الهدوء سمة الأسواق الأوروبية بعد يوم حماسي، وقبل تقرير الوظائف الأمريكي
يخيم الهدوء على الأسواق المالية بعد يوم حماسي جدا سيطر على القارة الأوروبية و قبيل تقرير الوظائف من الولايات المتحدة و الذي سوف يرسم الطريق للمرحلة القادمة، فالتوقعات تدور بأن التقرير سوف يظهر مزيدا من التأكيدات على أن الولايات المتحدة قد خسرت العزم الكافي لمواصلة مسيرة الانتعاش الاقتصادي مما يدعم التكهنات بسياسة تخفيف كمي ثالثة.
أعطت البيانات الأساسية الصادرة عن الاقتصاديات الأوروبية هذا الأسبوع مزيدا من التأكيدات بأن القادم هو الأصعب، فقد انكمش أداء القطاع الصناعي في كلا من منطقة اليورو و المملكة المتحدة خلال الشهر الماضي، مما يضيف مزيدا من التأكيدات بأن القارة الأوروبية قد فقدت العزم لمواصلة الانتعاش الاقتصادي، و ذلك وسط تفاقم أزمة الديون السيادية و المخاوف من تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
تراجع أداء القطاع الصناعي في القارة الأوروبية خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل ملحوظ متأثرة بقيام الحكومات بإقرار خطط تقشفية صارمة لمواجهة الارتفاع في الديون العامة لتجنب ما حصل في كلا من اليونان ، البرتغال، ايرلندا، و هذا ما كان له الأثر السلبي الواضح على الإنفاق الاستهلاكي لدى الأفراد، و أداء جميع القطاعات الاقتصادية.
تأثر القطاع الصناعي في منطقة اليورو بهبوط الصادرات و الذي كان داعما لمستويات النمو في المنطقة خلال الفترة الماضية، فقد شهدت مستويات الطلب من الولايات المتحدة و الصين و بريطانيا انخفاضا خلال الثلاثة أشهر الماضية بعد الارتفاع الذي شهده اليورو خلال الفترة الماضية و الذي سلب من المنتجات الميزة التنافسية مقابل غيرها من البضائع المنافسة.
تباطأت وتيرة النمو الاقتصادي في ألمانيا خلال الربع الثاني بنسبة 0.1% على المستوى الربع السنوية، و بنسبة 2.7%، متأثرة بشكل مباشر من هبوط الطلب المحلي المتأثر من انخفاض الاستهلاك الشخصي بعد السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومة الألمانية لمواجهة أزمة الديون السيادية، هذا وانخفضت الاستثمارات الرأسمالية في الاقتصاد الألماني العملاق بشكل أكبر.
بقي معدل البطالة في منطقة اليورو ثابتا عند مستويات 10% خلال تموز بعد أن تم تعديل القراءة السابقة إلى 10%، فقد تأثر من تفاقم أزمة الديون السيادية في المنطقة ، و الذي دفع المعدل في العديد من الاقتصاديات على رأسها أسبانيا للارتفاع مستويات تاريخية.
قامت الشركات الأوروبية عبر منطقة اليورو بتسريح العاملين لديهم لتقليص التكاليف بهدف دعم الأرباح، وذلك بعد التراجع الذي واجهته الشركات من تراجع الطلب العالمي على المنتجات الأوروبية، خاصة بعد الإشارات الواضحة من هذه الاقتصاديات على رأسها الولايات المتحدة التي تعاني من موجه تباطؤ حادة في أداء جميع القطاعات الاقتصادية.
بقيت التوقعات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر أب عند مستويات 2.5%، مطابقا للارتفاع السابق و التقديرات، ليؤكد نجاح محاولات البنك المركزي الأوروبي لاحتواء الارتفاع في معدلات التضخم فوق 2.0% خاصة بعد قيام البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة المرجعي لمستويات 1.50% خلال الستة أشهر الماضية بهدف السيطرة على ارتفاع معدلات التضخم في المنطقة.
عزيزي القارئ، فمع شح البيانات الاقتصادية من القارة الأوروبية، يتوقع اليوم أن تبقى أحجام التداول منخفضة لحين صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي يترقبه المستثمرين بشغف، يتوقع أن يسجل التغير في عدد الوظائف ما عد القطاع الزراعي خلال آب 70 ألف وظيفة مقارنة بالقراءة السابقة 117 ألف وظيفة، و من المقدر أن يبقى معدل البطالة عند مستويات 9.1%.