البتكوين: تيسلا تبيع معظم ما تملكه من العملة الرقمية المشفرة
باعت شركة تيسلا، التي خلقت بلبلة العام الماضي عندما كشفت النقاب عن استثمار كبير في عملة "البتكوين"، معظم ما تملكه من العملة الرقمية المشفرة.
وتخلصت الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية من 75 في المائة مما تملكه من العملة الرقمية البتكوين، والتي بلغت قيمتها حوالي 2 مليار دولار في نهاية 2021.
وتأتي خطوتها هذه مع هبوط في قيمة العملة الرقمية، حيث تراجعت بأكثر من 50 في المائة هذا العام.
وقالت شركة تيسلا إنها اشترت عملات تقليدية بمبلغ الـ 936 مليون دولار الذي جنته من مبيعات البتكوين.
وكان رئيس إدارة شركة تيسلا إيلون ماسك من بين أبرز المناصرين للعملة الرقمية المشفرة، حيث كانت تؤدي تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي عادة إلى نشاط كبير في تداول العملة.
وأدى استثمار تيسلا في البتكوين، الذي كشف النقاب عنه في 2021، إلى زيادة في الطلب على العملة. وارتفع سعر العملة الرقمية المشهورة بتقلباتها العام الماضي ليصل إلى قرابة 70 ألف دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني قبل أن ينهار.
والآن يتم تداول عملة البتكوين بسعر يقل عن 25,000 دولار.
وكانت شركة تيسلا قد توقفت العام الماضي عن قبول البتكوين في دفع أثمان سياراتها، مستشهدة بالمخاوف حول التأثير المناخي لعمليات التعدين الخاصة بالبتكوين المستهلكة للطاقة بكثافة.
وقال ماسك، حينها، على وسائل التواصل الاجتماعي إن الشركة لن تبيع عملات البتكوين التي تملكها.
وكشفت تيسلا عن مبيعات الأصول التي تملكها من العملة الرقمية في إطار تحديثها الربع سنوي المنتظم. وقالت إن البتكوين كانت أحد العوامل التي أثرت سلباً على أرباح الشركة.
ومع ذلك، فإن الشركة كشفت عن أرباح أعلى من المتوقع خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو/ حزيران حيث أن الارتفاع في سعر سياراتها الأكثر مبيعاً ساعد في تعويض التحديات التي واجهتها، ومن بينها عمليات الإغلاق في الصين بسبب كوفيد- 19.
ووعدت أيضاً بنتائج "محطمة للرقم القياسي للنصف الثاني" من العام.
وقالت تيسلا إن انتاج مصنعها في الصين ارتفع إلى رقم قياسي شهري مع رفع القيود المتعلقة بكوفيد-19.
وقال ماسك إن الإنتاج ارتفع أيضاً في المصانع الجديدة للشركة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة.
وكان قد وصف المصنعين في برلين وأوستن بولاية تيكساس الأمريكية بأنهما "أفران عملاقة للأموال".
يُذكر أن أسهم شركة تيسلا انخفضت هذا العام بنسبة تقارب 40 في المائة.
وعد آخر من ماسك لم يف به
يقول جيمس كلايتون، مراسل شؤون التكنولوجيا في أمريكا الشمالية، في بي بي سي إن إيلون ماسك لجأ العام الماضي إلى منصة التواصل الاجتماعي تويتر ليحدد موقف شركة تيسلا من عملة البتكوين.
وقال: "تيسلا لن تبيع أي من عملات البتكوين الرقمية التي تملكها". وبدا هذا الكلام وكأنه موقف حازم.
إلا أن التصريحات الصادرة من فم أغني رجل في العالم يجب أن لا تُؤخذ على عواهنها.
فنحن نعلم الآن أنه بعد مرور عام واحد على تلك التغريدة على تويتر، باعت تيسلا معظم ما تملكه من عملات البتكوين.
هل تلحظون نمطاً هنا ربما؟
فسواء كان الوعد بتقنية لا تحتاج إلى سائق أو شراء شركات لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن تصريحات ماسك لا تتحقق دائماً.
ولا يبدو أن هذا الأمر قد ألحق الضرر بعمله، حتى الآن. لكن هذا يُعتبر فرصة تذكير أخرى بأن كلماته، التي يمكنها أن تحرك أسواقاً، ليست محفورة في الصخر.
وتعتبر هذه الخطوة خبراً سيئاً بالنسبة للبتكوين وللعملات الرقمية المشفرة بوجه عام. فماسك يعتبر من المناصرين للعملات الرقمية، وساعد في رفع قيمة عملات مثل البتكوين ودوجكوين.
وقال ماسك إن هذه الخطوة ليست موقفاً من بتكوين وإنما تتعلق أكثر بالحاجة إلى السيولة النقدية.
لكنه وصف العملة الرقمية المشفرة بأنها "عرض جانبي لعرض جانبي". وهذا وصف لا يُعد تأييداً مدوياً للعملة
.