تحليل العملات 27 فبراير
- عادت المخاوف من اضطرابات الأسواق الناشئة للهيمنة مرة أخرى على السوق في ظل استمرار الأزمة في أوكرانيا بالإضافة إلى أن الوضع تحول إلى الأسوأ أمس بعد أن أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره المفاجئة بإجراء مناورات عسكرية برية وجوية بالقرب من أوكرانيا. ولم يقتنع الكثيرين بتأكيدات روسيا أن هذه المناورات لا تمت بصلة بالوضع في أوكرانيا. وقد أدى هذا الوضع إلى أن ينأى المستثمرين عن أوروبا وفي الوقت نفسه فقد شجع على الهروب إلى الملاذ الآمن المتمثل في الدولار الأمريكي، وهو أمر اتضح أيضًا من انخفاض جميع أسواق الأسهم الأوروبية في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى قياسي غير مسبوق أثناء التداول أمس (على الرغم من أنه أغلق فيما بعد عند مستوى أدنى من هذا المستوى المرتفع). وكانت السوق قد أصابها القلق نتيجة المشاكل التي تشهدها أوكرانيا والتي أضيفت إليها المشاكل الحادثة في تركيا بعد أن تم كشف النقاب عن تسجيل مزعوم لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يتحدث فيه عن كيفية إخفاء الأموال غير المشروعة. وبالإضافة إلى ذلك، وصف برافين جوردان وزير مالية جنوب أفريقيا وجيل ماركوس محافظ البنك المركزي لجنوب أفريقيا الراند الجنوب أفريقي بأنه "ممتص للصدمات" وتحدثا بحماس عن أن ضعف العملة أسهم في تحسين القدرة التنافسية للبلاد وهو الأمر الذي تسبب في تأثير على الراند الجنوب أفريقي كان من السهل التنبؤ به حيث تراجع بحوالي 1% أمام الدولار الأمريكي. ويذكر أن الدولار الأمريكي قد ارتفع بشكل عام أمام جميع عملات الأسواق الناشئة التي نتابعها. وأتوقع استمرار هذه المكاسب لبضعة أيام على الأقل حيث يبدو إن الوضع في أوكرانيا شديد التقلب.
- ارتفع الدولار الأمريكي أمام جميع نظرائه من عملات الدول العشر الكبرى. وقد كان من الملاحظ أن رحلة الهروب إلى ملاذ آمن لم تكن إلى الين الياباني أو الفرنك السويسري اللذان يرتفعان عادة في مثل هذه الظروف. ويذكر أن الفرنك السويسري ليس لديه سوى مجال محدود للارتفاع أمام الدولار الأمريكي عند ارتفاع الدولار الأمريكي أمام اليورو لأن ذلك يعني ارتفاع الفرنك السويسري أمام اليورو، ولكن البنك المركزي السويسري يتدخل بقوة لمنع زوج اليورو/الفرنك السويسري من الاقتراب من مستوى 1.20. وعلى الجانب الأخر، كان زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني مستقرًا بعد نشر تقارير تفيد بأن بعض الشركات الصناعية اليابانية سوف تدفع لموظفيها مكافآت أعلى هذا العام مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم. وأتوقع تحرك زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني نحو الانخفاض في ظل اشتداد التوتر في بلدان الأسواق الناشئة. وكان الدولار الأسترالي هو أكبر العملات التي سجلت خسائر أمس بعد أن أظهرت قراءة تقرير معدل نفقات رؤوس الأموال الجديدة في القطاع الخاص في الربع الرابع تسجيل -5.2% على أساس ربع سنوي بانخفاض كبير عن توقعات السوق التي تنبأت بتسجيل -1.3% على أساس ربع سنوي، وتعد هذه القراءة هي الأسوأ في أربع سنوات. ولا أزال أرى أن الدولار الأسترالي سينخفض.
- ومن الجدير بالذكر أن المعنويات تجاه الدولار الأمريكي قد ارتفعت بعد كشف النقاب عن ارتفاع مبيعات المنازل في الولايات المتحدة في شهر يناير بأكثر مما كان متوقعًا. ومع ذلك فإن هذا لم يمنع عائد سندات الخزانة من الانخفاض ومن تراجع العائد الضمني على عقود الأموال الفيدرالية لعام 2016 بواقع 4 نقاط أساس مما يوضح أن بيانات الإسكان لم تقنع أحد بأن الاقتصاد الأمريكي يتحسن بأسرع مما كان متوقعًا.
- سيكون الحدث الرئيسي اليوم هو شهادة رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الجديدة جانيت يلين أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ. ولا نتوقع أن تؤدي شهادتها إلى ردود فعل كبيرة نظرًا لأنه من المتوقع أن تقوم بتكرار ما قالته من قبل أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب. ومع ذلك يمكن أن يكون هناك رد فعل غير محسوب لشراء الدولار في ظل تكرارها لعزمها على المضي قدمًا في تقليص برنامج بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهري لشراء السندات.
- وبالنسبة للمؤشرات الاقتصادية، ستصدر اليوم القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا عن شهر فبراير، ويأتي هذا التقرير قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو غدًا الجمعة. ومن المتوقع تراجع التضخم في ألمانيا إلى +1.1% على أساس سنوي من +1.2% على أساس سنوي في يناير. ويمكن أن تؤدي مثل هذه القراءة إلى تكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي ربما يخفف من سياسته النقدية في اجتماعه الأسبوع المقبل وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر بالسلب على اليورو على الرغم من أنني لا أتوقع قيام البنك المركزي الأوروبي بتغيير السياسة. وفي ألمانيا أيضًا سيصدر تقرير معدل البطالة عن نفس الشهر والذي من المتوقع أن يظل كما هو عند 6.8%. كما سيصدر اليوم تقرير النمو السنوي في المعروض النقدي m3 والذي من المتوقع أن يرتفع ارتفاعًا إلى +1.1% على أساس سنوي في يناير من +1.0% على أساس سنوي في ديسمبر. ومع ذلك، فمن المتوقع أن يتراجع المتوسط المتحرك لمدة 3 أشهر إلى +1.2% من +1.3%. كما سينصب التركيز أيضًا على الإقراض الذي يواصل الانكماش. وكانت القروض الائتمانية للقطاع الخاص قد انخفضت على أساس سنوي لمدة 21 شهرًا متتاليًا ولكنها بدأت في الارتفاع مؤخرًا. وكانت قد سجلت انخفاضًا بنسبة 2.4% على أساس سنوي في ديسمبر مقارنة بتسجيل -1.6% على أساس سنوي في نوفمبر. وستصدر اليوم أيضًا القراءة النهائية لتقرير ثقة المستهلك في منطقة اليورو لشهر فبراير.
- وفي الولايات المتحدة، سيصدر تقرير طلبات السلع المعمرة عن شهر يناير. ومن المتوقع أن تسجل القراءة الرئيسية والقراءة المستثنى منها أسعار النقل انخفاضًا ولكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه الانخفاض في شهر ديسمبر وهو الأمر الذي يمكن أن يكون مشجعًا. وستصدر اليوم أيضًا قراءة التقرير الأسبوعي لطلبات إعانة البطالة المقدمة لأول مرة وذلك عن الأسبوع المنتهي بتاريخ 22 فبراير.
- وفي كندا، من المتوقع أن يتسع عجز الحساب الجاري في الربع الرابع إلى 17 مليار دولار كندي من 15.5 مليار دولار كندي.
- وبالإضافة إلى الشهادة التي ستدلي بها جانيت يلين، تزخر أجندة اليوم بوجود عدد كبير من أعضاء البنك المركزي الأوروبي ومسئولين آخرين من بينهم ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي عن دالاس ريتشارد فيشر.