رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,785
- الإقامة
- مصر
البرسام في الإسلام
البرسام أو السرسام أو الجرسام ... مرض من الأمراض العادية تحول في تراثنا من مرض جسمى إلى مرضى عقلى أو على حسب أقوال البعض :
مرض دماغى حتى أن بعضهم يسميه :
أبو دمغة
وقد اختلف القوم في كتب اللغة في ماهيته فقال نجيب الدين :
"هو الورم الذي يعرض للحجاب الذي بين الكبد والمعدة"
وقال الطبرى في بحر الجواهر :
انه ورم بين المعدة والكبد
والفقهاء في إطار تدخلهم فيما لا يعرفون عرفوه تعريفات متطابقة على أنه علة دماغية ففى موسوعة المصطلحات الإسلامية قالوا عنه :
"البرْسامُ :
مرضٌ يُصيبُ الإنْسان في عقْله، أو ورمٌ في الدّماغ يتغيّرُ منْهُ عقْلُ الإنْسان ويُصيبُهُ الهذيانُ، يُقال: بُرْسم الرّجُلُ، فهو مُبرْسمٌ، ومُبلْسمٌ، وبه برْسامٌ، وبلْسامٌ، وقيل فيه أيضاً: شرْسامٌ، وجرْسامٌ، وجلْسامٌ"
وفى الموسوعة الفقهية الكويتية نجد أنها نقلت نفس التعريف فقالت :
"التّعْريفُ:
1 - الْبرْسامُ لُغةً، واصْطلاحًا: علّةٌ عقْليّةٌ ينْشأُ عنْها الْهذيانُ، شبيهةٌ بالْجُنُون ."
والغريب أن الأطباء مثل أبو زكريا الرازى في الطب الملوكى ذكر المرض على أنه مرض دماغى وأن علاجه قائم على شراب الآجاص
ومن ثم تحول المرض الجسدى إلى مرض عقلى والبرسام هو مرض يسمى ذات الجنب أو ذات الرئة وعنه قالت الموسوعة الحرة :
"التهاب الجنبة أو ذات الجنب أو الشوصة أو الكشح أو البرسام (بالإنجليزية: pleurisy أوpleuritis) يعرف بأنه التهاب الجنبة، والجنبة هي البطانة المحيطة بالرئتين
توجد العديد من الأسباب المحتملة لالتهاب الجنبة ولكن الأخماج الفيروسية (حالات العدوى الفيروسية) المنتشرة من الرئتين إلى الجوف الجنبي تعد السبب الأكثر شيوعًا في كل مرة تتوسع فيها الرئتان من أجل تنفس الهواء تحتك فيها الطبقات الجنبية الملتهبة ببعضها البعض وقد يؤدي ذلك إلى ألم حاد عند التنفس يعرف بـ ألم الصدر المتعلق بالتهاب الجنبة"
وقد ربطت الموسوعة الفقهية الكويتية بين البرسام والكلمات التى تطلق على الجنون فقالت :
"الأْلْفاظُ ذاتُ الصّلة:
أ - الْعتهُ:
2 - الْعتهُ لُغةً: نقْصٌ في الْعقْل منْ غيْر جُنُونٍ أوْ وهنٍ. وهُو في الاصْطلاح: آفةٌ تُوجبُ خللاً في الْعقْل، فيصيرُ صاحبُهُ مُخْتلط الْعقْل، فيُشْبهُ بعْضُ كلامه كلام الْعُقلاء، وبعْضُهُ كلام الْمجانين، وتجْري على الْمعْتُوه أحْكامٌ الصّبيّ الْمُميّز. وأمّا الْمُبرْسمُ فإنّهُ تجْري عليْه في حال نوْباته أحْكامُ الْجُنُونب - الْجُنُونُ:
3 - الْجُنُونُ كما عرّفهُ الشُّرُنْبُلاليُّ: مرضٌ يُزيل الْعقْل ويزيدُ الْقُوى. وهُو في الْجُمْلة ممّا يُسْقطُ التّكْليف ويُبْطل أهْليّة الأْداء."
وفى القاموس الفقهي (ص 36):
" برسَمَ: أصابه البرسام، فهو مبرسم. البرسام: ذات الجنب، وهو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة، وهي علة يهذى فيها".
والقاموس هنا خلط بين العلة العقلية حيث الهذيان وبين العلة الجسدية وهى ذات الجنب
وقد رتب الفقهاء على تلك العلة التى لا وجود لها كمرض غير مرتبط بوجود العقل حيث أن النظرية الشائعة تربط بين الجنون وبين مرض فى الدماغ أحكام وهى :
أن المبرسم مثله مثل المجنون تجرى عليه أحكام معينة كالحجر على ماله وتطليق زوجته وفى هذا قالت الموسوعة :
"الْحُكْمُ الإْجْماليُّ ومواطنُ الْبحْث:
4 - للْمُبرْسم أحْكامٌ تتعلّقُ به، فعُقُودُهُ غيْرُ مُعْتبرةٍ في حال إصابته بالْبرْسام، وإقْرارُهُ غيْرُ صحيحٍ، وتصرُّفاتُهُ الْقوْليّةُ غيْرُ مُعْتبرةٍ شرْعًا، مثْلُهُ في ذلك مثْل الْمجْنُون."
والجنون هو أنهم جعلوا على أفعال المبرسم عواقب عليه وعلى ماله وهو ما ذكرته الموسوعة في قولها :
"أمّا تصرُّفاتُهُ الْفعْليّةُ في وقْت إصابته فإنّهُ لا إثْم عليْه فيها، ولكنْ إذا ترتّب على فعْله إتْلافُ مالٍ أوْ نفْسٍ يجبُ الضّمانُ في ماله، وعليْه ديتُهُ، أوْ قيمةُ التّعْويض منْ ماله.
وتفْصيل ذلك تناولهُ الْفُقهاءُ عنْد الْكلام عن الإْتْلاف ونحْوه، والأْصُوليُّون في الأْهْليّة وعوارضها."
والحكم على المجنون ماليا بالديات والغرامات هو :
اعتراف بأنه عاقل وليس مجنون
فالمجنون ليس عليه شىء لعدم عقله
وكما أن كتب السنة وفقهاؤهم اعتبروه مرض في الدماغ وبلفظ أخر ورم دماغى فإن فقهاء الشيعة أبوا إلا أن يضيفوا لمسة مخالفة حيث يقول المجلسى في كتاب بحار الأنوار ج78 ص189:
"وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنين المريض تسبيح، وصياحه تهليل ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه جنبا إلى جنب فكأنما يجاهد عدو الله: ويمشي في الناس وما عليه ذنب.
توضيح: قوله عليه السلام: يعتبطون، رواه في الكافي بسندين عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان إبراهيم عليه السلام قال: يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت، ويسلي بها عن المصاب، قال: فأنزل الله عز وجل الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء.
قال في النهاية: فيه من اعتبط مؤمنا أي قتله بلا جناية، وكل من مات بغير علة فقد اعتبط، ومات فلان عبطة أي شابا صحيحا، وعبطت الناقة واعتبطتها إذا ذبحتها من غير مرض، وقال: الموم هو البرسام مع الحمى، وقيل: هو بثر أصغر من الجدري، وفي القاموس: البرسام بالكسر علة يهذى فيها، وفي النهاية فيه أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة، ثم يقال: هذا أمثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير، و أماثل الناس خيارهم.
وقال: الوعك الحمى وقيل ألمها، وقد وعكه المرض وعكا، ووعك فهو موعوك، وقال: أجهز على الجريح أسرع قتله."
والمراد قول المجلسى :
" الموم هو البرسام مع الحمى، وقيل: هو بثر أصغر من الجدري"
هنا البرسام :
بثر أصغر من الجدرى
بقدرة قادر تحول المرض إلى مرض من أمراض الجلد
ومن يتابع أقوال الفقهاء في الموضوعات التى تدخل في إطار الطب يجد أعاجيب وتخاريف
قطعا قد يكون هذا الأمر وهو خلط المعلومات الصحيحة والخاطئة مقصود فتلك الكتب على العموم لم يكتبها فقهاء ولا أطباء وإنما كتبها المضللون بعد سقوط الدولة المسلمة الأخيرة لكى نتوه ويتوه الناس بعدنا ونظل متحيرين نتهم مرة هؤلاء ومرة أولئك
البرسام أو السرسام أو الجرسام ... مرض من الأمراض العادية تحول في تراثنا من مرض جسمى إلى مرضى عقلى أو على حسب أقوال البعض :
مرض دماغى حتى أن بعضهم يسميه :
أبو دمغة
وقد اختلف القوم في كتب اللغة في ماهيته فقال نجيب الدين :
"هو الورم الذي يعرض للحجاب الذي بين الكبد والمعدة"
وقال الطبرى في بحر الجواهر :
انه ورم بين المعدة والكبد
والفقهاء في إطار تدخلهم فيما لا يعرفون عرفوه تعريفات متطابقة على أنه علة دماغية ففى موسوعة المصطلحات الإسلامية قالوا عنه :
"البرْسامُ :
مرضٌ يُصيبُ الإنْسان في عقْله، أو ورمٌ في الدّماغ يتغيّرُ منْهُ عقْلُ الإنْسان ويُصيبُهُ الهذيانُ، يُقال: بُرْسم الرّجُلُ، فهو مُبرْسمٌ، ومُبلْسمٌ، وبه برْسامٌ، وبلْسامٌ، وقيل فيه أيضاً: شرْسامٌ، وجرْسامٌ، وجلْسامٌ"
وفى الموسوعة الفقهية الكويتية نجد أنها نقلت نفس التعريف فقالت :
"التّعْريفُ:
1 - الْبرْسامُ لُغةً، واصْطلاحًا: علّةٌ عقْليّةٌ ينْشأُ عنْها الْهذيانُ، شبيهةٌ بالْجُنُون ."
والغريب أن الأطباء مثل أبو زكريا الرازى في الطب الملوكى ذكر المرض على أنه مرض دماغى وأن علاجه قائم على شراب الآجاص
ومن ثم تحول المرض الجسدى إلى مرض عقلى والبرسام هو مرض يسمى ذات الجنب أو ذات الرئة وعنه قالت الموسوعة الحرة :
"التهاب الجنبة أو ذات الجنب أو الشوصة أو الكشح أو البرسام (بالإنجليزية: pleurisy أوpleuritis) يعرف بأنه التهاب الجنبة، والجنبة هي البطانة المحيطة بالرئتين
توجد العديد من الأسباب المحتملة لالتهاب الجنبة ولكن الأخماج الفيروسية (حالات العدوى الفيروسية) المنتشرة من الرئتين إلى الجوف الجنبي تعد السبب الأكثر شيوعًا في كل مرة تتوسع فيها الرئتان من أجل تنفس الهواء تحتك فيها الطبقات الجنبية الملتهبة ببعضها البعض وقد يؤدي ذلك إلى ألم حاد عند التنفس يعرف بـ ألم الصدر المتعلق بالتهاب الجنبة"
وقد ربطت الموسوعة الفقهية الكويتية بين البرسام والكلمات التى تطلق على الجنون فقالت :
"الأْلْفاظُ ذاتُ الصّلة:
أ - الْعتهُ:
2 - الْعتهُ لُغةً: نقْصٌ في الْعقْل منْ غيْر جُنُونٍ أوْ وهنٍ. وهُو في الاصْطلاح: آفةٌ تُوجبُ خللاً في الْعقْل، فيصيرُ صاحبُهُ مُخْتلط الْعقْل، فيُشْبهُ بعْضُ كلامه كلام الْعُقلاء، وبعْضُهُ كلام الْمجانين، وتجْري على الْمعْتُوه أحْكامٌ الصّبيّ الْمُميّز. وأمّا الْمُبرْسمُ فإنّهُ تجْري عليْه في حال نوْباته أحْكامُ الْجُنُونب - الْجُنُونُ:
3 - الْجُنُونُ كما عرّفهُ الشُّرُنْبُلاليُّ: مرضٌ يُزيل الْعقْل ويزيدُ الْقُوى. وهُو في الْجُمْلة ممّا يُسْقطُ التّكْليف ويُبْطل أهْليّة الأْداء."
وفى القاموس الفقهي (ص 36):
" برسَمَ: أصابه البرسام، فهو مبرسم. البرسام: ذات الجنب، وهو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة، وهي علة يهذى فيها".
والقاموس هنا خلط بين العلة العقلية حيث الهذيان وبين العلة الجسدية وهى ذات الجنب
وقد رتب الفقهاء على تلك العلة التى لا وجود لها كمرض غير مرتبط بوجود العقل حيث أن النظرية الشائعة تربط بين الجنون وبين مرض فى الدماغ أحكام وهى :
أن المبرسم مثله مثل المجنون تجرى عليه أحكام معينة كالحجر على ماله وتطليق زوجته وفى هذا قالت الموسوعة :
"الْحُكْمُ الإْجْماليُّ ومواطنُ الْبحْث:
4 - للْمُبرْسم أحْكامٌ تتعلّقُ به، فعُقُودُهُ غيْرُ مُعْتبرةٍ في حال إصابته بالْبرْسام، وإقْرارُهُ غيْرُ صحيحٍ، وتصرُّفاتُهُ الْقوْليّةُ غيْرُ مُعْتبرةٍ شرْعًا، مثْلُهُ في ذلك مثْل الْمجْنُون."
والجنون هو أنهم جعلوا على أفعال المبرسم عواقب عليه وعلى ماله وهو ما ذكرته الموسوعة في قولها :
"أمّا تصرُّفاتُهُ الْفعْليّةُ في وقْت إصابته فإنّهُ لا إثْم عليْه فيها، ولكنْ إذا ترتّب على فعْله إتْلافُ مالٍ أوْ نفْسٍ يجبُ الضّمانُ في ماله، وعليْه ديتُهُ، أوْ قيمةُ التّعْويض منْ ماله.
وتفْصيل ذلك تناولهُ الْفُقهاءُ عنْد الْكلام عن الإْتْلاف ونحْوه، والأْصُوليُّون في الأْهْليّة وعوارضها."
والحكم على المجنون ماليا بالديات والغرامات هو :
اعتراف بأنه عاقل وليس مجنون
فالمجنون ليس عليه شىء لعدم عقله
وكما أن كتب السنة وفقهاؤهم اعتبروه مرض في الدماغ وبلفظ أخر ورم دماغى فإن فقهاء الشيعة أبوا إلا أن يضيفوا لمسة مخالفة حيث يقول المجلسى في كتاب بحار الأنوار ج78 ص189:
"وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنين المريض تسبيح، وصياحه تهليل ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه جنبا إلى جنب فكأنما يجاهد عدو الله: ويمشي في الناس وما عليه ذنب.
توضيح: قوله عليه السلام: يعتبطون، رواه في الكافي بسندين عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان إبراهيم عليه السلام قال: يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت، ويسلي بها عن المصاب، قال: فأنزل الله عز وجل الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء.
قال في النهاية: فيه من اعتبط مؤمنا أي قتله بلا جناية، وكل من مات بغير علة فقد اعتبط، ومات فلان عبطة أي شابا صحيحا، وعبطت الناقة واعتبطتها إذا ذبحتها من غير مرض، وقال: الموم هو البرسام مع الحمى، وقيل: هو بثر أصغر من الجدري، وفي القاموس: البرسام بالكسر علة يهذى فيها، وفي النهاية فيه أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة، ثم يقال: هذا أمثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير، و أماثل الناس خيارهم.
وقال: الوعك الحمى وقيل ألمها، وقد وعكه المرض وعكا، ووعك فهو موعوك، وقال: أجهز على الجريح أسرع قتله."
والمراد قول المجلسى :
" الموم هو البرسام مع الحمى، وقيل: هو بثر أصغر من الجدري"
هنا البرسام :
بثر أصغر من الجدرى
بقدرة قادر تحول المرض إلى مرض من أمراض الجلد
ومن يتابع أقوال الفقهاء في الموضوعات التى تدخل في إطار الطب يجد أعاجيب وتخاريف
قطعا قد يكون هذا الأمر وهو خلط المعلومات الصحيحة والخاطئة مقصود فتلك الكتب على العموم لم يكتبها فقهاء ولا أطباء وإنما كتبها المضللون بعد سقوط الدولة المسلمة الأخيرة لكى نتوه ويتوه الناس بعدنا ونظل متحيرين نتهم مرة هؤلاء ومرة أولئك