الخصومة فى الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,834
الإقامة
مصر
الخصومة فى الإسلام
الخصومة هى ادعاء ما يستلزم وجود أطراف متعددة أحدهم يتهم الأخر بكونه على الباطل ككل أو اتهام بجريمة مخصصة
الخصومة فى القرآن
اختصام الكفار والمسلمين
بين الله للنبى(ص) أن الناس خصمان أى عدوان والمراد فريقان كل منهم اختصم فى الرب أى تجادل فى الله والمراد اختلف مع الأخر فى دين الله وفى هذا وفى هذا قال تعالى : :
"هذان خصمان اختصموا فى ربهم "
أخذ الناس وهو يختصمون
بين الله لنبيه (ص)أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك
وفى هذا قال تعالى :
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "
قريش قوم خصمون:
بين الله لنبيه (ص)أن الله لما ضرب ابن مريم (ص)مثلا والمراد لما قال قصة ولد مريم (ص) عبرة للناس إذا القوم منه يصدون والمراد إذا الناس به يكذبون وقالوا :أألهتنا خير أم هو والمراد هل أربابنا أحسن أم هو ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن آلهتهم خير من عيسى (ص) الذى يظنون أنه يدعوهم لعبادته وإنما ذكرت قصته للعبرة وليس لعبادته وبين له أنهم ما ضربوه له إلا جدلا والمراد ما قالوا له فى عيسى (ص) إلا حجاج بالباطل وبين له أنهم قوم خصمون أى ناس كافرون أى مكذبون بحكم الله وفى هذا قال تعالى :
"ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون"
تسور الخصوم للمحراب
سأل الله نبيه (ص)هل أتاك نبأ الخصم والمراد هل جاءك خبر المتشاجرين إذ تسوروا المحراب والمراد وقت صعدوا على جدار المسجد فدخلوا والمراد فولجوا على داود(ص)ففزع منهم أى فخاف من أذاهم فقالوا له :لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض والمراد لا تخشى أذى متشاجران ظلم أحدنا الأخر فاحكم بيننا بالحق والمراد فافصل بيننا بالعدل واهدنا إلى سواء الصراط والمراد وعرفنا عدل الدين إن هذا أخى له 99نعجة أى غنمة ولى نعجة أى غنمة واحدة فقال أكفلنيها أعطنى إياها وعزنى فى الخطاب أى وغلبنى فى الكلام وفى هذا قال تعالى :
"وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب "
النهى عن الخصومة

بين الله لرسوله(ص)أنه أنزل له الكتاب بالحق والمراد أنه أوحى له الوحى بالعدل وهو حكم الله والسبب أن يحكم بين الناس بما أراه الله والمراد أن يفصل فى قضايا الخلاف بين الخلق بالذى عرفه الله من حكمه وينهاه أن يكون خصيم للخائنين أى أن يصبح ناصر للمخادعين للمؤمنين ومن ثم يجب عليه أن يتحرى العدل حتى لا يظلم أحدا وفى هذا قال تعالى :
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"
الإنسان خصيم مبين
بين الله للمؤمنين أنه خلق الإنسان من نطفة والمراد جعل الإنسان من سلالة من طين هى المنى مصداق لقوله بسورة السجدة"ثم جعل نسله من سلالة من طين "وبعد خلقه إذا هو خصيم مبين أى كافر عظيم فى كفره وفى هذا قال تعالى :
"خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين "
خلق الخصيم المبين
سأل الله أو لم ير الإنسان والمراد ألم يدرى الفرد أنا خلقناه من نطفة والمراد أنا أنشأناه من جزء يسير من المنى فإذا هو خصيم مبين أى كافر عظيم أى كثير الجدل مصداق لقوله بسورة الكهف"وكان الإنسان أكثر شىء جدلا"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الإنسان يعرف أن الله خلقه من المنى فإذا هو كافر بدينه وفى هذا قال تعالى : :
"أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين"
الاختصام فى مريم
بين الله لرسوله(ص)أن ما سبق ذكره من أمر زكريا(ص)وامرأة عمران ومريم(ص)هو من أنباء الغيب أى أخبار المجهول الذى لا يعلم حقيقته الناس التى يوحيها أى يلقيها أى يقصها الله عليه وينفى الله عن رسوله(ص)حضور إلقاء القوم وهم المختصمون أى المتنازعون فى كفالة مريم(ص)أقلامهم والمراد رميهم أقلامهم وهى أدوات الكتابة أيهم الكفيل أى الوصى على مريم(ص)،وينفى حضوره الخصام وهو الإختلاف بين القوم فى أمر مريم(ص)، ومما ينبغى قوله أن رمى الأقلام لم يرد فيه خبر موجود حاليا فى الكتب المعروفة ولكن المفهوم هو أن صاحب القلم المميز بخاصية معينة هو الذى كفل مريم(ص)وهذه الخاصية قد تكون الغطس فى الماء أو الطفو عليه أو غير ذلك والله أعلم وفى هذا قال تعالى :
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"
اختصام الكفار وجنود إبليس
بين الله لنا أن الغاوين كبكبوا فيها والمراد ادخلوا فى الجحيم هم والغاوون ويقصد بهم المضلون وهم ما يعبدون أى أهواء أنفسهم أى القرناء والكل هم جنود إبليس أجمعون والمراد متبعى أى مقلدى عمل الملعون إبليس كلهم فقال بعضهم لبعض وهم فيها يختصمون أى يختلفون أى يتنازعون:تا لله إن كنا لفى ضلال مبين والمراد والله إن كنا لفى جنون معلوم وهذا اعتراف منهم بعدم العقل وقالوا للسادة والكبراء:إذ نسويكم برب العالمين أى كنا مجانين حين نضاهيكم بخالق الكل وهذا يعنى أنهم كانوا يؤلهون بعضا منهم وقالوا وما أضلنا إلا المجرمون أى وما أبعدنا عن الحق وهو السبيل إلا الكافرون وهم السادة أى الكبراء وقالوا فما لنا من شافعين ولا صديق حميم أى ليس لنا ناصرين أى صاحب متكلم مناصر لنا يطاع وقالوا فلو أن لنا كرة أى عودة للدنيا فنكون من المؤمنين أى فنصبح من المصدقين بحكم الله وهو قول كذب منهم يريدون به خداع الله فلو عادوا لعادوا للكفر وفى هذا قال تعالى : :
"فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تا الله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين "
الفريقان المختصمان
بين الله لنبيه (ص)أنه أرسل والمراد بعث لثمود أخاهم وهو صاحبهم صالح(ص)فقال لهم اعبدوا الله أى أطيعوا حكم الله فإذا هم فريقان يختصمون والمراد فإذا هم حزبان يختلفون فهذا مؤمن وهذا كافر وفى هذا قال تعالى :
"ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون "
اختصام الملأ الأعلى
طلب الله من نبيه (ص)للناس أن يقول أن القرآن هو نبأ عظيم أى حكم كبير أنتم عنه معرضون أى مكذبون به ،وما كان لى من علم أى معرفة بالملأ الأعلى وهم الحضور الفوقى وهم الملائكة إذ يختصمون أى وقت يختلفون وهو اعتراضهم على خلق آدم (ص)،إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين والمراد إن يلقى إلى ألا إنما أنا مبلغ أمين للوحى وفى هذا قال تعالى : :
"قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين "
الإختصام عند الله
بين الله لنبيه (ص) وللناس أنه ميت أى متوفى والمراد منتقل من الدنيا للبرزخ وإن الناس ميتون أى متوفون أى منتقلون من الدنيا للبرزخ ثم إنكم يوم القيامة وهو يوم البعث عند ربكم تختصمون أى فى أرض المحشر لدى إلهكم تختلفون فيمن على الحق ومن على الباطل وفى هذا قال تعالى :
"إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون "
النهى عن الاختصام عند الله
بين الله لنبيه (ص)أن القرين وهو شهوة الكافر أى إلهه الذى هو هواه أى شهوته قال:ربنا ما أطغيته والمراد إلهنا ما أضللته عن الحق ولكن كان فى ضلال بعيد والمراد ولكن كان فى كفر مستمر فى الدنيا ،فقال الله لهم على لسان الملائكة لا تختصموا لدى والمراد لا تختلفوا عندى والمراد لا تتحاكموا عندى وقد قدمت إليكم بالوعيد والمراد وقد أخبرتكم بالعقاب فى الدنيا عن طريق الرسل (ص)،ما يبدل القول لدى والمراد ما يغير الحكم عندى وهذا يعنى أن حكم عذاب الكافر والقرين معا لن يتغير مهما قالوا ،وما أنا بظلام للعبيد والمراد وما أنا بمنقص حق الخلق وفى هذا قال تعالى

"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد "
الخصومة فى الفقه :
الخصومة فى الفقه هى الادعاء من قبل طرف على طرف أخر بهضم حق أو عدم القيام بواجبه تجاه طرف معين
وعند شرحها يستخدم الفقهاء لفظ الدعوى وأحيانا لفظ العداوة
قطعا الخصومة يقوم بها إما أصحاب الحقوق أو من ينوب عنهم أو أى مسلم يرى حق ضائع لغيره يجب استرجاعه من حكم المولى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومن ثم وجدنا فيما سبق من آيات القرآن أن الخصم وهو الأخ الفقير خاصم أخاه فى النعجة مع أن الأخ الثانى لم يأخذ حقه منه ولكن الطرف الظالم يلح عليه فى التنازل عن حقه
ومن هنا يجوز نهى الخصم قضائيا مع أن الجريمة لم تقع بعد وإلا أصبح الخصم معتديا بالفعل بعد النهى
والخصومة عند الفقهاء يمنع رفعها على الأطفال وبقية السفهاء ولكن الحقيقة يجوز رفعها لأن الأطفال قد يرتكبون جرائم فى حق الأطفال الأخرين كالجروح والضرب والشتائم والسطو على أموال الأطفال الأخرين أو سرقتها وهى ما يسمى بالمصروف
وقطعا لابد من تحقيق القاضى فى تلك القضايا لرد الحقائق وكف الخصم عن أذى غيره وهذا ما وجدناه فى قضية اتهام يوسف(ص)بالسرقة والتى قال فيها اخوته :
" إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل "

وقطعا الرواية التراثية تقول بأن عمته كانت عاقرا وحيث أن آباه أعطاه لها كى يؤنس وحدتها فأحبت ألا ترجعه لأبيه فاتهمته بالسرقة كى يبقى معها فى بيتها حتى مماتها
 
عودة
أعلى