآن بين أمريكا وروسيا لاستدراج تركيا الى الحرب الغاية منها هو إجبار تركيا على إعادة توقيع جديد لاتفاقية المضائق التي تنتهي سنة 2023 خصوصا وأن تركيا أعلنت أنها عازمة على إنشاء قناة استانبول، وستغلق مضيق البوسفور الذي تمر منه البواخر الروسية الان دون دفع أي رسوم. وستكون روسيا في المرحلة القادمة تحت رحمة الدولة التركية التي ستتحكم في قناة استنبول وستفرض رسومها عليها.
لقد باتت تركيا هي الهدف الأصلي مثلما ذكر المرحوم نجم الدين أربكان سنة 2003 وستتعرض تركيا والمشروع السياسي التركي الى عدة هزات ومؤامرات من أجل إخضاع تركيا الى المطامع الغربية والدولية وإعادتها الى مربع الممر الإقليمي الذي يعبر عليه الغزاة، ومحاولة إلجامها وإن اقتضى الأمر تقسيمها إذا كانت ستظل تمثل خطرا على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
تركيا هي الهدف الأصلي
ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اختلال في التوازنات الاستراتيجية ومن احتدام كبير بين القوى الدولية في سوريا وتوحد هذه الأطراف للضغط على تركيا وجرها الى الحرب في سوريا يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل باتت تركيا هي الهدف الأصلي لهذه القوى التي توحدت في مواقفها رغم ما يظهر من تباين في مصالحها؟ هل هناك خطة تستهدف الوحدة الجغرافية لتركيا ومحاولة لتقسيمها؟
أذكر أنه عندما تم احتلال العراق سنة 2003 تحدث الزعيم الاسلامي التركي المرحوم نجم الدين أربكان في ندوة صحفية قائلا: إذا فكر الغرب في الدخول الى الأراضي السورية فاعلموا أن الهدف الأصلي هي تركيا بالدرجة الأولى.
لم يكن أربكان يتكلم من فراغ وإنما كان يتكلم من موقع الخبير بالتوازنات الدولية والمدرك للعمق الاسترتيجي التركي في ميزان القوى داخل منطقة الشرق الأوسط. ويتأكد كلامه هذا خصوصا بعد التغيرات الهائلة التي حصلت في تركيا ابتداء من سنة 2002 عندما وصل حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم بقيادة رجب طيب أردوغان.
منذ ذلك الوقت وتركيا تشهد تطورات اقتصادية وإصلاحات هيكلية كبرى حولتها من الرقم 119 الى 14 عالميا حتى أصبحت تركيا تحتضن قمة دول العشرين الكبار. كما أن تركيا لم تعد ذلك المعبر الاستراتيجي الذي يمر عليه الكبار وتتصادم عليه أقدام الغزاة لأنها أصبحت هي نفسها من الكبار واقتصادها أصبح من الاقتصاديات الكبرى في العالم.
لذلك فإن تركيا الحديثة باتت تتعامل مع هذه القوى الدولية المهيمنة بمنطق الند للند، وهو الأمر الذي أزعج هذه القوى، وجعلهم يعيدون حساباتهم الاستراتيجية تجاه تركيا التي باتت تتمرد على السياسة الدولية، وترفض أي هيمنة على المنطقة، بل أصبحت تتدخل بشكل واضح في الدعوة الى إعادة صياغة نظام عالمي جديد يحقق العدل و السلام للشعوب في العالم.
كما أن تركيا وقفت الى جانب القضية الفلسطينية، وتوترت علاقاتها مع اسرائيل، وقدمت شهداء في أحداث سفينة مرمرة. ولم تتوقف تركيا المعاصرة في سياستها الخارجية فقد ساندت ثورات الربيع العربي ومنها الثورة السورية التي أدرك الغرب والقوى الدولية بما فيهم روسيا أن تركيا تسعى إلى الوقوف ضد أي مشروع تقسيمي للمنطقة، وتوجه رسالة مفادها أن تركيا التي تم تحييدها عن قضايا المنطقة وعن قضايا العالم العربي والاسلامي لعقود طويلة هاهي تعود اليوم بقوة لاعبا صعبا في التوازنات الاقليمية والدولية.
تركيا بين مؤامرات الداخل والخارج
وعندما ننظر إلى وضع تركيا في المرحلة الراهنة فإننا نجدها محاصرة من عدة دول وجماعات، كلها توحدت ضد تركيا وكلها تعمل من أجل الضغط عليها وجرها إلى مربع الحرب بل الى فخ الحرب حتى يسهل التحكم فيها بسهولة وفرض شروطهم عليها.
فنحن نجد تحالفا بين روسيا وأمريكا والنظام السوري واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وإيران والجماعات الارهابية مثل داعش والقوى الشعبية الكردية وحزب العمال الكردستاني وحزب الله وغيرهم. هذا التحالف كله موجه ضد تركيا ومتوحد في أجندته وفي استراتيجيته.
لا ننسى أيضا أن تركيا لا تواجه قوى خارجية وإنما هي أيضا تواجه قوى داخلية تعمل على إضعافها من بينها حزب العمال الكردستاني والكيان الموازي وبعض قوى المعارضة التي تريد الاتقضاض على حكومة حزب العدالة والتنمية، وإضعاف مؤسسة الرئاسة بقيادة رجب طيب أردوغان.
إن ما يجري اليوم داخل تركيا من تفجيرات ومن توتير للأوضاع وكذلك من مواجهة على الحدود التركية يعكس بشكل جلي أن هناك لعبة دولية قذرة تستهدف المشروع التركي الطامح في توحيد المنطقة والوقوف ضد مشاريع الهيمنة و التقسيم.
أن تتوحد القوى الخارجية مع القوى الداخلية هو دليل على أن تركيا باتت هي الهدف الأصلي لذلك. فهم يحاولون الضغط عليها داخليا وخارجيا واستدراجها الى المستنقع السوري، وإدخالها في حرب ضد روسيا حتى يتم إضعافها، وبعد ذلك تفرض عليها شروط مثلما وقعت بعد الحرب العالمية الأولى وفي بداية قيام الجمهورية سنة 2023 مع اتفاقية لوزان وإنهاء الدولة العثمانية بشكل نهائي.
إن مايجري اليوم يذكرنا تماما بما حصل في سنة 1916 حين عمدت القوى الغربية الى إحداث فوضى كبرى داخل المنطقة نتج عنها اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وإنجلترا، وتم تقسيم العالم العربي وفصله تماما عن تركيا التي لعبت القوى الاستعمارية في الانقضاض علي الدولة العثمانية من الداخل ومن الخارج .
إن التاريخ يعيد نفسه ولكن ليس بنفس الشخوص فهذه اللعبة الدولية القذرة التي تحبك اليوم في منطقة الشرق الأوسط تسعى إلى إعادة صياغة اتفاقية سايكس بيكو جديدة بين روسيا وأمريكا، وتقسيم المنطقة وفق معايير جديدة إثنية وعرقية وطائفية يضمن توتر المنطقة لعقود طويلة ويحفظ مصالح القوى الدولية الاستعمارية فيها .
إن تركيا التي أعلنتها بكل وضوح أنها ضد أي تقسيم للمنطقة ولسوريا باتت هي الهدف الأصلي لهذه اللعبة القذرة في منطقة الشرق الأوسط .. وستقوم هذه الدول بانشاء دولة كردية في سوريا تكون شوكة في جنوب تركيا، وتوقف أي تمدد تركي، كما أنه سيتم السعي الى مزيد من التوتير داخل تركيا في المنطقة الشرقية وتصاعد المواجهات أكثر بين الدولة التركية والأكراد الذين يتلقون الدعم من القوى الدولية والغربية حتى يعلنوا دولة مستقلة في جنوب شرق تركيا.
من ناحية أخرى هناك محاولة للزج بتركيا في حرب ضد روسيا حتى يزداد الوضع تأزما، ويبدو أن هناك لعبة تدار الآن بين أمريكا وروسيا لاستدراج تركيا الى الحرب الغاية منها هو إجبار تركيا على إعادة توقيع جديد لاتفاقية المضائق التي تنتهي سنة 2023 خصوصا وأن تركيا أعلنت أنها عازمة على إنشاء قناة استانبول، وستغلق مضيق البوسفور الذي تمر منه البواخر الروسية الان دون دفع أي رسوم. وستكون روسيا في المرحلة القادمة تحت رحمة الدولة التركية التي ستتحكم في قناة استنبول وستفرض رسومها عليها.
لقد باتت تركيا هي الهدف الأصلي مثلما ذكر المرحوم نجم الدين أربكان سنة 2003 وستتعرض تركيا والمشروع السياسي التركي الى عدة هزات ومؤامرات من أجل إخضاع تركيا الى المطامع الغربية والدولية وإعادتها الى مربع الممر الإقليمي الذي يعبر عليه الغزاة، ومحاولة إلجامها وإن اقتضى الأمر تقسيمها إذا كانت ستظل تمثل خطرا على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.