باريك جولد: سهم على وشك تحقيق الانعطافة الصعودية؟

[طارق جبور]

   

 

 

ضعف اسعار الذهب وتراجعها مؤخرا بات امرا معروفا. الافق الشبه مسدود بات ايضا امرا في التداول. ليس وحده "جولدمن ساكس" من بشّر باسعار على ال 1000$ مذ تم كسر ال 1180$ للاونصة واستمر السوق عاجزا عن استردادها.
التبادلات أحجامها ضعيفة لاسيما في ساعات الصباح الاولى، ما يعني وجوب التحسب للمفاجآت، بحيث ان هذا الطرف او ذاك يرمي كميات محدودة في السوق ويكون قادرا بهذه الحركة على دفع الاسعار الى التراجع دون ان يتكبد مشقة كبيرة.
هذا هو مختصر وضع المعدن الاصفر في الوقت الحاضر، ولكن المتغيرات تبقى واردة في كل لحظة لان البورصة ليست سهلة بهذا المقدار بحيث ان الاستسلام للمعطيات المتوفرة يعني التصرف بيعا او شراء بكل راحة واطمئنان.
السادة المشرفون على* Barrick Gold ABX * يدركون ذلك، وهم يناقضون بتصرفهم ما تقدم من تحليلات، ويجمعون في محافظهم أسهم الشركة بالاسعار الرخيصة التي باتت عليها الان، وبعد التراجع الحاد الذي تكبدته في السنوات الثلاث الماضية عندما أبى الجميع نجدتها وبادر الكل الى بيع ما يملك من اسهم لهذه الشركة.
خسارة 80% خلال 38 شهرا كانت حصيلة ما حققه سهم " باريك " وهذا واضح جدا على الرسم البياني المرفق.
الرسم البياني يظهر أكثر من ذلك: مؤشر* MACD يعطي تعبيرا ايجابيا قويا بتعاكسه مع السوق. هذا يسمح بالرهان على اقتراب مرحلة الانعطافة الصعودية .
استغلالا لهذا الوضع المستجد كان
​

سادة " باريك جولد " - رئيس الشركة كالفين دوشنيسكي ، ورئيس ماليتها عمار الجندي ، كما نائب الرئيس كافين تومسون ، كان الثلاثة في وضعية تجميع اسهم الشركة وشرائها منذ اول الشهر الجاري . هم جمعوا ما قيمته 464 الف دولار من الاسهم.

وهل من حاجة الى التفسير ما يعنيه اقبال قياديي الشركة على شراء أسهم شركتهم الرخيصة؟ هذا يعني عدة أمور:
اولا ليس اي احد الذي يشتري. بل هم العارفون بالامور اكثر من سواهم حول وضعية الشركة وأفق أعمالها المستقبلية.
ثانيا كانت هذه الشراءات من داخل الشركة هي الاولى منذ اشهر عدة.
ثالثا تجري هذه الشراءات بعد تراجعات حادة وعلى مستوى مؤهل لان يشهد انعطافة صعودية مبررة تقنيا بقوة.

والنقطة الاهم التي يجب التفكير بها هي الرابعة: هنا نقف امام جبل الديون الذي تحمله الشركة. هي تنعم ب 13.66 مليار دولار كقيمة بورصية لها ولكنها تجر وراءها جبلا من الديون يبلغ 13.10 مليار دولار.* هنا نقول: ان اي محلل لوضع الشركة لا بد ان يحذر من هذا الواقع.. ولكن .. عندما يعمد السادة الاداريون للشركة الى شراء الاسهم فهذا يعني ان ثمة أمور مجهولة من المحللين ومعروفة منهم قد تدخل على الخط وتحول مسار اعمال الشركة.*

لا ندعو الى الاندفاع الاعمى باتجاه شراء السهم، ولكن الى تتبع مساره واتخاذ القرار بهدوء ومسؤولية وروية...
​

​