- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
قتل 50 شخصا على الأقل بسبب التدافع في مراسم دفن قائد فيلق القدس، الذي قتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.
وأدى مقتل المشيعين إلى تأجيل دفن قاسم سليماني. وسوف يحدد موعد آخر في وقت لاحق، بحسب ما قاله مسؤولون.
وسيدفن سليماني في مدينة كرمان، مسقط رأسه، وسط تجمع أعداد تقدر بالملايين في الشوارع للمشاركة في مراسم الدفن.
وأثار قتل سليماني مخاوف من اندلاع صراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وكان سليماني يعد - على نطاق واسع - ثاني أقوى رجل في إيران، بعد مرشد الثورة علي خامنئي. ورأت فيه الولايات المتحدة "إرهابيا وتهديدا" للقوات الأمريكية.
وقد تبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موقفا متشددا مع إيران بعد انتخابه في 2016، وردت طهران بحملة مقابلة. وزاد التوتر أكثر الشهر الماضي بعد أن هاجمت الولايات المتحدة جماعة كتائب حزب الله التي تساندها إيران في العراق، بعد أن حملتها مسؤولية هجمات تعرضت لها القوات الأمريكية.
ولا يعرف سبب التدافع في كرمان، بجنوب شرق إيران، ولكن أعدادا كبيرة من الناس كانوا قد احتشدوا في الشوارع قبل بدء مراسم الدفن، التي أعلن عنها من قبل.
وأصيب نحو مئتي شخص آخر في التدافع، بحسب وسائل الإعلام الرسمية. وكان من المفترض أن يدفن جثمان سليماني صباح الثلاثاء.
تطورات أخرى:
أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة رفضت منح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، تأشيرة دخول لحضور جلسات مجلس الأمن هذا الأسبوع. وقد يكون في هذه الخطوة انتهاك لاتفاقية دولية توفر للمسؤولين الأجانب ضمان الوصول إلى مقار الأمم المتحدة في نيويورك
قال ظريف خلال حديثه في مؤتمر في طهران إن الولايات المتحدة "قامرت إلى حد كبير وأساءت الحساب"، باغتيالها سليماني
قررت ألمانيا سحب عدد من جنودها الموجودين في العراق، كجزء من التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية
نفت الولايات المتحدة أنها ستنسحب من العراق، بعد تسريب خطاب من مسؤول عسكري أمريكي أشار فيه إلى أن واشنطن ستسحب قواتها
وافق أعضاء البرلمان الإيراني على قرار بتصنيف الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع على أنها جهات "إرهابية". وصدق الأعضاء على توفير تمويل إضافي لفيلق القدس الذي كان يقوده سليماني
وجدد مسؤولون إيرانيون تهديدهم بالانتقام خلال المراسم التي خرجت لدفن سليماني.
وقال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، أمام بعض الحشود في كرمان: "الشهيد قاسم سليماني أقوى بعد موته من ذي قبل".
وقد أنشئ الحرس الثوري للدفاع عن النظام الإسلامي في إيران، ويعد قوة عسكرية وسياسية كبيرة في البلاد.
وأفادت تقارير من كرمان بأن المشيعين كانوا يهتفون "الموت لأمريكا"، و"الموت لترامب".
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن طالب في الـ18 من عمره كان بين المشيعين قوله: "كان ينظر لسليماني على أنه رجل عظيم، مستعد لخدمة شعبه. ويجب فعلا الثأر لمقتله".
وقاد المرشد الأعلى خامنئي جموع المصلين الاثنين في مراسم الجنازة التي أقيمت له في طهران، وأجهش خامنئي بالبكاء خلال وقوفه أمام نعش سليماني.
وأفادت تقديرات التلفزيون الإيراني الرسمي بأن عدد الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع في العاصمة الإيرانية وحدها كان "بالملايين". وكانت الجموع كبيرة إلى درجة تمكنت معها صور الأقمار الصناعية من إظهارها.
من هو قاسم سليماني؟
ولد سليماني في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران. وهو من أسرة ريفية فقيرة، وكان يعمل عامل بناء، ولم يكمل تعليمه إلا إلى مرحلة الشهادة الثانوية فقط. ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
بعدها انضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب على آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998.
ويمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بتنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.
ولا يمر وقت طويل لمشاهد التلفزيون الإيراني إلا ويرى صورة الجنرال قاسم سليماني تطل عليه من الشاشة.
فقد برز قائد فيلق القدس، الذي كان يعيش خلف ستار من السرية، إلى إدارة العمليات السرية في الخارج، ليبزغ بعدها نجمه في إيران.
وأصبح الرجل، الذي لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، مادة رئيسية لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغاني موسيقى البوب.
وتداول الناشطون في إيران على نطاق واسع فيديو لفصائل شيعية مسلحة في العراق يظهر جنودا وهم يرسمون صورا للجنرال قاسم سليماني على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له، مع موسيقى حماسية في خلفية المقطع.
وشوهد الجنرال شخصيا في محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، أثناء قيادة فصائل عراقية خلال استعادة مدينة تكريت من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونشرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء صورا لسليماني مع تلك القوات، وقالت مصادر في الفصائل بالعراق لبي بي سي إن الجنرال قاسم سليماني كان هناك لبعض الوقت لمساعدة العراقيين في الاستعداد للمهمة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الجنرال سليماني عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
ففي سوريا المجاورة، ينسب إليه الفضل في وضع الاستراتيجية التي ساعدت الرئيس بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية.
ودائما ما تنفي إيران نشر قوات برية في سوريا والعراق، لكنها تقيم بين حين وآخر جنازات جماهيرية لقوات أمن و"مستشارين عسكريين" قتلوا في البلدين.
وأولى الجنرال قاسم سليماني أهمية خاصة لحضور بعض من تلك المراسم.