
تتجه "أرامكو" السعودية إلى خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا خلال أبريل، حيث تشير أوسط التوقعات إلى تراجع بنحو 10 سنتات للبرميل مقارنة بشهر مارس، وفقاً لمتوسط تقديرات استطلاع أجرته بلومبرغ شمل أربعة من المتداولين ومصافي التكرير. يأتي ذلك بعد أن سجلت أسعار الخام العربي الخفيف في مارس علاوة 3.90 دولار للبرميل فوق خام عُمان-دبي، وهو مستوى مرتفع يعكس قوة الطلب الآسيوي خلال الفترة الماضية.
بينما يرى بعض المحللين أن التخفيض سيكون طفيفاً، يتوقع آخرون أن يصل إلى 15 سنتاً للبرميل، في حين أن أحد المشاركين في الاستطلاع رجح تراجعاً أكبر يصل إلى دولار واحد للبرميل. ومع ذلك، يبقى القرار النهائي بيد أرامكو، التي من المنتظر أن تعلن عن أسعارها الرسمية خلال الأيام الخمسة الأولى من الشهر المقبل.
في مارس، سجلت أرامكو أكبر زيادة في أسعار الخام العربي الخفيف منذ أغسطس 2022، حيث رفعت السعر بمقدار 2.40 دولار للبرميل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها دولاران فقط. جاء هذا الارتفاع نتيجة تحسن هوامش التكرير في آسيا وارتفاع علاوات خام الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العقوبات الأميركية على النفط الروسي، والتي دفعت شركات التكرير الآسيوية إلى البحث عن بدائل، مما جعل خام الشرق الأوسط الخيار الأكثر جاذبية.
التوقعات بخفض الأسعار تأتي في وقت يستعد فيه تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا في تخفيف بعض قيوده على الإنتاج بدءاً من أبريل، بعد تأجيل هذه الخطوة ثلاث مرات. ولم يوص اجتماع لجنة المراقبة الذي انعقد مطلع هذا الشهر بأي تغييرات على تلك الخطة، مما يشير إلى أن التحالف لن يتعجل في الاستجابة لدعوة ترمب لخفض الأسعار.
ودفعت العقوبات الأميركية الصارمة على النفط الروسي الشهر الماضي شركات التكرير الآسيوية إلى الإسراع لشراء شحنات بديلة. ويُعد نفط الشرق الأوسط هو البديل الأقرب من حيث المكان والجودة، مما أدى إلى ارتفاع علاوات خام المنطقة مقارنة بالمؤشرات الدولية الأخرى.
كما تحسنت هوامش التكرير في آسيا خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن خفضت بعض المصافي الإنتاج، مما ساعد أيضاً على تبرير الزيادة الكبيرة.
شهدت أسعار النفط تقلبات منذ بداية العام، إذ أفسح القلق المبكر من أن العقوبات الأميركية قد تجعل من الصعب شحن الخام الروسي، المجال أمام مطالب الرئيس دونالد ترمب بزيادة العرض سواء في الولايات المتحدة أو من جانب تحالف "أوبك+"، فضلاً عن رسومه الجمركية التي تقوض الطلب. كما دعا ترمب إلى تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران. وبينما تجاوز سعر مزيج برنت 80 دولاراً للبرميل الشهر الماضي، فقد انخفض منذ ذلك الحين إلى ما دون 75 دولاراً.