- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
في حواره المطول مع قناة فوكس نيوز الأميريكية قال بشار الأسد: أنا أمل السوريين!
وجاء ذلك وفق الآتي:
فوكس نيوز: سيادة الرئيس.. وقتنا محدود.. لكني أريد أن أعود إلى الماضي باختصار. كنت هنا في عام 2000 في جنازة والدك. ثم أصبحت رئيسا.. وفي ذلك الحين علق البعض آمالا عليك كمصلح يمكن أن تغير في الأمور وإحداث درجة أكبر من الديمقراطية في هذا البلد. لكن منتقديك وبعض المحللين يقولون إنك تراجعت إلى حد أنك بت توصف بأشياء أخرى غير المصلح. بت توصف بالديكتاتور وبأشياء أسوأ بكثير. كيف يجعلك ذلك تشعر عندما يقول بعض الناس.. بالتعبير الأمريكي.. انك خرجت عن المسار الذي كان يمكن أن تسلكه حينذاك وكان يمكن أن يجنبك كل ما يحدث الآن...
الأسد..
أولا وقبل كل شيء.. إذا أردت التحدث عن الأمل.. فأنا أمل السوريين. لا يهمني أن أكون أمل أي شخص أجنبي سواء كان مسؤولا أو أي شخص آخر. وهكذا.. ينبغي إحالة جميع التعابير والمفردات التي استخدمتها في سؤالك إلى الشعب السوري لترى إذا كانوا يوافقون على هذه التعابير أم لا. في المحصلة فإن الأمر لا يتعلق بالمصطلحات بل بالمحتوى. لا يهم أن يقولوا ديكتاتور أو مصلح. اليوم هناك حملات دعائية. هل يقولون الشيء ذاته عن حلفائهم في دول الخليج... هل يتحدثون عن الديكتاتورية في دول الخليج...
فوكس نيوز: نحن نتحدث عن سورية.
الأسد:
أعرف ذلك.. لكن من حقي أن أتحدث عن الدول الاخرى الأبعد كثيرا عن الديمقراطية من الدولة السورية. بالعودة إلى سؤالك.. فإن الإصلاح ليس مسؤولية شخص معين في البلد.. سواء كان الرئيس أو الحكومة أو الشعب. يمكن للرئيس أو الحكومة قيادة الإصلاح.. لكن الإصلاح عملية اجتماعية تتأثر بأمور مختلفة كثيرة بما في ذلك العوامل الخارجية.. فيما إذا كان هناك حرب.. أو إذا كنت تتمتع بالاستقرار.. أو بالظروف الاقتصادية أو ما إذا كنت تواجه أيديولوجيات سيئة للغاية تأتيك من الخارج وهكذا.. بالتحدث عن الإصلاح بالطريقة التي قدمتها في البداية.. وحيث نؤمن بنفس القيم والمبادئ والمفاهيم.. ينبغي أن يكون لدينا ديمقراطية تعكس تقاليدنا. لكن الديمقراطية ليست هدفا بل أداة لتحقيق الرخاء.. وينبغي أن تستند الديمقراطية إلى القبول بالآخر. عندما يكون لديك أيديولوجيات منغلقة والعديد من المحظورات التي تمنعك من قبول الآخر.. والثقافات الأخرى في بلدك.. فإنك تتراجع بصرف النظر عما يفعله الرئيس بهذا الصدد. لا الدستور ولا القوانين ولا أي عملية أخرى يمكن أن تجعل الديمقراطية حقيقية وواقعية في مثل هذا المجتمع. المجتمع وحده هو الذي ينتج مثل هذه الديمقراطية ويمكن أن نتحدث عنه. إنها مسألة ثقافة. وبالتالي.. فإني ما زلت مصلحا.. وما زلت أؤمن بنفس القيم. لكن إذا عدت إلى تاريخ العقد الماضي تجد أن أحداثا معقدة جدا قد حصلت.. وهذا أحد الأسباب التي جعلت الديمقراطية.. ليس في سورية وحسب.. بل في المنطقة برمتها.. أكثر بعدا وليس أكثر قربا.
فوكس نيوز: لكن مرة أخرى.. وبالتحدث عن بلدكم.. وتاريخ الأحداث الأخيرة إذا عدنا إلى ما قبل عامين ونصف العام وعندما ظهر أول الاحتجاجات في هذا البلد.. قال البعض إن تلك كانت علامة على أن الناس لم يكونوا راضين.. وهنا أتحدث عن السوريين.. الذين لم يكونوا راضين عن تحرككم نحو الديمقراطية وأن ذلك كان ما يطالبون به.. المزيد من الديمقراطية والمزيد من الإصلاح.. ولم يكونوا يطالبون في ذلك الحين بتنحيك عن السلطة. يقول منتقدوك إنك تحركت بسرعة وبقسوة حيث استهدفت الدبابات المتظاهرين واستعمل التعذيب إلى آخر ما هنالك. هذه هي الانتقادات التي توجه إليك.. ومرة أخرى أضعت فرصة أخرى. كيف تشعر حيال ذلك بعد عامين ونصف العام...
الأسد:
دعنا نطرح سؤالا بسيطا.. إذا أردت أن تقمع أولئك الناس لأنك لا تقبل بمطالبهم فلماذا يقول الرئيس نفسه أنا قلت في أحد خطاباتي في بداية الصراع. إن لدى هؤلاء الناس مطالب مشروعة.. هذا أولا. ثانيا.. إذا كنت تريد استعمال القوة.. لماذا غيرت الدستور لماذا غيرنا القوانين. لدينا الآن أكثر من خمسة عشر حزبا سياسيا جديدا في سورية... لماذا غيرت قوانين كثيرة لم يطالبوا هم بتغييرها... لأننا كنا نعلم أن الأمر لا يتعلق بالديمقراطية.. لو كانوا يطالبون بالديمقراطية فكيف قتل بعض أولئك المتظاهرين وأنا هنا لا أعمم لأن بعض الناس تظاهروا للأسباب التي ذكرتها.. لكن آخرين قتلوا جنودا ورجال شرطة في أول أسبوع من الصراع. ما العلاقة بين المطالبة بالديمقراطية والقتل والاغتيال... ولهذا علينا أن نكون دقيقين في التمييز بين الناس الذين يطالبون بالديمقراطية والإرهابيين.. هذا أولا. ثانيا.. جزء من هؤلاء الناس الذين كانوا يعارضون الحكومة في البداية يدعمون الحكومة اليوم ضد الإرهابيين لأنهم طالبوا بالإصلاح لكنهم لم يطالبوا بالإرهاب. وبالتالي.. فأنت تتحدث عن حالتين مختلفتين تماما عند بداية الصراع والآن. وهكذا.. ما زلنا نتقدم في مسارنا نحو الديمقراطية. وجزء من الحل هو الذي ذكرته قبل دقائق.. فعندما نجلس إلى الطاولة يقرر الشعب السوري ما الدستور الأفضل وما النظام السياسي الأفضل. هل يريدون نظاما برلمانيا.. أم رئاسيا.. أم شبه رئاسي أو ما إلى ذلك.. ما القوانين التي يريدونها. إذن ليس الرئيس هو من يضع هذا النظام. إذا أراد الناس وضع نظام جديد فهذه هي الديمقراطية.
فوكس نيوز: لكنك تذكر نقطة تقود إلى سؤالي التالي. سيقول بعض الناس إنك تشن حرب استنزاف وانك انتظرت وانتظرت وقمعت الناس وان أولئك الذين أرادوا تحقيق تغيير سلمي نحو الديمقراطية في البداية باتوا الآن.. وبعد عامين ونصف العام من القتال.. مستعدين للتراجع قليلا. في البداية تحدثت عن دخول الإرهابيين.. والآن خلقت وضعا على الأرض أو سمحت بظهور هذا الوضع الذي سمح بدخول أولئك الإرهابيين بسبب هذه الفترة الطويلة من الزمن. هذا يعني أنك لم تغير تفكير الناس بل إنك تحصرهم في هذا الصندوق.. فبعد عامين ونصف العام ومقتل 110 آلاف شخص ودمار المدن.. فأنت تأمل في أن يستسلم شعبك لهذه الفكرة وحسب. هل هذا ما كنت تهدف إليه من كل هذه العملية...
الأسد:
جوهر ما تقوله هو اني أنا من دعوت الإرهابيين وأنا من هيأت الظروف لقدوم الإرهابيين إلى سورية.
فوكس نيوز: تمسكت بموقفك لفترة طويلة في مواجهة مطالب الناس السلمية بتحقيق الديمقراطية.
الأسد:لا.. لقد قبلنا بمطالبهم منذ البداية.
فوكس نيوز:قبلت بمطالبهم...
الأسد:
منذ البداية وقبل قدوم أولئك الإرهابيين أو الأجانب إلى سورية. في عام 2011 بعد ستة أيام من بداية الصراع.. قلنا إننا سنجري تغييرات.. وبدأنا عملية تغيير الدستور بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من بداية الصراع.. لست أنا من غير الدستور.. فقد صوت الناس في استفتاء شعبي على دستور جديد. كان ذلك في بداية عام 2012 في شباط.. وقبل مرور عام على بداية الصراع. وبالتالي.. فإن ما تقوله بعيد جدا عن الواقع. إنها رواية مختلفة جدا ولا تتعلق إطلاقا بما يحدث في سورية. لا شيء من هذا يحدث في سورية. ربما تتحدث عن بلد آخر. ما حدث في سورية أننا منذ البداية قلنا إنه إذا كان هناك أي مطالب فإننا مستعدون لتغيير أي شيء. ماذا يمكن للرئيس أن يفعله.. أو كيف يمكن أن ينجح إذا كان الشعب ضده. كيف له أن ينجح... هل يريد البقاء رئيسا من أجل أن يكون رئيسا وحسب... هذا ليس واقعيا.. بل هو مستحيل.
فوكس نيوز: ماذا عن التكتيكات التي تستعملها في حربك... كنا نقف في حمص.. إحدى المدن العظيمة في سورية.. وراقبنا مدفعيتكم تحيط بالمدينة وتقصف باستمرار مركز المدينة. تقول إنكم تلاحقون الأعداء أو الإرهابيين. لكن قد يقول البعض إن هذا قصف غير تمييزي ترك العديد من المدنيين قتلى وترك تلك المدينة بصراحة.. كالعديد من المدن العظيمة الأخرى في سورية.. مثل حلب ومدن أخرى.. في حالة من الدمار. هل هذه طريقة لملاحقة بعض الإرهابيين أو أعداء الدولة...
الأسد:
تبدو وكأنك تقول انه إذا تسلل الإرهابيون إلى منطقة معينة أو هاجموا جزءا معينا من مدينة.. فإن المدنيين يبقون فيها. هذا مستحيل. حالما يدخل الإرهابيون إلى منطقة.. فإن المدنيين يغادرونها ما لم يستعملوهم كدروع بشرية. لكن في معظم الأحيان فإن المدنيين يغادرون مناطقهم.. ولهذا هناك الكثير من اللاجئين. وبالتالي.. ففي معظم الأحيان يهاجم الجيش السوري مناطق لا يوجد فيها أي مدنيين. في معظم الأحيان لا تستطيع العثور على مدنيين يتعايشون مع الإرهابيين.
وجاء ذلك وفق الآتي:
فوكس نيوز: سيادة الرئيس.. وقتنا محدود.. لكني أريد أن أعود إلى الماضي باختصار. كنت هنا في عام 2000 في جنازة والدك. ثم أصبحت رئيسا.. وفي ذلك الحين علق البعض آمالا عليك كمصلح يمكن أن تغير في الأمور وإحداث درجة أكبر من الديمقراطية في هذا البلد. لكن منتقديك وبعض المحللين يقولون إنك تراجعت إلى حد أنك بت توصف بأشياء أخرى غير المصلح. بت توصف بالديكتاتور وبأشياء أسوأ بكثير. كيف يجعلك ذلك تشعر عندما يقول بعض الناس.. بالتعبير الأمريكي.. انك خرجت عن المسار الذي كان يمكن أن تسلكه حينذاك وكان يمكن أن يجنبك كل ما يحدث الآن...
الأسد..
أولا وقبل كل شيء.. إذا أردت التحدث عن الأمل.. فأنا أمل السوريين. لا يهمني أن أكون أمل أي شخص أجنبي سواء كان مسؤولا أو أي شخص آخر. وهكذا.. ينبغي إحالة جميع التعابير والمفردات التي استخدمتها في سؤالك إلى الشعب السوري لترى إذا كانوا يوافقون على هذه التعابير أم لا. في المحصلة فإن الأمر لا يتعلق بالمصطلحات بل بالمحتوى. لا يهم أن يقولوا ديكتاتور أو مصلح. اليوم هناك حملات دعائية. هل يقولون الشيء ذاته عن حلفائهم في دول الخليج... هل يتحدثون عن الديكتاتورية في دول الخليج...
فوكس نيوز: نحن نتحدث عن سورية.
الأسد:
أعرف ذلك.. لكن من حقي أن أتحدث عن الدول الاخرى الأبعد كثيرا عن الديمقراطية من الدولة السورية. بالعودة إلى سؤالك.. فإن الإصلاح ليس مسؤولية شخص معين في البلد.. سواء كان الرئيس أو الحكومة أو الشعب. يمكن للرئيس أو الحكومة قيادة الإصلاح.. لكن الإصلاح عملية اجتماعية تتأثر بأمور مختلفة كثيرة بما في ذلك العوامل الخارجية.. فيما إذا كان هناك حرب.. أو إذا كنت تتمتع بالاستقرار.. أو بالظروف الاقتصادية أو ما إذا كنت تواجه أيديولوجيات سيئة للغاية تأتيك من الخارج وهكذا.. بالتحدث عن الإصلاح بالطريقة التي قدمتها في البداية.. وحيث نؤمن بنفس القيم والمبادئ والمفاهيم.. ينبغي أن يكون لدينا ديمقراطية تعكس تقاليدنا. لكن الديمقراطية ليست هدفا بل أداة لتحقيق الرخاء.. وينبغي أن تستند الديمقراطية إلى القبول بالآخر. عندما يكون لديك أيديولوجيات منغلقة والعديد من المحظورات التي تمنعك من قبول الآخر.. والثقافات الأخرى في بلدك.. فإنك تتراجع بصرف النظر عما يفعله الرئيس بهذا الصدد. لا الدستور ولا القوانين ولا أي عملية أخرى يمكن أن تجعل الديمقراطية حقيقية وواقعية في مثل هذا المجتمع. المجتمع وحده هو الذي ينتج مثل هذه الديمقراطية ويمكن أن نتحدث عنه. إنها مسألة ثقافة. وبالتالي.. فإني ما زلت مصلحا.. وما زلت أؤمن بنفس القيم. لكن إذا عدت إلى تاريخ العقد الماضي تجد أن أحداثا معقدة جدا قد حصلت.. وهذا أحد الأسباب التي جعلت الديمقراطية.. ليس في سورية وحسب.. بل في المنطقة برمتها.. أكثر بعدا وليس أكثر قربا.
فوكس نيوز: لكن مرة أخرى.. وبالتحدث عن بلدكم.. وتاريخ الأحداث الأخيرة إذا عدنا إلى ما قبل عامين ونصف العام وعندما ظهر أول الاحتجاجات في هذا البلد.. قال البعض إن تلك كانت علامة على أن الناس لم يكونوا راضين.. وهنا أتحدث عن السوريين.. الذين لم يكونوا راضين عن تحرككم نحو الديمقراطية وأن ذلك كان ما يطالبون به.. المزيد من الديمقراطية والمزيد من الإصلاح.. ولم يكونوا يطالبون في ذلك الحين بتنحيك عن السلطة. يقول منتقدوك إنك تحركت بسرعة وبقسوة حيث استهدفت الدبابات المتظاهرين واستعمل التعذيب إلى آخر ما هنالك. هذه هي الانتقادات التي توجه إليك.. ومرة أخرى أضعت فرصة أخرى. كيف تشعر حيال ذلك بعد عامين ونصف العام...
الأسد:
دعنا نطرح سؤالا بسيطا.. إذا أردت أن تقمع أولئك الناس لأنك لا تقبل بمطالبهم فلماذا يقول الرئيس نفسه أنا قلت في أحد خطاباتي في بداية الصراع. إن لدى هؤلاء الناس مطالب مشروعة.. هذا أولا. ثانيا.. إذا كنت تريد استعمال القوة.. لماذا غيرت الدستور لماذا غيرنا القوانين. لدينا الآن أكثر من خمسة عشر حزبا سياسيا جديدا في سورية... لماذا غيرت قوانين كثيرة لم يطالبوا هم بتغييرها... لأننا كنا نعلم أن الأمر لا يتعلق بالديمقراطية.. لو كانوا يطالبون بالديمقراطية فكيف قتل بعض أولئك المتظاهرين وأنا هنا لا أعمم لأن بعض الناس تظاهروا للأسباب التي ذكرتها.. لكن آخرين قتلوا جنودا ورجال شرطة في أول أسبوع من الصراع. ما العلاقة بين المطالبة بالديمقراطية والقتل والاغتيال... ولهذا علينا أن نكون دقيقين في التمييز بين الناس الذين يطالبون بالديمقراطية والإرهابيين.. هذا أولا. ثانيا.. جزء من هؤلاء الناس الذين كانوا يعارضون الحكومة في البداية يدعمون الحكومة اليوم ضد الإرهابيين لأنهم طالبوا بالإصلاح لكنهم لم يطالبوا بالإرهاب. وبالتالي.. فأنت تتحدث عن حالتين مختلفتين تماما عند بداية الصراع والآن. وهكذا.. ما زلنا نتقدم في مسارنا نحو الديمقراطية. وجزء من الحل هو الذي ذكرته قبل دقائق.. فعندما نجلس إلى الطاولة يقرر الشعب السوري ما الدستور الأفضل وما النظام السياسي الأفضل. هل يريدون نظاما برلمانيا.. أم رئاسيا.. أم شبه رئاسي أو ما إلى ذلك.. ما القوانين التي يريدونها. إذن ليس الرئيس هو من يضع هذا النظام. إذا أراد الناس وضع نظام جديد فهذه هي الديمقراطية.
فوكس نيوز: لكنك تذكر نقطة تقود إلى سؤالي التالي. سيقول بعض الناس إنك تشن حرب استنزاف وانك انتظرت وانتظرت وقمعت الناس وان أولئك الذين أرادوا تحقيق تغيير سلمي نحو الديمقراطية في البداية باتوا الآن.. وبعد عامين ونصف العام من القتال.. مستعدين للتراجع قليلا. في البداية تحدثت عن دخول الإرهابيين.. والآن خلقت وضعا على الأرض أو سمحت بظهور هذا الوضع الذي سمح بدخول أولئك الإرهابيين بسبب هذه الفترة الطويلة من الزمن. هذا يعني أنك لم تغير تفكير الناس بل إنك تحصرهم في هذا الصندوق.. فبعد عامين ونصف العام ومقتل 110 آلاف شخص ودمار المدن.. فأنت تأمل في أن يستسلم شعبك لهذه الفكرة وحسب. هل هذا ما كنت تهدف إليه من كل هذه العملية...
الأسد:
جوهر ما تقوله هو اني أنا من دعوت الإرهابيين وأنا من هيأت الظروف لقدوم الإرهابيين إلى سورية.
فوكس نيوز: تمسكت بموقفك لفترة طويلة في مواجهة مطالب الناس السلمية بتحقيق الديمقراطية.
الأسد:لا.. لقد قبلنا بمطالبهم منذ البداية.
فوكس نيوز:قبلت بمطالبهم...
الأسد:
منذ البداية وقبل قدوم أولئك الإرهابيين أو الأجانب إلى سورية. في عام 2011 بعد ستة أيام من بداية الصراع.. قلنا إننا سنجري تغييرات.. وبدأنا عملية تغيير الدستور بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من بداية الصراع.. لست أنا من غير الدستور.. فقد صوت الناس في استفتاء شعبي على دستور جديد. كان ذلك في بداية عام 2012 في شباط.. وقبل مرور عام على بداية الصراع. وبالتالي.. فإن ما تقوله بعيد جدا عن الواقع. إنها رواية مختلفة جدا ولا تتعلق إطلاقا بما يحدث في سورية. لا شيء من هذا يحدث في سورية. ربما تتحدث عن بلد آخر. ما حدث في سورية أننا منذ البداية قلنا إنه إذا كان هناك أي مطالب فإننا مستعدون لتغيير أي شيء. ماذا يمكن للرئيس أن يفعله.. أو كيف يمكن أن ينجح إذا كان الشعب ضده. كيف له أن ينجح... هل يريد البقاء رئيسا من أجل أن يكون رئيسا وحسب... هذا ليس واقعيا.. بل هو مستحيل.
فوكس نيوز: ماذا عن التكتيكات التي تستعملها في حربك... كنا نقف في حمص.. إحدى المدن العظيمة في سورية.. وراقبنا مدفعيتكم تحيط بالمدينة وتقصف باستمرار مركز المدينة. تقول إنكم تلاحقون الأعداء أو الإرهابيين. لكن قد يقول البعض إن هذا قصف غير تمييزي ترك العديد من المدنيين قتلى وترك تلك المدينة بصراحة.. كالعديد من المدن العظيمة الأخرى في سورية.. مثل حلب ومدن أخرى.. في حالة من الدمار. هل هذه طريقة لملاحقة بعض الإرهابيين أو أعداء الدولة...
الأسد:
تبدو وكأنك تقول انه إذا تسلل الإرهابيون إلى منطقة معينة أو هاجموا جزءا معينا من مدينة.. فإن المدنيين يبقون فيها. هذا مستحيل. حالما يدخل الإرهابيون إلى منطقة.. فإن المدنيين يغادرونها ما لم يستعملوهم كدروع بشرية. لكن في معظم الأحيان فإن المدنيين يغادرون مناطقهم.. ولهذا هناك الكثير من اللاجئين. وبالتالي.. ففي معظم الأحيان يهاجم الجيش السوري مناطق لا يوجد فيها أي مدنيين. في معظم الأحيان لا تستطيع العثور على مدنيين يتعايشون مع الإرهابيين.