السوق يطلب الوضوح. الغموض لا يزال سائدا

[طارق جبور]

   

 

 

تأليف الحكومة الالمانية الجديدة في غموض مثقل على الاسواق الاوروبية. المستشارة ميركل ربحت الانتخابات لكنها تبحث عن شريك ليكون بامكانها تشكيل الحكومة. الاشتراكيون يترددون في التوجه الى شراكة مع حزب المستشارة ميركل. الخضر مشغولون بانفسهم ، والواضح ان حلولا وسطا وتفاهمات عميقة لا بد من نسجها ليكون بالامكان تخطي هذه العقبة. الحلول الوسط تعني تسويات وتنازلات تبقى حتى الان غامضة ومن هنا تردد الاسواق التي تخشى الغموض.
*
كلام رئيس المركزي الاوروبي امام البرلمان لا تزال أصداؤه تتردد في الاسواق . هو مستعد لضخ الحقن المقوية في عروق النظام المصرفي الاوروبي ان دعت الحاجة، والكل يتوقع ان تدعو الحاجة. هو مستعد ايضا لتخفيض الفائدة وابقاؤها على انخفاض سحيق لفترة طويلة. دراجي مستمر في مواجهة ارتفاعات اليورو ومصمم على تسهيل الامور امام اقتصاديات بلدان الجنوب التي تحتاج الى عملة ضعيفة.تدخله الكلامي يثقل على اليورو المتردد والمراقب لكل تطور على جبهة الدولار ليقرر الوجهة القادمة المفتوحة على كل الاحتمالات.
*
مؤشر اي ف و الالماني لم يكن يوم امس بالغ الايجابية. تراجعه جاء طفيفا ولكنه ان اضيف الى الوضع السياسي الغامض فهو عامل سلبية ايضا على سوق الاسهم الالماني والاوروبي عامة.
*
وعلى الضفة الاخرى من الاطلسي؟
لا جديد . البيانات تقرر. اليوم تصدر طلبيات السلع المعمرة ( 12.30 جمت ) تعقبها مبيعات البيوت( 14.00 جمت ) . البيانان مهمان في هذه المرحلة ولكن من المستبعد ان يكونا تقريريان في تحديد سياسة الفدرالي القادمة حول انهاء سياسة الدعم الاقتصادي عبر شراء السندات. الانهاء لا يزال بعيد المنال. التخفيض سيكون فقط عملية تحول من ضخ السيولة المتدفقة الى ضخ السيولة الجارية. تخفيف ولا انهاء. هذا يبقى عامل ضغط على الدولار ولا يزعج اسواق الاسهم.
*
الخلاصة : الحديث عن مرحلة جديدة امام الاسواق لا يتعدى كونها زوبعة في فنجان. المعالجات عبر ضخ الاموال مستمر وكل كلام مناقض يبقى في دائرة التخمين فقط.
*
الى كل ذلك تاتي مسالة حدود الدين الاميركي التي يجب ايجاد حلول قريبة لها وحتى ذلك الحين تبقى مطروحة كعامل عرقلة لطموحات الدولار.
​