- تجاهل الدولار الأمريكي القراءة التي جاءت أقل من التوقعات لتقارير الإسكان التي تم الكشف عنها أمس ألأربعاء حيث تم النظر إلى انخفاض القراءة على أنها تعود إلى سوء أحوال الطقس، ونجح الدولار الأمريكي في تسجيل مكاسب أمام معظم العملات سواء عملات الدول العشري الكبرى أو عملات بلدان الأسواق الناشئة. ففي البداية، كشف كان محضر أخر اجتماع للجنة السوق المفتوحة ببنك الاحتياطي الفيدرالية عن أن اللجنة ملتزمة بشدة بتقليص البرنامج الشهري لشراء السندات، كما كشف المحضر عن نقاش أعضاء اللجنة بشأن تشديد أسعار الفائدة في مرحلة ما في المستقبل. وإزاء هذه الأنباء، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية ذات العشر سنوات بحوالي 3 نقاط أساس أمس الأربعاء وهو نفس ما حدث للعائد الضمني على عقود الأموال الفيدرالية طويلة الأمد، وهو الأمر الذي دعم الدولار الأمريكي. وبعد ذلك وخلال الجلسة الأسيوية صدرت القراءة الأولية لتقرير مؤشر اتش.اس.بي.سي/ماركيت الصين لمدراء مشتريات القطاع الصناعي في الصين لشهر فبراير والتي جاءت أقل بكثير من التوقعات مشيرة إلى مزيد من الانكماش للشهر الثاني على التوالي. وفي ظل تعرض قطاع الائتمان الصيني لمزيد من المتاعب فإن مخاوف السوق تتزايد بشأن "تحوّل الاقتصاد من فترة توسّع وانتعاش إلى فترة ركود وانكماش" في الصين.
- أدت البيانات الصينية إلى تأثير سلبي كبير على الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي كما كان متوقعًا. وكان انخفاض الدولار الأسترالي أكبر من انخفاض الدولار النيوزلندي، وأتوقع استمرار هذا الوضع. ومن الجدير بالذكر أن الصادرات الاسترالية للصين تتركز في المواد الصناعية، والتي تتأثر بشكل كبير للغاية بالتراجع في الطلب بالقطاع الصناعي أكثر من تأثر الصادرات النيوزلندية للصين التي تتركز على المواد الغذائية. ولا أزال أتوقع هبوط الدولار الأسترالي بشكل عام ولاسيما زوج الدولار الأسترالي/الدولار النيوزلندي حيث أرى أن التغييرات التي تشهدها الصين عميقة للغاية ولن يتم حلها بمجرد قيام البنك المركزي الصيني بمحاولة الإنقاذ من خلال ضخ السيولة. ومن ناحية أخرى، أدت البيانات الصينية إلى تغيير اتجاه زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني وتحويل الين الياباني ليصبح العملة الوحيدة التي تسجل مكاسب ملحوظة أمام الدولار الأمريكي في الوقت الذي تراجعت فيه سوق الأسهم في طوكيو. وقد جاء ذلك على الرغم من إظهار البيانات الاقتصادية تسجيل اليابان عجزًا تجاريًا قياسيًا في شهر يناير مع وضع غير صحي حيث تراجعت الصادرات بشكل أقل مما كان متوقعًا (حتى وإن كانت قد سجلت ارتفاعًا على أساس سنوي) في حين ارتفعت الواردات أكثر مما كان متوقعًا. ويشير هذا الوضع إلى أن بيع زوج الدولار الأمريكي/الين الأسترالي سيكون وسيلة جيدة للاستفادة من الأثر العكسي الذي تحدثه أنباء تباطؤ الصين على كلا العملتين.
- وكان الدولار الكندي هو أكبر العملات الخاسرة أمس حيث انهار بعد كشف النقاب عن أن مبيعات الجملة الكندية تراجعت بأكثر مما كان متوقعًا. وبالإضافة إلى ذلك قد تكون هناك ضغوط بيع على الدولار الكندي بسبب عملية اندماج واستحواذ كبيرة. ويذكر أن المشاركين في السوق قد قاموا بتقليص مراكز الدولار الكندي الخاصة بهم إلى حد ما، وفقا لتقرير التزام المتداولين، من 70300 عقد إلى 58900 عقد. وعلى الرغم من أن ذلك لا يزال يمثل مراكز بيع تاريخية لهذا العقد إلا إنه يشير في الوقت نفسه إلى أن المستثمرين لديهم قدر من المساحة للعودة إلى التداول الآن.
- وعلى صعيد أخر، سيصدر اليوم أيضًا المزيد من تقارير مدراء المشتريات عن شهر فبراير في الجلسة ألأوروبية حيث ستصدر القراءة الأولية لتقارير مدراء المشتريات في القطاع الصناعي وقطاع الخدمات في فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو ككل. ومن المتوقع أن ترتفع القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات في فرنسا في حين من المتوقع أن تتراجع القراءة في ألمانيا بشكل طفيف، أما في منطقة اليورو ككل فمن المتوقع أن تظل القراءة على حالها دون تغيير في شهر فبراير في القطاع الصناعي وارتفاع القراءة في قطاع الخدمات والمؤشر المجمع عن قراءة يناير. وإذا ما وافقت هذه القراءة التوقعات ستكون إيجابية لليورو، ولكن بدون الارتفاع في مؤشر مدراء المشتريات في ألمانيا سيكون من الصعب أن تحظى السوق بقدر كبير من الحماس.
- كما سيصدر في منطقة اليورو القراءة الأولية لتقرير ثقة المستهلكين في فرنسا في فبراير والتي من المتوقع أن تسجل -11.0 من -11.7 في الشهر السابق. ومن المتوقع أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين الفرنسي في شهر يناير على أساس شهري إلى 0.5% من 0.4% في ديسمبر. ومع ذلك فإن هذه القراءة ستجعل المعدل على أساس سنوي مرتفعًا إلى 0.9% من 0.8%.
- وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن تسجل قراءة تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في يناير التباطؤ ‘لى +0.1% على أساس شهري من القراءة المعدلة +0.2% على أساس شهري في ديسمبر على الرغم من أن هذه القراءة ستجعل المعدل على أساس سنوي يرتفع إلى +1.6% من +1.5%. ومن المتوقع أن تسجل طلبات إعانة البطالة الأسبوعية المقدمة لأول مرة عن الأسبوع المنتهي بتاريخ 15 فبراير 335 ألف طلب من 339 ألف طلب في الأسبوع السابق. ومن المتوقع أن تتراجع قراءة مؤشر الصناعات التحويلية بفيلادلفيا لشهر فبراير الانخفاض إلى 8.0 من 9.4 في حين من المتوقع أن تسجل قراءة المؤشر القائد الصادر عن مؤسسة كونفرنس بورد الارتفاع إلى +0.4% في يناير من +0.1% في ديسمبر.
- يوجد متحدثين اليوم الخميس وهما نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي فيتور كونستانسيو الذي سيتحدث في مؤتمر الخدمات المالية الأوروبية، ومحافظ البنك المركزي النرويجي أولسن الذي سيتحدث في جامعة أوسلو.