- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
رغم أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلتا إلى اتفاق بشأن البريكست، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان بإمكانه كسب دعم البرلمان البريطاني، خاصة بسبب موقف الحزب الديمقراطي الاتحادي.
ويرى "بيتر كرباتا" في رؤية تحليلية نشرها البنك الاستثماري "أي.إن.جي" أن حالة عدم اليقين هذه بالإضافة إلى تداول الجنيه الإسترليني بالفعل مرتفعاً مقابل اليورو، يشير إلى وجود اتجاه صاعد محدود للعملة البريطانية في الفترة المقبلة.
ولكن من الإيجابيات أن احتمالات البريكست بدون صفقة قد انخفضت، ومعها تراجعت المخاطر الهبوطية للجنيه الإسترليني.
ويوضح التحليل في النقاط التالية موقف الإسترليني بعد الاتفاق على صفقة بشأن البريكست.
موافقة البرلمان البريطاني العقبة الرئيسية أمام المزيد من مكاسب للإسترليني
في حين أن الإعلان عن اتفاق البريكست بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يمثل خبراً جيداً للجنيه الإسترليني، إلا أن العقبة الرئيسية للصفقة التي يتوجب الموافقة عليها في البرلمان البريطاني لا تزال قائمة.
ومع إعلان الحزب الديمقراطي الاتحادي أن موقفه من الصفقة المقترحة لم يتغير (لا يوجد أي دعم للصفقة)، هناك خطر كبير من أن الحكومة لن تحصل على الأغلبية للصفقة في البرلمان البريطاني (كما كان الحال لحكومة تيريزا ماي).
وبالإضافة إلى ذلك، ومع حقيقة أن الجنيه الإسترليني يتداول بعلاوة سعرية بالفعل مقابل اليورو (نحو 2 بالمائة أعلى بناءً على نموذج القيمة العادلة المالية على المدى القصير وفقاً للرسم البياني التالي) والارتفاع الكبير في العملة على مدار الأيام القليلة الماضية؛ فإن عدم اليقين بشأن نجاح البرلمان البريطاني في التصويت لصالح الصفقة يحد من ارتفاع الجنيه الإسترليني قبل التصويت في عطلة هذا الأسبوع.
وفي حالة فشل برلمان المملكة المتحدة في التصديق على الصفقة؛ فإنه من المتوقع أن يعكس الجنيه الإسترليني بعض مكاسبه الأخيرة وأن يتقارب نحو القيمة العادلة على المدى القصير أمام اليورو والمقدرة حالياً حول 0.88 إسترليني.
ولكن درجة الاتجاه الهابط المحتمل للجنيه الإسترليني تراجعت بشكل حاد بالنظر إلى تطورات الأسابيع الماضية.
تراجع المخاطر الهبوطية للجنيه الإسترليني بشكل حاد
على الرغم من أن احتمالات تمرير صفقة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان البريطاني لا تزال غير مؤكدة، هناك شيء واحد يمكن أن نستنتجه هو أن احتمالات البريكست الصعب قد انخفضت.
وقبل أحداث هذا الأسبوع، مع تطبيق قانون بن (قانون قدمه البرلماني هيلاري بن يقضي بإجبار رئيس الوزراء البريطاني على طلب تمديد البريكست ما لم يوافق البرلمان على صفقة قبل 31 أكتوبر/تشرين الأول) كان السيناريو الأسوأ الواقعي للإسترليني هو ذلك الذي سيفوز فيه حزب المحافظين بالأغلبية في انتخابات أواخر عام 2019، حيث ترتفع المخاطر المحتملة للبريكست بدون صفقة.
ولكن بعد تغيير ملحوظ في النهج التفاوضي للحكومة، سترى الأسواق أن احتمال "عدم وجود صفقة" بعد الانتخابات (بأغلبية المحافظين) قد انخفض.
ويشير هذا بدوره إلى أنه حتى في حالة عدم الاتفاق أو التصديق على صفقة البريكست هذا الشهر؛ فإن الاتجاه الهبوطي للإسترليني سيكون محدوداً.
وفي ظل هذا، من المتوقع أن يسجل زوج العملات (اليورو - الإسترليني) مستوى 0.90 إسترليني مقارنة مع تقديرات سابقة عند 0.95 في حال عدم التصديق على صفقة البريكست من قبل البرلمان ووجود انتخابات مبكرة.
انخفاض احتمال البريكست الصعب يمنع تكوين المضاربين لمراكز استثمارية تراهن على هبوط الإسترليني
يجب أن يمنع الاحتمال الأقل بشأن البريكست الصعب إعادة بناء مراكز مضاربية لـ"الشورت سلينج" على الإسترليني (المراهنة على انخفاض الإسترليني على المدى القصير) في حالة فشل البرلمان في التصديق على الصفقة.
على الرغم من أن أحدث بيانات المراكز الاستثمارية في الأيام الخمس الماضية لا تزال غير معبرة عن توقعات بارتفاع الإسترليني، إلا أنه لن يكون من المفاجأة إذا تم خفض المضاربات المتوقعة هبوط العملة المضاربة بنسبة 10 بالمائة أو أكثر (من 32 بالمائة حالياً إلى 20 بالمائة أو أقل).
وتعتمد الخطوة التالية بشأن الإسترليني على تصويت البرلمان البريطاني في نهاية هذا الأسبوع، ولكن حتى في حالة السيناريو الأسوأ السابق ذكره، قد لا يكون تراكم المراهنات بانخفاض الإسترليني على المدى القصير مكثفاً بشكل خاص؛ نظراً لتراجع احتمالات البريكست الصعب.