اليَقِينٌ في الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,834
الإقامة
مصر
اليَقِينٌ في الإسلام
اليقين في القرآن :
العبادة حتى إتيان اليقين :
بين الله لنبيه(ص)أن الله يعلم أنه يضيق صدره بما يقولون والمراد أن الله يعرف أنه تحزن نفسه بسبب ما يزعم الكفار من أنه كاذب وفى هذا قال بسورة الأنعام"قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون "ويطلب منه أن يسبح بحمد ربه والمراد أن يطيع اسم وهو حكم خالقه مصداق لقوله بسورة الواقعة "فسبح باسم ربك العظيم"وفسر طلبه بأنه يكون من الساجدين وهم الشاكرين أى المطيعين لحكم الله مصداق لقوله بسورة الزمر"وكن من الشاكرين"وفسر طلبه بأن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين والمراد أن يطيع حكم خالقه حتى يحضره الموت الذى يبين له حقيقة البعث والثواب والعقاب
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
حق اليقين
بين الله لنبيه (ص)أن هذا وهو الثواب والعقاب هو حق اليقين أى حكم البعث وهى الحياة الأخرى ويطلب منه أن يسبح باسم ربه العظيم والمراد أن يعمل بحكم وهو حمد خالقه الكبير مصداق لقوله بسورة الحجر"فسبح بحمد ربك"
وفى هذا قال تعالى :
" إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم "
وبين الله للناس أنه يعلم أن منهم مكذبين والمراد يعرف أن من الناس كافرين بحكم الله وإنه لحسرة على الكافرين والمراد وإن القرآن لجالب العقاب للمكذبين به وهو النار ويبين لنبيه (ص)أن القرآن هو حق اليقين والمراد واجب التصديق من كل إنسان ويطلب منه أن يسبح باسم ربه العظيم والمراد أن يعمل بحكم خالقه الكبير وهو القرآن
وفى هذا قال تعالى :
"وإنا لنعلم أن منكم مكذبين وإنه لحسرة على الكافرين وإنه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم "
التكذيب حتى إتيان اليقين:
بين الله لنبيه (ص)أن كل نفس بما كسبت رهينة والمراد أن كل فرد بما عمل مجازى أى معاقب إلا أصحاب اليمين وهم أهل السعادة الذين هم فى جنات أى حدائق يتساءلون أى يستخبرون عن المجرمين وهم الكافرين بدين الله فيقولون لهم ما سلككم فى سقر أى ما أدخلكم النار أى ما سبب سكنكم الجحيم؟فأجابوا لم نك من المصلين أى لم نكن من المطيعين لحكم الله ولم نك نطعم المسكين والمراد ولم نكن نعطى المحتاج حقه وكنا نخوض مع الخائضين أى وكنا نكذب مع المكذبين بالدين وكنا نكذب بيوم الدين والمراد وكنا نكفر بيوم الحساب حتى أتانا اليقين والمراد حتى حضرنا الموت الذى عرفنا الحقيقة وهى أننا الخاسرون .

وفى هذا قال تعالى :
"كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين فى جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين "
علم اليقين :
بين الله للناس أن كلا وهى الحقيقة هى أنهم لو يعلمون علم اليقين أى لو يعرفون معرفة الموت لترون الجحيم أى لتشاهدون النار والمراد لتدخلن فى العذاب وفسر هذا بأنهم يرونها عين اليقين أى يشاهدونها حق المشاهدة والمراد يذوقونها واجب الذوق ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم والمراد ثم تحاسبون يوم القيامة عن المتاع الذى تمتعتم به فى الدنيا
وفى هذا قال تعالى :
"كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم "
النبأ اليقين :
بين الله لنبيه (ص)أن الهدهد مكث غير بعيد أى فبقى وقت غير طويل أى كثير ثم جاء فقال لسليمان(ص)أحطت بما لم تحط به والمراد علمت بالذى لم تعلم به وهذا القول هو تذكير لسليمان(ص)أنه مع ملكه العظيم فيه من هو أعلم منه من الخلق،وقال وجئتك من سبأ بنبأ يقين والمراد وأتيتك من بلدة سبأ بخبر صادق وهذا يعنى أنه لا يكذب فهذا هو عذره

وفى هذا قال تعالى :
"فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين "
اليقين في الفقه :
وَالْيَقِينُ عند الفقهاء :هُوَ جَزْمُ الْقَلْبِ بِوُقُوعِ الشَّيْءِ، أَوْ عَدَمِ وُقُوعِهِ وقد تحدث الفقهاء عما سموه اليقين في أصول الدين وهو ليس في كتاب الله اسمه هكذا اسمه الايمان بالوحى وفى داخل الوحى الإيمان بكل ما فيه
وةقد استعمل الله في اليقين وهو الايمان بالوحى ألفاظ تعتبر متضادة عند الفقهاء واللغويين كالعلم والظن والاطمئنان القلبى وقد ذكر الفقهاء الكثير منها ومنه


"{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}
وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ } ،
وَقَوْلِهِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَْمْنُ }
وَقَوْلِهِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } .
وقَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ }
وَقَوْلُهُ: {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا } .
وفى الفقد اخترع الفقهاء قواعد تتعلق ياليقين والشك منها :
قاعدة الْيَقِينُ لاَ يَزُول بِالشَّكِّ:
والمراد بها أن ما ثبت بيقين لا يزول بالشك وما ثبت بيقين لا يزول غلا بيقين
والأدلة على قاعدتهم كما ذكروا:
" قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَأَشْكَل عَلَيْهِ، أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لاَ؟ فَلاَ يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا"
"وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى أَثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا؟ فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ"
" وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوِ اثْنَتَيْنِ؟ فَلْيَبْنِ عَلَى وَاحِدَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ صَلَّى ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟ فَلْيَبْنِ عَلَى ثِنْتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثْلاَثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا؟ فَلْيَبْنِ عَلَى ثَلاَثٍ، وَلِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْل أَنْ يُسَلِّمَ"
والقاعدة على اطلاقها خاطئة لأنها مختصة بالشك في أعمال الإنسان فقط التى تسبب شكا ولكنها غير مرتبطة بوحى الله ففى وحى الله لا يوجد يقين يزيل يقين من الوجود
والقاعدة الأخرى:
" الأْصْل بَقَاءُ مَا كَانَ عَلَى مَا كَانَ "
والمراد هو نفس معنى القاعدة ألأولى وهو أعمال الإنسان التى يشك في وقوعها
وهى نفسها قاعدة :
" مَنْ شَكَّ هَل فَعَل شَيْئًا أَوْ لاَ؟ فَالأَْصْل أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْهُ "
ومن القواعد ايضا :
الأْصْل فِي الأْبْضَاعِ التَّحْرِيمُ والمقصود تغليب التحريم على التحليل في الزواج إن وجدت حالة فيها حلال من جهة وحرام من جهة
ومن قواعدهم أيضا:
الأْصْل فِي الأْشْيَاءِ الْعَدَمُ
وذكروا كمثال لها :
"الْقَوْل قَوْل عَامِل الْقِرَاضِ فِي قَوْلِهِ: لَمْ أَرْبَحْ"

قطعا معظم القواعد الفقهية تناقض القرآن فالمثال السابق وهو قول عامل القراض لم أربح لا يصدق هكذا دون وجود شهود على ما قال ودون وجود وثائق ومن ثم يجب الاشهاد في كل العمليات المالية إلا ما استثنى الله وهو نادر وهو التجارة الحاضرة
 
عودة
أعلى