بولندا تبكي رئيسها .. وتحطم الطائرة لم يكن جراء عطل فني
تسيطر على الساحة البولندية حالة من الحزن الشديد، إثر الحادث الذي تعرضت له طائرة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي غربي روسيا يوم أمس السبت، حيث لقي الرئيس إلى جانب كبار مسؤولي الحكومة الحكومة البولندية حتفهم عقب تحطم الطائرة، والتي كانت في طريقها إلى حضور الذكرى السنوية السبعين لمذبحة كاتين والتي حدثت إبان الحرب العالمية الثانية، وسط تخوف من ظهور أزمة سياسية في البلاد.
وقد شهد القصر الرئاسي في العاصمة البولندية وارسو تجمع أبناء الشعب البولندي، ليصلوا ويضيئوا الشموع حزناً على فراق رئيسهم، حيث لاقى الرئيس ليخ كاتشينسكي مصرعه إلى جانب زوجته ونائب رئيس البرلمان البولندي، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية، وقادة أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد، هذا إلى جانب قيادات عسكرية كبيرة في الجيش البولندي، ومحافظ البنك المركزي، ليكون هؤلاء ضمن ركاب الطائرة والبالغ عددهم 97 شخصاً، والذين فارقوا الحياة جميعاً.
هذا وقد تواردت الأنباء حول أسباب تحطم الطائرة، وسط استبعاد تحطم الطائرة بسبب عطل فني، إذ أكدت أوساط روسية على أن طائرة الرئيس كانت تحلق على ارتفاع منخفض جداً وسط ضباب كثيف كان يغلف مكان الحادث، مما أسفر عن اصطدام الطائرة بالأشجار وتحطمها، في ظل استمرار التحقيقات الروسية لمعرفة ما حدث بالتفصيل.
أما العاصمة البولندية وارسو والتي يكتنفها الحداد على رئيسها فقد شهدت ظهور القائم بأعمال الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي على شاشات التلفزة متوجهاً إلى شعبه، حيث نعى كوموروفسكي الرئيس الراحل، مؤكداً على أن الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية سيأتي خلال أربعة عشر يوماً كحد أقصى، في حين سيكون موعد الانتخابات عقب شهرين من ذلك الإعلان، ليؤكد رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك من جهته بأن الساحة السياسية في البلاد سوف تبقى مستقرة، معبراً عن حزنه الشديد لفراق الرئيس واصفاً الحدث بأنه أكثر الأحداث المأسوية في تاريخ بولندا الحديث عقب انتهاء الحرب، في الوقت الذي وصلت فيه طائرة عسكرية روسية تقل جثمان الرئيس إلى العاصمة وارسو.
وقد توجه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى موقع الحادث، معبراً عن حزنه العميق لفقدان كاتشينسكي، حيث وضع بوتين أكاليل الزهور على ما تبقى من حطام الطائرة المنكوبة، في حين أعلن الحداد الرسمي في روسيا الاتحادية، وسط تعبير قادة العالم أجمع عن صدمتهم وأسفهم العميق لفقدان مثل ذلك الرجل، بينما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن خسارة كاتشينسكي هي خسارة للأمريكيين بل وللعالم أجمع وليس فقط للبولنديين.
تلك الفاجعة والتي قد يكون لها عظيم الأثر على المستقبل السياسي لبولندا لم يكن لها الأثر عينه على الاقتصاد البولندي، وسط تأكيد نائب رئيس البنك المركزي في البلاد بأن وفاة الرئيس لن تؤثر على الزلوتي البولندي، والذي تراجع بنسبة 6% أمام اليورو، مشيراً إلى أن تلك الفاجعة لن تؤثر سلباً على الأسواق العالمية، ولن تؤثر على أي من الأسواق المالية حول العالم.
رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه لم يتحدث عن تبعات الموضوع من الناحية الاقتصادية، إلا أنه أبدى أسفه العميق لفقدان الرئيس البولندي، في حين أعرب زعماء أوروبيون كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن حزنهم لفقدان كاتشينسكي، مؤكدين على أنه كان أحد الشخصيات التي كان لها عظيم الأثر على الصعيدين المحلي والإقليمي.
يذكر بأن الاقتصاد البولندي يعتمد على الصناعة والزراعة، وقد تحول اقتصاد البلاد إلى اقتصاد السوق إبان انهيار الحكم الشيوعي في البلاد، وتعد بولندا حلقة وصل في التجارة ما بين شرق وغرب أوروبا، وما بين جنوب وشمال القارة الأوروبية أيضاً، مع الإشارة إلى أن بولندا انضمت للاتحاد الأوروبي في العام 2004، إلا أنها أبقت على عملتها المحلية ولم تستخدم اليورو.