- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، في إحداث صدمة طالت أسواق الأسهم والعملات والمعادن والحبوب والنفط، وذلك نظرا لأهمية روسيا وأوكرانيا في مجال توفير الطاقة والسلع الأخرى.
وعانت الأسواق العالمية طوال الأيام الماضية التوتر المتصاعد بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى، وبلغ التوتر ذروته فجر الخميس، مع إعلان روسيا بدء عملية عسكرية ضد جارتها الشرقية، في خطوة استدعت سريعا مواقف غربية منددة، خصوصا من الولايات المتحدة، وأثارت القلق من دخول أوروبا الشرقية في حرب واسعة النطاق.
ووفقا لـ"رويترز"، أقبل المستثمرون على عملات الملاذ الآمن، بينما تراجعت العملات المحفوفة بالمخاطر التي تتأثر بمعنويات المستثمرين مثل الدولار الأسترالي، وزادت التقلبات في أسواق النقد الأجنبي.
وبعد ساعات من بدء الهجوم، تجاوزت أسعار النفط عتبة الـ100 دولار للبرميل الخميس للمرة الأولى منذ أعوام، مترافقة مع تراجع حاد في أسواق الأسهم، بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا.
وقال وارن باترسون المتخصص في المواد الأولية لدى مصرف "آي أن جي" الهولندي إن "سوق النفط ستترقب الآن ما سيكون عليه رد الدول الغربية على الخطوات الروسية الأخيرة".
وأضاف "سنرى على الأرجح اضطرابا أكبر في السوق"، بعدما سبق لأطراف عدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إعلان عقوبات على روسيا في الأيام الماضية مع تصاعد التوتر بشأن كييف.
وتعد روسيا من أبرز الدول المنتجة للنفط، وهي ضمن تحالف دول "أوبك +" الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وأطراف من خارجها.
وتوقع تاباس ستريكلاند المحلل في مصرف "ناشونال أستراليا بنك" أن تؤدي التوترات بين روسيا وأوكرانيا "إلى صدمة على صعيد الطلب بالنسبة إلى أوروبا، والأهم صدمة أكبر على صعيد العرض بالنسبة إلى بقية العالم نظرا إلى أهمية روسيا وأوكرانيا في مجال توفير الطاقة والسلع" الأخرى.
وانعكس بدء العملية العسكرية سريعا على سعر الألمنيوم الذي تعد روسيا الدولة الرئيسة المنتجة له عالميا.
وبلغ سعر هذا المعدن الصناعي مستوى قياسيا خلال تعاملات أمس، هو 3382.50 دولارا للطن متجاوزا المستوى القياسي السابق (3380.15 دولار) الذي سجله في تموز (يوليو) 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.
إلى ذلك، زاد الاقبال على المعادن الثمينة والاستثمارات الآمنة. وحقق الذهب أعلى قيمة له منذ كانون الثاني (يناير) 2021، بينما عزز الين الياباني موقعه إزاء الدولار، وبلغ الفرنك السويسري أعلى قيمة له منذ خمسة أعوام إزاء اليورو "العملة الأوروبية الموحدة".
وفي سوق العملات، كسب الدولار 9 في المائة، أمام الروبل الروسي الذي عانى في الآونة الأخيرة آثار التوتر، وصولا إلى إعلان واشنطن والعديد من الدول الغربية في الأيام الماضية، فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وسارع المصرف المركزي الروسي إلى الإعلان عن تدخله لأجل ضمان استقرار العملية المحلية.
وأوضح في بيان "من أجل ضمان استقرار الوضع في السوق المالية قرر بنك روسيا التدخل في سوق العملات الأجنبية"، مشيرا إلى أنه وغيره من المؤسسات المالية المحلية "لديها خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات". وانعكست الأزمة سلبا على أسواق الأسهم في روسيا وأوروبا والعالم، في خطوة اعتبرها الكرملين "متوقعة".
وقال المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين "كان رد الفعل الانفعالي للأسواق والقطاع المالي متوقعا. وقد اتخذت كل الإجراءات اللازمة لضمان انتهاء هذه الفترة في أسرع وقت ممكن".
وأتى ذلك بعيد إعلان بورصة موسكو تعليق التداول "في كل الأسواق" على أن يتم استئنافه "في وقت لاحق"، بعد تراجعها 14 في المائة، في الساعات الأولى.
من جهتها، سجلت البورصات الأوروبية تراجعا حادا مع بدء التداولات.وعند الساعة 08:15 بتوقيت جرينتش، كانت بورصة لندن متراجعة بنسبة 2.5 في المائة، وفرانكفورت بنسبة 3.7، وباريس 3.1، علما بأن البورصتين الألمانية والفرنسية سجلتا تراجعا بأكثر من 4 في المائة عند بدء التداولات.
وقالت إيبك أوكارديسكايا المحللة في "سويس كوت" إن ما يحصل حاليا هو "ذعر في الأسواق".
وكانت أكبر الشركات الخاسرة في الأسواق الأوروبية، تلك التي تحظى بحضور في موسكو، مثل "إفراز" الروسية لإنتاج الصلب التي خسرت 26 في المائة من قيمة أسهمها في بورصة لندن، بينما سجل تراجع بنسبة 8.3 في المائة في أسهم صانع السيارات الفرنسي "رينو" نظرا لامتلاكه حصة في "أفتوفاز" الروسية.
ولم يقتصر التراجع على بورصات روسيا وأوروبا، اذ تراجعت أسواق الأسهم في هونج كونج وسيدني الأسترالية وسنغافورة 3 في المائة، على الأقل، بينما انخفضت سيئول ومومباي وتايبيه ومانيلا بأكثر من 2 في المائة.
وفي الصين، تراجعت بورصة شنغهاي بأكثر من 1.70 في المائة، في حين خسر مؤشر شنزين 2.36 في المائة، من قيمته.
كما أنهى مؤشر "نيكاي" في طوكيو تداولات أمس، متراجعا بنسبة 1.81 في المائة، وأقفل عند أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.
وقال المحلل في "تويو سيكيوريتيز" هيروفومي ياماموتو لفرانس برس إن إعلان بوتين بدء العملية العسكرية "سرع أوامر بيع الأسهم" في طوكيو.