- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
لم يعد هناك من شك بأن سياسة البنك المركزي السويسري حيال الفرنك كانت صائبة وخلاقة. ما حدث في الاشهر الخمسة الماضية أثبت هذا التوصيف، وهو يدعو الى الثقة أكثر فأكثر بنجاح هذه السياسة مستقبلا في الدفاع عن العملة الوطنية بوجه الساعين اليها بأي ثمن هربا من الأزمات وسعيا الى الأمان من جهة، وبوجه هجمات المُضاربين من جهة أخرى.
*
بداية أغسطس الماضي عندما تأزمت الأوضاع في أوروبا إندفع الفرنك في ارتفاعه الى حد تساوى فيه مع اليورو. لم تنفع يومها التدخلات الكلامية والتهديدات ، كما التدخلات الفعلية في السوق كانت قد أثبتت فشلها سابقا.
يومها الإعلان عن قرار واضح وموقف حاسم كان كافيا لدفع الفرنك الى ال 1.2000 وبعدها الى ال 1.2500. ومنذ ذلك التاريخ يراوح السوق بين المحطتين هاتين اللتين تحولتا الى دفاع ومقاومة لهما ميزة وقيمة تحتضنان مساحة أفقية بتردد يبلغ 3.0%. منذ ذلك التاريخ أحجم السوق عن مهاجمة ال 1.2000 بشكل جدي، ولم يضطر بالمقابل المركزي السويسري على تحريك مطابعه لخلق عملة جديدة يدافع فيها عن الحد الممنوع تجاوزه. أيضا عمليات الهروب المكثفة الى الفرنك التي شهدناها في النصف الأول من العام الماضي باتت محدودة جدا.
*
وماذا اليوم؟
*
الجديد اننا اعتدنا على احترام السوق لحدود ال 1.2000 بخلاف ما بشر به الكثيرون في شهر سبتمبر الماضي بأن المركزي سيفشل هذه المرة - كما فشل في السابق - في الدفاع عن الحد الجديد المُعلن. حتى الآن لا يبدو ان هذه الرهانات محقة أو صائبة. لا مؤشرات مقنعة بأنها ستتحقق في المستقبل المنظور على الاقل. ما يمكن الجزم به حاليا هو أن القرار الصائب وفر على المركزي المليارات الكثيرة التي كان يجب أن يضحي بها دفاعا عن الفرنك في وجه المضاربين.
*
وعن قيمة الفرنك الحقيقية مقابل الفرنك؟
حتى ولو أن المركزي حدد ال 1.2000 كحد أقصى مسموح للفرنك تجاوزه ارتفاعا مقابل اليورو فان هذا لا يعني بان القيمة الحقيقية للفرنك هي على هذا المستوى. الحكم على الأساسيات المحيطة بالعملتين* يسمح بالقول ، وبثقة تامة، إن ال 1.4000/5000 هي المحطة العادلة التي يجب ان يتواجد عليها اليورو ليُعطى حقه مقابل الفرنك.
ما تقدم يسمح بالرهان على صمود ال 1.2000 بالمدى المنظور. هو يسمح أيضا بترجيح الوجهة الصعودية المتوافقة مع مخطط المركزي *على التراجعية التي ستعني استسلامه أمام إرادة السوق المشاكسة، طبعا*شرط ألا تتأزم اوروبيا الى حد يصير معه امتلاك اليورو امرا عبثيا ويسارع الجميع الى التخلص منه بأي ثمن. هذا ما نعتبره مستبعدا جدا في ظل المعطيات التي لا تزال سائدة حتى الآن...
*
وهل من تدخلات جديدة للمركزي تدفع باليورو الى مستويات جديدة تحصينا لل 1.2000؟
*
هذا نجعله على علاقة بالأجواء التي ستحيط باليورو في المدى الفاصل عن القمة الأوروبية نهاية الشهر الجاري، مع عدم استبعاد تدخلات محدودة في حال قارب التراجع ال 1.2000 وهددها.
*
وماذا عن التغيير الاخير في حاكمية المركزي السويسري؟
*
ذهاب "هيلدبرنت" وحلول "جوردان" مكانه يُعتبر تطورا في صالح سياسة المركزي المعتمدة حاليا في الدفاع عن ال 1.2000 وعدم السماح بانهيارها. ثمة توافق في الآراء حول هذه النقطة استنادا الى الدور الواضح الذي لعبه الأخير في الصيف الماضي من خلال تصريحاته الحماسية*ومواقفه المؤيدة لتحديد ال 1.2000 كحد أقصى مسموح بلوغه لارتفاع الفرنك.
وأخيرا...
لا بد من الإشارة الى تعليق معبّر صدر عن كبير محللي مصرف " يو بي أس "* السويسري " الكسندر فريدمان " الذي حذر من الإسراف في الهروب الى الذهب والفرنك واعتبر ان كليهما أمام مخاطر جمة في العام الحالي لأنهما يُتداولان بأسعار تفوق قيمتهما الحقيقية ولا يشكلان ملاذا آمنا على الإطلاق.
*
بداية أغسطس الماضي عندما تأزمت الأوضاع في أوروبا إندفع الفرنك في ارتفاعه الى حد تساوى فيه مع اليورو. لم تنفع يومها التدخلات الكلامية والتهديدات ، كما التدخلات الفعلية في السوق كانت قد أثبتت فشلها سابقا.
يومها الإعلان عن قرار واضح وموقف حاسم كان كافيا لدفع الفرنك الى ال 1.2000 وبعدها الى ال 1.2500. ومنذ ذلك التاريخ يراوح السوق بين المحطتين هاتين اللتين تحولتا الى دفاع ومقاومة لهما ميزة وقيمة تحتضنان مساحة أفقية بتردد يبلغ 3.0%. منذ ذلك التاريخ أحجم السوق عن مهاجمة ال 1.2000 بشكل جدي، ولم يضطر بالمقابل المركزي السويسري على تحريك مطابعه لخلق عملة جديدة يدافع فيها عن الحد الممنوع تجاوزه. أيضا عمليات الهروب المكثفة الى الفرنك التي شهدناها في النصف الأول من العام الماضي باتت محدودة جدا.
*
وماذا اليوم؟
*
الجديد اننا اعتدنا على احترام السوق لحدود ال 1.2000 بخلاف ما بشر به الكثيرون في شهر سبتمبر الماضي بأن المركزي سيفشل هذه المرة - كما فشل في السابق - في الدفاع عن الحد الجديد المُعلن. حتى الآن لا يبدو ان هذه الرهانات محقة أو صائبة. لا مؤشرات مقنعة بأنها ستتحقق في المستقبل المنظور على الاقل. ما يمكن الجزم به حاليا هو أن القرار الصائب وفر على المركزي المليارات الكثيرة التي كان يجب أن يضحي بها دفاعا عن الفرنك في وجه المضاربين.
*
وعن قيمة الفرنك الحقيقية مقابل الفرنك؟
حتى ولو أن المركزي حدد ال 1.2000 كحد أقصى مسموح للفرنك تجاوزه ارتفاعا مقابل اليورو فان هذا لا يعني بان القيمة الحقيقية للفرنك هي على هذا المستوى. الحكم على الأساسيات المحيطة بالعملتين* يسمح بالقول ، وبثقة تامة، إن ال 1.4000/5000 هي المحطة العادلة التي يجب ان يتواجد عليها اليورو ليُعطى حقه مقابل الفرنك.
ما تقدم يسمح بالرهان على صمود ال 1.2000 بالمدى المنظور. هو يسمح أيضا بترجيح الوجهة الصعودية المتوافقة مع مخطط المركزي *على التراجعية التي ستعني استسلامه أمام إرادة السوق المشاكسة، طبعا*شرط ألا تتأزم اوروبيا الى حد يصير معه امتلاك اليورو امرا عبثيا ويسارع الجميع الى التخلص منه بأي ثمن. هذا ما نعتبره مستبعدا جدا في ظل المعطيات التي لا تزال سائدة حتى الآن...
*
وهل من تدخلات جديدة للمركزي تدفع باليورو الى مستويات جديدة تحصينا لل 1.2000؟
*
هذا نجعله على علاقة بالأجواء التي ستحيط باليورو في المدى الفاصل عن القمة الأوروبية نهاية الشهر الجاري، مع عدم استبعاد تدخلات محدودة في حال قارب التراجع ال 1.2000 وهددها.
*
وماذا عن التغيير الاخير في حاكمية المركزي السويسري؟
*
ذهاب "هيلدبرنت" وحلول "جوردان" مكانه يُعتبر تطورا في صالح سياسة المركزي المعتمدة حاليا في الدفاع عن ال 1.2000 وعدم السماح بانهيارها. ثمة توافق في الآراء حول هذه النقطة استنادا الى الدور الواضح الذي لعبه الأخير في الصيف الماضي من خلال تصريحاته الحماسية*ومواقفه المؤيدة لتحديد ال 1.2000 كحد أقصى مسموح بلوغه لارتفاع الفرنك.
وأخيرا...
لا بد من الإشارة الى تعليق معبّر صدر عن كبير محللي مصرف " يو بي أس "* السويسري " الكسندر فريدمان " الذي حذر من الإسراف في الهروب الى الذهب والفرنك واعتبر ان كليهما أمام مخاطر جمة في العام الحالي لأنهما يُتداولان بأسعار تفوق قيمتهما الحقيقية ولا يشكلان ملاذا آمنا على الإطلاق.