وسام الصباغ
إداري سابق
- المشاركات
- 7,082
- الإقامة
- دبي
العلاقة بين أسعار النفط واسعار العملات وخصوصا الدولار الامريكى شائكة للغاية. ففي الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض الدولار إلى
رفع أسعار النفط، يسهم ارتفاع أسعار النفط في خفض الدولار بسبب ارتفاع فاتورة واردات النفط الأمريكية وزيادة العجز في ميزان
المدفوعات. فك العلاقة بين الدولار وأسعار النفط يتطلب حلين جذريين بعيدين عن الواقع أحدهما تسعير النفط بغير الدولار. إن لم يكن
هذا ممكنا فإن انخفاض اعتماد الولايات المتحدة على النفط سيخفف من هذه العلاقة بشكل ملحوظ
علاقة سعر الدولار بالنفط
حتى نفهم طبيعة العلاقة بين اسعار العملات و بالأخص اسعار الدولار و سعر البترول قد يكون من المفيد تذكر هذه الحقائق:
النفط يتم تسعيره و بيعه و شراؤه بالدولار الأمريكي. كل البترول في العالم الآن يتم تسعيره بالدولار الأمريكي رغم أن بعض الدول تشترط أن تسلم العائدات باليورو. تسلم العائدات باليورو ليس معناه أبدا تسعير النفط باليورو، ولايوجد بترول في العالم الآن يسعر باليورو. أغلب البلدان تسلم عائدات البترول بالدولار الأمريكي. شركات البترول العالمية تستثمر في دول متنوعة، و هذا يعني أن التكاليف تكون بالدولار الأمريكي أو بعملات أخرى، في الوقت الذي تبيع فيه نفطها في الأسواق الدولية بالدولار الأمريكي. من أسباب انخفاض سعر العملة الأمريكية هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. و ذلك معناه أن زيادة الفرق بين الصادرات و الواردات يؤدي الى تخفيض الدولار الأمريكي.
ما هو تأثير انخفاض سعر صرف الدولار على النفط على المدى القصير؟
تأثير انخفاض سعر صرف الدولار على البعد القريب يختلف عن أثر خفضه على المدى البعيد اختلافاً جذرياً، ولكن كلا منهما ينتج عنه ارتفاع سعر البترول. فانخفاض قيمة العملة الأمريكية على المدى القصير يؤدي الى زيادة المضاربات في بورصات البترول الآجلة، و يرفع الطلب على البترول الأمر الذي يرفع أسعاره، و يزيد عجز ميزان المدفوعات الأمريكي، و الذي يؤدي بالتالي إلى تخفيض سعر الدولار الأمريكي، وهكذا .
و ترجع المضاربات في النفط في هذه الحالة إلى أسباب عديدة أهمها أن خفض سعر العملة الأمريكية يجعل السلع المقيّمة بالدولار الأمريكي أقل كلفة، بمعنى أن عائدها يصير أفضل من غيرها. و منها كذلك أن خفض سعر الدولار الأمريكي يتبعه انخفاض في سعر الفائدة، مما يجعل الوسائل التي تتأثر بسعر الفائدة أقل جاذبية للمستثمرين. و قد أسهمت أسباب أخرى في الشهور الأخيرة الى زيادة المضاربات في أسواق النفط منها أزمة الرهن العقاري التي جعلت المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في العقارات و قطاع المصارف الممول للسوق العقاري.
ما هو تأثير انخفاض سعر الدولار الأمريكي على المدى الطويل؟
طالما أن النفط يتم تسعيره بالدولار الأمريكي، و بناء على الحقائق المذكورة أعلاه، فإن خفض سعر الدولار الأمريكي يسبب خفض الطاقة الإنتاجية و زيادة الطلب على البترول. انخفاض الإنتاج و زيادة الطلب يؤديان إلى ازدياد أسعار النفط.
على سبيل المثال خفض سعر صرف الدولار يخفض القيمة الشرائية لصادرات النفط، امما يؤدي الى خفض الاستثمارات في مجالات الاكتشاف و البحث ، و من ثم خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان سعر الدولار عاليا.
ينتج عن انخفاض الدولار الأمريكي زيادة الطلب على البترول في البلدان التي ترتفع اسعار عملاتها أمام الدولار الأمريكي لأن النفط يكون أرخص في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال، إذا كان سعر الدولار الأمريكي يعادل اليورو، وكان سعر النفط 100 دولار أمريكي في أوروبا، فإن سعر النفط يساوي 100 يورو أيضاً. فإذا انخفض سعر صرف الدولار وأصبح اليورو يعادل 2 دولار و بقي سعر البترول على حاله، فإن سعر النفط سيصير 50 يورو فقط. من وجهة نظر الدول المتعاملة باليورو قلت أسعار البترول بمقدار النصف بسبب انخفاض سعر صرف العملة الأمريكية.
أما في أمريكا فإن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي ساعد ، اضافة الى عوامل أخرى، في ازدياد الطلب على البترول. فقد نتج عن انخفاض الدولار الأمريكي زيادة كلفة الاجازات في أوروبا، الأمر الذي اضطر آلاف العائلات الأمريكية على قضاء الإجازات في أمريكا حيث سافروا بسياراتهم العائلية المشهورة باستهلاكها الكبير للبنزين، الأمر الذي أسهم في ازدياد الطلب عليه.
بناء على ماسبق فإنه يمكن القول إن السياسات الأمريكية المالية الداعمة دولار ضعيف أسهمت، ومازالت و ستظل في رفع أسعار النفط. وإذا قرر أحد أن يلوم أمريكا على سياساتها فإن هذا الأمر يعني أن ضعف الدولار هو صفة "قوة" وليس صفة ضعف
الخلاصة
هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار وأسعار النفط ولا يمكن فصل هذه العلاقة لأن الحلول المتمثلة في تسعير النفط بغير الدولار أو
تخفيض اعتماد الولايات المتحدة على النفط غير ممكنة حالياً. على المدى القصير، يسهم انخفاض الدولار في تشجيع المضاربين على
دخول أسواق النفط، والذي يسهم بدوره في زيادة أسعار النفط وزيادة ذبذبتها. على المدى الطويل يسهم انخفاض الدولار في تخفيض
نمو الإنتاج بينما يسهم في زيادة النمو في الطلب على النفط، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع أسعار النفط. هذا الارتفاع لا يعني بالضرورة
أن يكون نافعاً للدول المنتجة لأن العبرة بما يمكن أن تشتريه عوائد النفط، وليس بسعر البرميل.
رفع أسعار النفط، يسهم ارتفاع أسعار النفط في خفض الدولار بسبب ارتفاع فاتورة واردات النفط الأمريكية وزيادة العجز في ميزان
المدفوعات. فك العلاقة بين الدولار وأسعار النفط يتطلب حلين جذريين بعيدين عن الواقع أحدهما تسعير النفط بغير الدولار. إن لم يكن
هذا ممكنا فإن انخفاض اعتماد الولايات المتحدة على النفط سيخفف من هذه العلاقة بشكل ملحوظ
علاقة سعر الدولار بالنفط
حتى نفهم طبيعة العلاقة بين اسعار العملات و بالأخص اسعار الدولار و سعر البترول قد يكون من المفيد تذكر هذه الحقائق:
النفط يتم تسعيره و بيعه و شراؤه بالدولار الأمريكي. كل البترول في العالم الآن يتم تسعيره بالدولار الأمريكي رغم أن بعض الدول تشترط أن تسلم العائدات باليورو. تسلم العائدات باليورو ليس معناه أبدا تسعير النفط باليورو، ولايوجد بترول في العالم الآن يسعر باليورو. أغلب البلدان تسلم عائدات البترول بالدولار الأمريكي. شركات البترول العالمية تستثمر في دول متنوعة، و هذا يعني أن التكاليف تكون بالدولار الأمريكي أو بعملات أخرى، في الوقت الذي تبيع فيه نفطها في الأسواق الدولية بالدولار الأمريكي. من أسباب انخفاض سعر العملة الأمريكية هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. و ذلك معناه أن زيادة الفرق بين الصادرات و الواردات يؤدي الى تخفيض الدولار الأمريكي.
ما هو تأثير انخفاض سعر صرف الدولار على النفط على المدى القصير؟
تأثير انخفاض سعر صرف الدولار على البعد القريب يختلف عن أثر خفضه على المدى البعيد اختلافاً جذرياً، ولكن كلا منهما ينتج عنه ارتفاع سعر البترول. فانخفاض قيمة العملة الأمريكية على المدى القصير يؤدي الى زيادة المضاربات في بورصات البترول الآجلة، و يرفع الطلب على البترول الأمر الذي يرفع أسعاره، و يزيد عجز ميزان المدفوعات الأمريكي، و الذي يؤدي بالتالي إلى تخفيض سعر الدولار الأمريكي، وهكذا .
و ترجع المضاربات في النفط في هذه الحالة إلى أسباب عديدة أهمها أن خفض سعر العملة الأمريكية يجعل السلع المقيّمة بالدولار الأمريكي أقل كلفة، بمعنى أن عائدها يصير أفضل من غيرها. و منها كذلك أن خفض سعر الدولار الأمريكي يتبعه انخفاض في سعر الفائدة، مما يجعل الوسائل التي تتأثر بسعر الفائدة أقل جاذبية للمستثمرين. و قد أسهمت أسباب أخرى في الشهور الأخيرة الى زيادة المضاربات في أسواق النفط منها أزمة الرهن العقاري التي جعلت المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في العقارات و قطاع المصارف الممول للسوق العقاري.
ما هو تأثير انخفاض سعر الدولار الأمريكي على المدى الطويل؟
طالما أن النفط يتم تسعيره بالدولار الأمريكي، و بناء على الحقائق المذكورة أعلاه، فإن خفض سعر الدولار الأمريكي يسبب خفض الطاقة الإنتاجية و زيادة الطلب على البترول. انخفاض الإنتاج و زيادة الطلب يؤديان إلى ازدياد أسعار النفط.
على سبيل المثال خفض سعر صرف الدولار يخفض القيمة الشرائية لصادرات النفط، امما يؤدي الى خفض الاستثمارات في مجالات الاكتشاف و البحث ، و من ثم خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان سعر الدولار عاليا.
ينتج عن انخفاض الدولار الأمريكي زيادة الطلب على البترول في البلدان التي ترتفع اسعار عملاتها أمام الدولار الأمريكي لأن النفط يكون أرخص في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال، إذا كان سعر الدولار الأمريكي يعادل اليورو، وكان سعر النفط 100 دولار أمريكي في أوروبا، فإن سعر النفط يساوي 100 يورو أيضاً. فإذا انخفض سعر صرف الدولار وأصبح اليورو يعادل 2 دولار و بقي سعر البترول على حاله، فإن سعر النفط سيصير 50 يورو فقط. من وجهة نظر الدول المتعاملة باليورو قلت أسعار البترول بمقدار النصف بسبب انخفاض سعر صرف العملة الأمريكية.
أما في أمريكا فإن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي ساعد ، اضافة الى عوامل أخرى، في ازدياد الطلب على البترول. فقد نتج عن انخفاض الدولار الأمريكي زيادة كلفة الاجازات في أوروبا، الأمر الذي اضطر آلاف العائلات الأمريكية على قضاء الإجازات في أمريكا حيث سافروا بسياراتهم العائلية المشهورة باستهلاكها الكبير للبنزين، الأمر الذي أسهم في ازدياد الطلب عليه.
بناء على ماسبق فإنه يمكن القول إن السياسات الأمريكية المالية الداعمة دولار ضعيف أسهمت، ومازالت و ستظل في رفع أسعار النفط. وإذا قرر أحد أن يلوم أمريكا على سياساتها فإن هذا الأمر يعني أن ضعف الدولار هو صفة "قوة" وليس صفة ضعف
الخلاصة
هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار وأسعار النفط ولا يمكن فصل هذه العلاقة لأن الحلول المتمثلة في تسعير النفط بغير الدولار أو
تخفيض اعتماد الولايات المتحدة على النفط غير ممكنة حالياً. على المدى القصير، يسهم انخفاض الدولار في تشجيع المضاربين على
دخول أسواق النفط، والذي يسهم بدوره في زيادة أسعار النفط وزيادة ذبذبتها. على المدى الطويل يسهم انخفاض الدولار في تخفيض
نمو الإنتاج بينما يسهم في زيادة النمو في الطلب على النفط، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع أسعار النفط. هذا الارتفاع لا يعني بالضرورة
أن يكون نافعاً للدول المنتجة لأن العبرة بما يمكن أن تشتريه عوائد النفط، وليس بسعر البرميل.