- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن أنقرة قد تعيد فتح الطريق أمام المهاجرين إلى أوروبا، إن لم تتلق دعما كافيا لخطتها لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا شرق الفرات.
وقال أردوغان إن حكومته تريد إعادة توطين مليون لاجئ في المنطقة المعتزم إنشاؤها، من بين أكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف سوري لجأوا إلى تركيا فرارا من الحرب.
ويريد أردوغان إلى أن تكون المنطقة الآمنة منطقة عازلة لمواجهة مقاتلي السوريين الأكراد، الذين تساندهم الولايات المتحدة، وينظر هو إليهم باعتبارهم إرهابيين يهددون تركيا.
وتسيطر تركيا حاليا على أجزاء من شمال سوريا، وتقول إن 350 ألف سوري عادوا بالفعل إلى هناك. وتقيم "منطقة آمنة" مع الولايات المتحدة في الشمال الشرقي، حيث يقول إردوغان إنه يمكن نقل المزيد إليها.
ما الذي قاله إردوغان؟
قال أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة: "يجب علينا إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة حيث تستطيع تركيا بناء بلدات فيها، بدلا من مدن المخيمات هنا. دعونا ننقلهم إلى المناطق الآمنة هناك".
وأضاف "أعطونا دعما لوجيستيا وسوف نستطيع بناء منازل في عمق 30 كيلومترا في شمال سوريا. بهذه الطريقة يمكننا أن نوفر لهم أوضاعا معيشية إنسانية".
وقال أردوغان "هدفنا هو إعادة مليون على الأقل من أشقائنا السوريين إلى المنطقة الآمنة التي سنقيمها على حدودنا الممتدة بطول 450 كيلومترا".
وحذر قائلا "إما أن يحدث هذا، وإما سيكون علينا فتح الأبواب".
وقال: "إن لم تقدموا الدعم فاعذرونا، فنحن لن نتحمل هذا العبء وحدنا. إذ إننا لم نتمكن من الحصول على الدعم من المجتمع الدولي، وتحديدا من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أنه عرض على ترامب وبوتين وميركل وأوباما فكرة إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء عنه.
وأضافت الوكالة: "اقترحت بناء مجمعات سكنية للسوريين في تلك المنطقة مع حدائق صغيرة صالحة للزراعة، وجميعهم رحبوا بالفكرة واكتفوا بالترحيب فقط دون أي مساهمة أو دعم".
وحذر بأن مستجدات الأوضاع في محافظة إدلب السورية، والتطورات في هذه المحافظة تنذر بخطر تدفق أفواج جديدة من اللاجئين نحو تركيا، قد تصل أعدادهم إلى المليون.
وأكد أن بلاده تسعى عبر التعاون مع روسيا، للحفاظ على الأمن في محافظة إدلب، وإبقاء السوريين المقيمين هناك في منازلهم وديارهم.
ما الذي يريده أردوغان من الغرب؟
وافقت أنقرة، وفق اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس آذار 2016، على كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل ستة مليارات يورو.
وتعهد الرئيس التركي، مقابل ذلك، بتشديد الإجراءات لمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى أوروبا، لكنه يقول إن بلاده لم تتسلم سوى ثلاثة مليارات يورو فقط حتى الآن.
وزاد عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان المجاورة الشهر الماضي. ووصل قبل أسبوع أكثر من 12 زورقا تحمل 600 مهاجر، في أول تدفق من نوعه خلال ثلاث سنوات.
وقال أردوغان إن بلاده أنفقت 40 مليار دولار على اللاجئين. وانتقد الغرب، وخصوصا الاتحاد الأوروبي، لعدم تنفيذ وعوده.
ما هو رد الاتحاد الأوروبي؟
نفت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، ناتاشا بيرتو، ما جاء في تصريح أردوغان الخميس، وقالت للصحفيين في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي قدم 5.6 مليارات يورو لتركيا بموجب الاتفاق، وإن "الرصيد المتبقي المقرر سيرسل قريبا".
وتخشى تركيا من تدفق موجة جديدة من اللاجئين في وقت تواصل القوات السورية تقدمها نحو آخر معاقل الفصائل المقاتلة في إدلب.
وتستقبل تركيا أيضا مئات الآلاف من العراقيين والأفغان، الذين فروا من النزاعات في بلدانهم.
وفي مسعى منه للضغط على الولايات المتحدة، التي من المقرر أن تسيّر معها دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة، قال أردوغان إن تركيا "عازمة على البدء فعليا في إنشاء المنطقة بحلول الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول".