رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,805
- الإقامة
- مصر
الكهانةٌ فى الإسلام
الكهانة فى القرآن:
خاتم النبيين(ص) ليس كاهن :
طلب الله من نبيه (ص)أن يذكر أى يبلغ الوحى ويبين له أنه ليس بنعمة ربه بكاهن ولا مجنون والمراد أنه ليس لحكم خالقه بائع كما يبيع الكاهن دينه وليس بحكم ربه كافر ويسأل الله أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون والمراد هل يزعمون أن محمد(ص)قائل للشعر ننتظر به وقت الموت ؟وهذا يعنى أن الكفار اتهموه أنه كاهن وشاعر ومجنون وهى تهم لا أساس لها
وفى هذا قال تعالى:
"فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"
القرآن ليس قول كاهن :
أقسم الله للناس بما يبصرون وهو ما يرون من المخلوقات وما لا يبصرون والمراد والذى لا يرون من المخلوقات على أن القرآن هو قول رسول كريم والمراد حديث مبعوث عظيم وما هو بقول شاعر والمراد وليس بحديث قائل الشعر ولا بقول كاهن والمراد وليس بحديث عالم من علماء الأديان الضالة إنما هو تنزيل من رب العالمين والمراد إنما القرآن وحى من عند إله الكل ويبين لهم أنهم قليلا ما يؤمنون أى ما يصدقون القرآن وفسره بأنه قليلا ما يذكرون والمراد قليلا ما يطيعون القرآن
وفى هذا قال تعالى:
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين "
الكهانة فى الفقه :
الكهانة عند القوم هى معرفة أخبار الغيب والإخبار بها وهو ما ورؤد فى الموسوعة الفقهية الكويتية فى التعريف وهو :
"1 - الْكهانةُ
في اللُّغة: منْ كهن يكْهنُ كهانةً: قضى لهُ بالْغيْب، والْكاهنُ: هُو الّذي يتعاطى الْخبر عن الْكائنات في مُسْتقْبل الزّمان، ويدّعي معْرفة الأْسْرار ومُطالعة الْغيْب .
وتُطْلقُ الْعربُ على الّذي يقُومُ بأمْر الرّجُل ويسْعى في حاجته: كاهنًا، كما يُسمُّون كُل منْ يتعاطى علْمًا دقيقًا كاهنًا.
ومنْهُمْ منْ يُسمّي الْمُنجّم والطّبيب كاهنًا.
والْمعْنى الاصْطلاحيُّ لا يخْرُجُ عن الْمعْنى اللُّغويّ .
وقد ربطت الموسوعة بين اللفظ وبين التنجيم الذى عرفته بقولها:
"1 - التنجيم
علْمٌ يُعْرفُ به الاسْتدْلال بالتّشكُّلات الْفلكيّة على الْحوادث السُّفْليّة .
والتّنْجيمُ بهذا الْمعْنى ضرْبٌ من الْكهانة."
وقد تحدث الفقهاء عن موضوع الكهانة من حيث أمرين:
الأول : وجوب تكذيب الكهنة
الثانى كسبهم وهو ما سموه حلوان أو حلاوة الكاهن وهو قول الفقهاء الذى نقلته الموسوعة من بطون كتبهم بقولها :
"3 - أجْمع الْفُقهاءُ على أنّ التّكهُّن والْكهانة بمعْنى ادّعاء علْم الْغيْب والاكْتسابُ به حرامٌ، كما أجْمعُوا على أنّ إتْيان الْكاهن للسُّؤال عنْ عواقب الأُْمُور حرامٌ، وأنّ التّصْديق بما يقُولُهُ: كُفْرٌ، لما ورد عنْ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم أنّهُ قال:
منْ أتى كاهنًا أوْ عرّافًا فصدّقهُ بما يقُول فقدْ كفر بما أُنْزل على مُحمّدٍ (ص)، ونهى عنْ أكْل ما اكْتسبهُ بالْكهانة، لأنّهُ سُحْتٌ، جاء عنْ طريقٍ غيْر مشْرُوعٍ، كأُجْرة الْبغيّ، روى أبُو مسْعُودٍ الأْنْصاريُّ رضي اللّهُ عنْهُ: أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم نهى عنْ ثمن الْكلْب، ومهْر الْبغيّ، وحُلْوان الْكاهن "، وهُو ما يأْخُذُهُ على كهانته، وتشْمل الْكهانةُ كُل ادّعاءٍ بعلْم الْغيْب الّذي اسْتأْثر اللّهُ بعلْمه، ويشْمل اسْمُ الْكاهن: كُل منْ يدّعي ذلك منْ مُنجّمٍ وعرّافٍ وضرّابٍ بالْحصْباء ونحْو ذلك. "
ومما لا شك فيه ان لا أحد يعلم الغيب إلا الله كما قال :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
والملاحظ هو ان القوم ربطوا بين الكاهن وبين الغيب فقط بينما الكاهن فيما يبدو هو :
الكاتب أو قل الناثر وهو الرجل الذى يؤلف الخطب النثرية وهى الكتب حيث جعل الله الكاهن فى مقابل الشاعر فى قوله :
"وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن"
وتحدثت الموسوعة عن معلومات عن الكهانة قبل بعث النبى(ص)فقالت:
"وكان للْعرب في الْجاهليّة كهانةٌ قبْل مبْعث الرّسُول صلّى اللّهُ عليْه وسلّم، وكان لهُمْ كهنةٌ، فكان منْهُمْ منْ يزْعُمُ: أنّ تابعًا من الْجنّ ورئيًّا ، يُلْقي إليْه الأْخْبار .
ويُرْوى أنّ الشّياطين كانتْ تسْترقُ السّمْع فتُلْقيه إلى الْكهنة فتزيدُ فيه ما تزيدُهُ فيقْبلُهُ الْكُفّارُ منْهُمْ.
عن ابْن عبّاسٍ قال: تصْعدُ الشّياطينُ أفْواجًا تسْترقُ السّمْع فينْفردُ الْماردُ منْها فيعْلُو فيُرْمى بالشّهاب فيُصيبُ جبْهتهُ، أوْ جنْبهُ حيْثُ يشاءُ اللّهُ منْهُ فيلْتهبُ فيأْتي أصْحابهُ وهُو يلْهبُ فيقُول: إنّهُ كان من الأْمْر كذا وكذا فيذْهبُ أُولئك إلى إخْوانهمْ من الْكهنة فيزيدُون عليْه أضْعافهُ من الْكذب فيُخْبرُونهُمْ به، فإذا رأوْا شيْئًا ممّا قالُوا قدْ كان، صدّقُوهُمْ بما جاءُوهُمْ من الْكذب ، فلمّا بُعث النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم وحرست السّماءُ بطلت الْكهانةُ بالْقُرْآن الّذي فرّق اللّهُ به بيْن الْحقّ والْباطل، وأطْلع اللّهُ نبيّهُ عليْه الصّلاةُ والسّلامُ بالْوحْي على ما يشاءُ منْ علْم الْغُيُوب الّتي عجزت الْكهانةُ عن الإْحاطة به وأغْناهُ بالتّنْزيل، وأزْهق أباطيل الْكهانة .
وأبْطل الإْسْلامُ الْكهانة بأنْواعها، وحرّم مُزاولتها وقرّر أنّ الْغيْب لا يعْلمُهُ إلاّ اللّهُ، فقال عزّ منْ قائلٍ: {قُل لا يعْلمُ منْ في السّماوات والأْرْض الْغيْب إلاّ اللّهُ} ، وكذّب مزاعم الْكهنة أنّ الشّياطين تأْتي لهُمْ بخبر السّماء، وقال تعالى: {وما ينْبغي لهُمْ وما يسْتطيعُون إنّهُمْ عن السّمْع لمعْزُولُون} "
وهذه المعلومات خاطئة فلا وجود لما يسمى التوابع من الجن ولا لما يسمى اخبار الجن البشر بالغيب لأن الجنى المسترق كان لا يسمع شىء كما قال تعالى :
"إنهم عن السمع لمعزولون"
وكان بمجرد أن يقعد يرسل الله عليه الشهاب المهلك فلا يلحق أن يكلم أحد بشىء كما قال تعالى :
"ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين"
والاستراق معناه إرادة السمع وليس السمع وكذلك خطف الخطفة معناه إرادة السمع
وتحدثت الموسوعة عن حكم الكهنة بالمعنى المبتدع وهو الإخبار بالغيب وهو وجوب قتلهم لكونهم يكذبون وحى الله فى عدم علم احد من الخلق بالغيب ومن ثم هم مرتدين فقالت :
حُكْمُ الْكاهن منْ حيْثُ الرّدّة وعدمها:
4 - قال الْفُقهاءُ: الْكاهنُ يكْفُرُ بادّعاء علْم الْغيْب ، لأنّهُ يتعارضُ مع نصّ الْقُرْآن، قال تعالى: {عالمُ الْغيْب فلا يُظْهرُ على غيْبه أحدًا إلاّ من ارْتضى منْ رسُولٍ} أيْ عالمُ الْغيْب هُو اللّهُ وحْدهُ فلا يُطْلعُ عليْه أحدًا منْ خلْقه إلاّ من ارْتضاهُ للرّسالة، فإنّهُ يُطْلعُهُ على ما يشاءُ في غيْبه، وعن النّبيّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: منْ أتى كاهنًا أوْ عرّافًا فصدّقهُ بما يقُول فقدْ كفر بما أُنْزل على مُحمّدٍ ".
قال ابْنُ عابدين نقْلاً عن التّتارْخانيّة: يكْفُرُ بقوْله أنا أعْلمُ الْمسْرُوقات، أوْ أنا أُخْبرُ عنْ إخْبار الْجنّ إيّاي ، وقال: كُل مُسْلمٍ ارْتدّ فإنّهُ يُقْتل إنْ لمْ يتُبْ ولا تُقْبل توْبةُ أحد عشر، وذكر منْهُم الْكاهن .
وقال الْقُرْطُبيُّ: ليْس الْمُنجّمُ ومنْ ضاهاهُ ممّنْ يضْربُ بالْحصى وينْظُرُ في الْكُتُب ويزْجُرُ بالطّيْر ممّن ارْتضاهُ اللّهُ تعالى منْ رسُولٍ فيُطْلعُهُ على ما يشاءُ منْ غيْبه بل هُو كافرٌ باللّه مُفْترٍ عليْه بحدْسه وتخْمينه وكذبه .
وقال الْقرافيُّ: وأمّا ما يُخْبرُ به الْمُنجّمُ من الْغيْب منْ نُزُول الأْمْطار وغيْره فقيل ذلك كُفْرٌ يُقْتل بغيْر اسْتتابةٍ لقوْله عليْه السّلامُ قال اللّهُ عزّ وجل: أصْبح منْ عبادي مُؤْمنٌ بي وكافرٌ بي فأمّا منْ قال: مُطرْنا بفضْل اللّه ورحْمته فهُو مُؤْمنٌ بي كافرٌ بالْكوْكب، وأمّا منْ قال: مُطرْنا بنوْء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مُؤْمنٌ بالْكوْكب "، وقيل: يُسْتتابُ فإنْ تاب وإلاّ قُتل قالهُ أشْهبُ، وقيل يُزْجرُ عنْذلك ويُؤدّبُ وليْس اخْتلافًا في قوْلٍ بل اخْتلافٌ في حالٍ، فإنْ قال إنّ الْكواكب مُسْتقلّةٌ بالتّأْثير قُتل ولمْ يُسْتتبْ إنْ كان يُسرُّهُ لأنّهُ زنْديقٌ وإنْ أظْهرهُ فهُو مُرْتدٌّ يُسْتتابُ، وإن اعْتقد أنّ اللّه تعالى هُو الْفاعل عنْدها زُجر عن الاعْتقاد الْكاذب، لأنّهُ بدْعةٌ تُسْقطُ الْعدالة .
وعنْ أحْمد روايتان: يقُول في إحْداهُما: يُسْتتابُ، قيل لهُ أيُقْتل؟ قال: لا. يُحْبسُ لعلّهُ يرْجعُ، وفي روايةٍ عنْهُ: السّاحرُ، والْكاهنُ حُكْمُهُما: الْقتْل، أو الْحبْسُ حتّى يتُوبا، لأنّهُما يُلْبسان أمْرهُما، وحديثُ عُمر: اقْتُلُوا كُل ساحرٍ وكاهنٍ، وليْس هُو منْ أمْر الإْسْلام ".
وجاء في الْفُرُوع: الْكاهنُ والْمُنجّمُ كالسّاحر عنْد أصْحابنا وإنّ ابْن عقيلٍ فسّقهُ فقطْ إنْ قال: أصبْتُ بحدْسي وفراهتي، فإنْ أوْهم قوْمًا بطريقته: أنّهُ يعْلمُ الْغيْب، فللإْمام قتْلُهُ لسعْيه بالْفساد"
قطعا حكم الكاهن بالمعنى المبتدع وهو العلم بالغيب هو كونه مفسد فى الأرض يستحق قتله إن قدر عليه قبل توبته كما قال تعالى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم"
الكهانة فى القرآن:
خاتم النبيين(ص) ليس كاهن :
طلب الله من نبيه (ص)أن يذكر أى يبلغ الوحى ويبين له أنه ليس بنعمة ربه بكاهن ولا مجنون والمراد أنه ليس لحكم خالقه بائع كما يبيع الكاهن دينه وليس بحكم ربه كافر ويسأل الله أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون والمراد هل يزعمون أن محمد(ص)قائل للشعر ننتظر به وقت الموت ؟وهذا يعنى أن الكفار اتهموه أنه كاهن وشاعر ومجنون وهى تهم لا أساس لها
وفى هذا قال تعالى:
"فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"
القرآن ليس قول كاهن :
أقسم الله للناس بما يبصرون وهو ما يرون من المخلوقات وما لا يبصرون والمراد والذى لا يرون من المخلوقات على أن القرآن هو قول رسول كريم والمراد حديث مبعوث عظيم وما هو بقول شاعر والمراد وليس بحديث قائل الشعر ولا بقول كاهن والمراد وليس بحديث عالم من علماء الأديان الضالة إنما هو تنزيل من رب العالمين والمراد إنما القرآن وحى من عند إله الكل ويبين لهم أنهم قليلا ما يؤمنون أى ما يصدقون القرآن وفسره بأنه قليلا ما يذكرون والمراد قليلا ما يطيعون القرآن
وفى هذا قال تعالى:
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين "
الكهانة فى الفقه :
الكهانة عند القوم هى معرفة أخبار الغيب والإخبار بها وهو ما ورؤد فى الموسوعة الفقهية الكويتية فى التعريف وهو :
"1 - الْكهانةُ
في اللُّغة: منْ كهن يكْهنُ كهانةً: قضى لهُ بالْغيْب، والْكاهنُ: هُو الّذي يتعاطى الْخبر عن الْكائنات في مُسْتقْبل الزّمان، ويدّعي معْرفة الأْسْرار ومُطالعة الْغيْب .
وتُطْلقُ الْعربُ على الّذي يقُومُ بأمْر الرّجُل ويسْعى في حاجته: كاهنًا، كما يُسمُّون كُل منْ يتعاطى علْمًا دقيقًا كاهنًا.
ومنْهُمْ منْ يُسمّي الْمُنجّم والطّبيب كاهنًا.
والْمعْنى الاصْطلاحيُّ لا يخْرُجُ عن الْمعْنى اللُّغويّ .
وقد ربطت الموسوعة بين اللفظ وبين التنجيم الذى عرفته بقولها:
"1 - التنجيم
علْمٌ يُعْرفُ به الاسْتدْلال بالتّشكُّلات الْفلكيّة على الْحوادث السُّفْليّة .
والتّنْجيمُ بهذا الْمعْنى ضرْبٌ من الْكهانة."
وقد تحدث الفقهاء عن موضوع الكهانة من حيث أمرين:
الأول : وجوب تكذيب الكهنة
الثانى كسبهم وهو ما سموه حلوان أو حلاوة الكاهن وهو قول الفقهاء الذى نقلته الموسوعة من بطون كتبهم بقولها :
"3 - أجْمع الْفُقهاءُ على أنّ التّكهُّن والْكهانة بمعْنى ادّعاء علْم الْغيْب والاكْتسابُ به حرامٌ، كما أجْمعُوا على أنّ إتْيان الْكاهن للسُّؤال عنْ عواقب الأُْمُور حرامٌ، وأنّ التّصْديق بما يقُولُهُ: كُفْرٌ، لما ورد عنْ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم أنّهُ قال:
منْ أتى كاهنًا أوْ عرّافًا فصدّقهُ بما يقُول فقدْ كفر بما أُنْزل على مُحمّدٍ (ص)، ونهى عنْ أكْل ما اكْتسبهُ بالْكهانة، لأنّهُ سُحْتٌ، جاء عنْ طريقٍ غيْر مشْرُوعٍ، كأُجْرة الْبغيّ، روى أبُو مسْعُودٍ الأْنْصاريُّ رضي اللّهُ عنْهُ: أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم نهى عنْ ثمن الْكلْب، ومهْر الْبغيّ، وحُلْوان الْكاهن "، وهُو ما يأْخُذُهُ على كهانته، وتشْمل الْكهانةُ كُل ادّعاءٍ بعلْم الْغيْب الّذي اسْتأْثر اللّهُ بعلْمه، ويشْمل اسْمُ الْكاهن: كُل منْ يدّعي ذلك منْ مُنجّمٍ وعرّافٍ وضرّابٍ بالْحصْباء ونحْو ذلك. "
ومما لا شك فيه ان لا أحد يعلم الغيب إلا الله كما قال :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
والملاحظ هو ان القوم ربطوا بين الكاهن وبين الغيب فقط بينما الكاهن فيما يبدو هو :
الكاتب أو قل الناثر وهو الرجل الذى يؤلف الخطب النثرية وهى الكتب حيث جعل الله الكاهن فى مقابل الشاعر فى قوله :
"وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن"
وتحدثت الموسوعة عن معلومات عن الكهانة قبل بعث النبى(ص)فقالت:
"وكان للْعرب في الْجاهليّة كهانةٌ قبْل مبْعث الرّسُول صلّى اللّهُ عليْه وسلّم، وكان لهُمْ كهنةٌ، فكان منْهُمْ منْ يزْعُمُ: أنّ تابعًا من الْجنّ ورئيًّا ، يُلْقي إليْه الأْخْبار .
ويُرْوى أنّ الشّياطين كانتْ تسْترقُ السّمْع فتُلْقيه إلى الْكهنة فتزيدُ فيه ما تزيدُهُ فيقْبلُهُ الْكُفّارُ منْهُمْ.
عن ابْن عبّاسٍ قال: تصْعدُ الشّياطينُ أفْواجًا تسْترقُ السّمْع فينْفردُ الْماردُ منْها فيعْلُو فيُرْمى بالشّهاب فيُصيبُ جبْهتهُ، أوْ جنْبهُ حيْثُ يشاءُ اللّهُ منْهُ فيلْتهبُ فيأْتي أصْحابهُ وهُو يلْهبُ فيقُول: إنّهُ كان من الأْمْر كذا وكذا فيذْهبُ أُولئك إلى إخْوانهمْ من الْكهنة فيزيدُون عليْه أضْعافهُ من الْكذب فيُخْبرُونهُمْ به، فإذا رأوْا شيْئًا ممّا قالُوا قدْ كان، صدّقُوهُمْ بما جاءُوهُمْ من الْكذب ، فلمّا بُعث النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم وحرست السّماءُ بطلت الْكهانةُ بالْقُرْآن الّذي فرّق اللّهُ به بيْن الْحقّ والْباطل، وأطْلع اللّهُ نبيّهُ عليْه الصّلاةُ والسّلامُ بالْوحْي على ما يشاءُ منْ علْم الْغُيُوب الّتي عجزت الْكهانةُ عن الإْحاطة به وأغْناهُ بالتّنْزيل، وأزْهق أباطيل الْكهانة .
وأبْطل الإْسْلامُ الْكهانة بأنْواعها، وحرّم مُزاولتها وقرّر أنّ الْغيْب لا يعْلمُهُ إلاّ اللّهُ، فقال عزّ منْ قائلٍ: {قُل لا يعْلمُ منْ في السّماوات والأْرْض الْغيْب إلاّ اللّهُ} ، وكذّب مزاعم الْكهنة أنّ الشّياطين تأْتي لهُمْ بخبر السّماء، وقال تعالى: {وما ينْبغي لهُمْ وما يسْتطيعُون إنّهُمْ عن السّمْع لمعْزُولُون} "
وهذه المعلومات خاطئة فلا وجود لما يسمى التوابع من الجن ولا لما يسمى اخبار الجن البشر بالغيب لأن الجنى المسترق كان لا يسمع شىء كما قال تعالى :
"إنهم عن السمع لمعزولون"
وكان بمجرد أن يقعد يرسل الله عليه الشهاب المهلك فلا يلحق أن يكلم أحد بشىء كما قال تعالى :
"ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين"
والاستراق معناه إرادة السمع وليس السمع وكذلك خطف الخطفة معناه إرادة السمع
وتحدثت الموسوعة عن حكم الكهنة بالمعنى المبتدع وهو الإخبار بالغيب وهو وجوب قتلهم لكونهم يكذبون وحى الله فى عدم علم احد من الخلق بالغيب ومن ثم هم مرتدين فقالت :
حُكْمُ الْكاهن منْ حيْثُ الرّدّة وعدمها:
4 - قال الْفُقهاءُ: الْكاهنُ يكْفُرُ بادّعاء علْم الْغيْب ، لأنّهُ يتعارضُ مع نصّ الْقُرْآن، قال تعالى: {عالمُ الْغيْب فلا يُظْهرُ على غيْبه أحدًا إلاّ من ارْتضى منْ رسُولٍ} أيْ عالمُ الْغيْب هُو اللّهُ وحْدهُ فلا يُطْلعُ عليْه أحدًا منْ خلْقه إلاّ من ارْتضاهُ للرّسالة، فإنّهُ يُطْلعُهُ على ما يشاءُ في غيْبه، وعن النّبيّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: منْ أتى كاهنًا أوْ عرّافًا فصدّقهُ بما يقُول فقدْ كفر بما أُنْزل على مُحمّدٍ ".
قال ابْنُ عابدين نقْلاً عن التّتارْخانيّة: يكْفُرُ بقوْله أنا أعْلمُ الْمسْرُوقات، أوْ أنا أُخْبرُ عنْ إخْبار الْجنّ إيّاي ، وقال: كُل مُسْلمٍ ارْتدّ فإنّهُ يُقْتل إنْ لمْ يتُبْ ولا تُقْبل توْبةُ أحد عشر، وذكر منْهُم الْكاهن .
وقال الْقُرْطُبيُّ: ليْس الْمُنجّمُ ومنْ ضاهاهُ ممّنْ يضْربُ بالْحصى وينْظُرُ في الْكُتُب ويزْجُرُ بالطّيْر ممّن ارْتضاهُ اللّهُ تعالى منْ رسُولٍ فيُطْلعُهُ على ما يشاءُ منْ غيْبه بل هُو كافرٌ باللّه مُفْترٍ عليْه بحدْسه وتخْمينه وكذبه .
وقال الْقرافيُّ: وأمّا ما يُخْبرُ به الْمُنجّمُ من الْغيْب منْ نُزُول الأْمْطار وغيْره فقيل ذلك كُفْرٌ يُقْتل بغيْر اسْتتابةٍ لقوْله عليْه السّلامُ قال اللّهُ عزّ وجل: أصْبح منْ عبادي مُؤْمنٌ بي وكافرٌ بي فأمّا منْ قال: مُطرْنا بفضْل اللّه ورحْمته فهُو مُؤْمنٌ بي كافرٌ بالْكوْكب، وأمّا منْ قال: مُطرْنا بنوْء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مُؤْمنٌ بالْكوْكب "، وقيل: يُسْتتابُ فإنْ تاب وإلاّ قُتل قالهُ أشْهبُ، وقيل يُزْجرُ عنْذلك ويُؤدّبُ وليْس اخْتلافًا في قوْلٍ بل اخْتلافٌ في حالٍ، فإنْ قال إنّ الْكواكب مُسْتقلّةٌ بالتّأْثير قُتل ولمْ يُسْتتبْ إنْ كان يُسرُّهُ لأنّهُ زنْديقٌ وإنْ أظْهرهُ فهُو مُرْتدٌّ يُسْتتابُ، وإن اعْتقد أنّ اللّه تعالى هُو الْفاعل عنْدها زُجر عن الاعْتقاد الْكاذب، لأنّهُ بدْعةٌ تُسْقطُ الْعدالة .
وعنْ أحْمد روايتان: يقُول في إحْداهُما: يُسْتتابُ، قيل لهُ أيُقْتل؟ قال: لا. يُحْبسُ لعلّهُ يرْجعُ، وفي روايةٍ عنْهُ: السّاحرُ، والْكاهنُ حُكْمُهُما: الْقتْل، أو الْحبْسُ حتّى يتُوبا، لأنّهُما يُلْبسان أمْرهُما، وحديثُ عُمر: اقْتُلُوا كُل ساحرٍ وكاهنٍ، وليْس هُو منْ أمْر الإْسْلام ".
وجاء في الْفُرُوع: الْكاهنُ والْمُنجّمُ كالسّاحر عنْد أصْحابنا وإنّ ابْن عقيلٍ فسّقهُ فقطْ إنْ قال: أصبْتُ بحدْسي وفراهتي، فإنْ أوْهم قوْمًا بطريقته: أنّهُ يعْلمُ الْغيْب، فللإْمام قتْلُهُ لسعْيه بالْفساد"
قطعا حكم الكاهن بالمعنى المبتدع وهو العلم بالغيب هو كونه مفسد فى الأرض يستحق قتله إن قدر عليه قبل توبته كما قال تعالى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم"