- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
بعد مفارقة بيانات سوق العمل الاميركي التي اظهرت تراجعا ملفتا للتوظيف، قد نتفاجأ هذا الاسبوع بارتفاعات تتحقق في وول ستريت ترحيبا بهذا الحدث الذي من المرجح ان يثير رهانات قديمة متجددة على تمهّل الفدرالي في اتخاذ اجراءات التشدد في سياسته النقدية المستقبلية .
أن ترحّب أسواق الاسهم بالبيانات السلبية وترد بتحقيق ارتفاعات جديدة هي ظاهرة غريبة لم تتعود عليها الاسواق في ما مضى من عهود، ولكنها واقع المرحلة الراهنة التي لا يبدو ان نهايتها قد حانت بعد.
في الاسابيع القليلة الماضية شهدنا سلسلة من البيانات الايجابية المتلاحقة التي انبأت بتحسن طارئ وقوي للاقتصاد الاميركي. هذه البيانات شددت من عزم المراهنين على التغيير في سياسة الفدرالي ، لكن بيانات سوق العمل أحيت مجددا مخاوف قديمة، وطمأنت القائلين بان تعديل السياسة النقدية لا يزال بعيدا. المهم في ما سبق ان مجريات الاسبوع الماضي أثبتت مجددا ان الاسواق المجذوبة بعاملي النمو والسيولة لا زالت تقدم الثاني على الاول وتتجاوب مع اي مستجد على هذا الصعيد دونما تردد.
من الطبيعي، ولم يبق مجالا للشك، بان الفدرالي الاميركي سيعمد الى رفع الفائدة على الدولار في نهاية الامر. السؤال الكبير يبقى مطروحا: متى سيتم ذلك؟
الاسواق تلاحق كل موقف يصدر عن رئيسة الفدرالي الاميركي وتريد ايضاحا ثابتا ينوّرها. جانيت يللين تتهرب دوما من الالتزام، ولا زالت تربط الحدث بما سيستجد من تطورات في سوق العمل معتبرة انه يحتاج الى المزيد. بيانات يوم الجمعة الماضي أعطتها حجة جديدة للدفاع عما تراه من رؤيوية مستقبلية يبدو انها صائبة، وهي على حق في اعتمادها.
نحن اذا بانتظار اجتماع الفدرالي في ال 16 وال 17 من الشهر الحالي وكل تفصيل يصدر عنه سيكون مهما ومصيريا بالنسبة للاسواق.
تردد جانيت يللين وحيرتها ليست بالطبع دون مبررات. التحسن الظاهر على البيانات الاقتصادية قد لا يكون مستداما ولا صلبا. ان اية انتكاسة قد تجبر الفدرالي على اعادة تخفيض الفائدة بعد رفعها ، وهذا ستكون له انعكاسات كارثية على صعيد ثقة الاسواق واقبال المستثمرين كما أظهرت التجربة في العام 2008.
هذا الاسبوع سيكون التركيز على اسهم التكنولوجيا خاصة بعد تقديم شركة " أيبل " لمنتوجها الجديد يوم الثلاثاء. بيانات مبيعات الجملة يوم الاربعاء، ثم على طلبات اعانة البطالة يوم الخميس، واخيرا مبيعات التجزئة يوم الجمعة في محاولة لتسقط أخبار الدورة الاقتصادية بعد صدمة الاسبوع الماضي مع ارقام التوظيف التي اثارت بلبلة وتشككا.
وعلى الساحة الاوروبية؟
الحدث اوروبيا كان مع ماريو دراجي ومفاجاة الاسواق باجراءات لم تراهن عليها الا القلة من المتابعين.
المقررات التيسيرية الجديدة ساعدت اسواق الاسهم الاوروبية على الانتعاش، ولكنها لم - ولن - تكون برأينا ( www.boursa.info ) عاملا دافعا لتحقيق انتصارات هائلة وتسجيل قمم جديدة في فرنكفورت ، او في سواها من الصالات الاوروبية. هذا يمكن ان يحدث عندما تتلمس الاسواق نتائج ايجابية نتجت عن اجراءات المركزي الهجومية التي شهدناها. ما يمكن الحسم به الان هو ان حركة التصحيح التراجعية قد انتهت ولم يعد من مجال للخوف من انهيارات كبيرة. حتى التطورات المريحة نسبيا في اوكرانيا تصب في هذا الاتجاه وتسمح بالرهان على ايجابيات تترجمها الاسواق ارتفاعات جديدة.
وماذا عن تأثيرات تراجع اليورو على اسواق الاسهم الاوروبية؟
بالمنظور التاريخي كانت اسواق الاسهم تتجاوب ترحيبا بتراجع العملة الاوروبية. في السنوات القيلة الماضية لم نشهد هذه الظاهرة نظرا لارتفاع نسبة الاجانب المستثمرين في قطاع الاسهم الاوروبي. تراجع اليورو قد يكون عاملا تحذيريا لهؤلاء من فقدان استثماراتهم من جراء تراجع اليورو نسبة تفوق ما يمكن ان يتحقق لهم من ربح نتيجة ارتفاع اسعار الاسهم.
اوروبيا نتوقف اليوم مع ميزان التجارة لالمانيا.
الاربعاء الانتاج الصناعي لفرنسا.
الخميس بيانات اسعار المستهلكين لالمانيا وفرنسا وثم اسعار البيوت لاسبانيا وتقرير المركزي الشهري.
الجمعة نشهد ارقام الانتاج الصاعي والبطالة الاوروبية.
من بريطانيا نكون مع كلام لرئيس المركزي يوم الثلاثاء. ايضا تصدر بيانات الانتاج الصناعي. سياتي هذا على وقع التراجع الحاد للاسترليني والذي تفعّل بداية الاسبوع تحت تأثير الاستفتاء الاسكوتلندي الذي يبدو انه سيؤدي الى الانفصال وتكوين دولة مستقلة.
البنك المركزي النيوزلندي يجتمع يوم الاربعاء.
ايضا هذا الاسبوع وبعد صدور الميزان التجاري الصيني على ارتفاع ملفت وتحقيقه 49.8 بليون دولار فائضا لا نستبعد انعكاسا ايجابيا على الاسواق بداية الاسواق. بيانات التضخم الصيني تصدر يوم الخميس والانتاج الصناعي يوم السبت القادم.