علي الحجبي
عضو ذهبي
- المشاركات
- 176
- الإقامة
- فيينا - النمسا
لما حضرت أحد تلاميذ شيخ الإسلام الأنصاري رحمه الله الوفاة قال له جلاسه من أحبابه: قل لا إله إلا الله. فنظر إليهم وقال: إن شيخي قال لي: إن الدابة لا تُسَمنْ عند أسفل العقبة.
ساءني من بعض الإخوان بعد جريمة الخميس الاقتصادية والتي عصفت بمئات المليارات هنا وهناك أمر تمنيت لو أنهم لزموا الصمت لكان خيراً لهم ولمن فُجِع في ماله ، فليس من الحكمة بمكان أن يشمر المرء عن بطولته بعد أن فرغت الساحة من المنازلين!!.
لعل البعض فهم المغزى الآن.. ، خرج بعضهم في منتدى الجيران ولا نقول إلا أنه خرج مع حسن نية وصدق إن شاء الله، وهم حقيقةً ممن أكن لهم احتراماً وتقديراً كبيرين. ليُفهِمَ الكثيرين ممن وقع في مخالب الجريمة الآنفة الذكر أن ما حدث كان أمراً طبيعياً وفق التحليل الفني ، وبالتالي كان على الجميع وبالذات من وقع فريسة الجريمة أن يحتاط لنفسه ولماله.
الموضوع لم ينتهِ بعد بالكلام بل كان مقروناً بالصور التوضيحية والتي تصادق على كلامه.
لعل طفلاً لم يبلغ الحلم لو شاهد هذا المقال لبادر بالسؤال الذي على طرف لسان كل واحدٍ منا:
لما كان هذا الآن ولم يكن قبل يوم الفاجعة؟
ولكن السؤال الأكثر حراجةً: ما هي رسالتك من خلال ما طرحت؟.
أنك مثلاً لم تقع كما وقع غيرك! ، أم أنها أمر آخر استحي من ذِكرهِ لك؟..
يا إخوان: المال عزيز، والعرب تقول: فلان فُجِعَ في ماله. في إشارة إلى أن ما فقده المرء ليس بالأمر الهين واليسير ، وكل واحد منا يستشعر هذا من نفسه قبل غيره، فيوم – لا قدر الله – فجعت في مالك فبالله لن تسد فجيعتك تهوين الناس عليك ولا تعاطفهم معك. فمن باب أولى أن لا أًظهِرَ شماتةً بأخي المفجوع ولو من وراءِ وراءْ.
ولا ننس أن ما حدث ما كان يخطر ببال أحدٍ مطلقا مما يجعل علامات استفهام كبيرة جداً حول ما يجري خلف الكواليس ، فالمسألة ستطول آثارها إلى مدى لا يعلمه لا الله. ناهيك عن أن كل ما هو في متناول اليد من إجراءات احترازية ووقف للخسارة لم تكن لتُجدي في مثل هذه الحالة المأساوية.... وأقول لمن نجى منها: ثِقْ أن نجاتك منها كانت قدراً مفعولا فلا تحدثني عن كياسة أو مهارة أو لوذعية أو حتى عبقرية تأخر بها الزمان.
وأواسي من وقع فيها أنها شدة وتزول بعون الله ونسأل الله الكريم أن يعوض الجميع خيراً مما فقد وأن يفيض علينا من نعمه في العاجل والآجل بمنه وكرمه.
والسلام..