د.مهند جاسم
عضو جديد
- المشاركات
- 20
- الإقامة
- العراق
#ألقُوَةُ_ألنَاعِمَةُ ... بَيْنَ التَخَوفِ الأمَيركي والرَجَاءِ الرُوسِي :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
هُنَا لابدَ لنَا مِن إلماعةٍ مهمةٍ جداً حولَ أغلبِ الكتاباتِ الأميركيةِ الكاشفةِ عن سيطرتِهَا وعولمةِ أفكارِهَا, طبعاً أقصدُ في المقامِ مَا يرجعُ الى الدراساتِ المُستفيضةِ والمطروحةِ على شكلِ كتبٍ, كَمَا في حالِ كتابِ القوةِ الناعمةِ لجوزيف سي ناي, والذي نشرهُ أولَ مرةٍ في عامِ 2004, أي بعدَ إحتلالِ العراقِ بقرابةِ السنةِ ...
وبالحقيقةِ يُمكن أن نفهمَ الكثيرَ مِن خلالِ المعرفةِ البسيطةِ لمؤلفِ الكتابِ, الذي شغلَ عدةَ مناصبٍ رفيعةٍ في السياسةِ الأميركيةِ, فقد شغلَ منصبَ مساعدِ وزيرِ الدفاعِ للشؤونِ الأمنيةِ, ورئيسَ لمجلسِ الإستخباراتِ في حكومةِ بل كلينتون, بعدَ أن أسسَ مركزَ الدراساتِ الليبراليةِ الجديدةِ في العلاقاتِ الدوليةِ ...
وبملاحظةِ فصولِ كتابهِ الخمسِ, وتقريرهِ لحوادثٍ متباينةٍ مِن حيثُ الزمانِ, بل أنَّ بعضَهَا يبتعدُ زمنياً عن الأخرى بأكثرِ من ثلاثينَ سنةٍ تقريباً, فقدمَ في كتابهِ عدةَ أمثلةٍ مِنهَا ما يرتبطُ بتأثرِ الطبقةِ النخبويةِ السوفيتةِ بالثقافةِ الأميركيةِ عندمَا زاروا الولاياتِ المتحدةَ عندمَا كانَ قائماً آنذاكَ, بل يبالغُ في سردِ الحوادثِ التي ترجعُ أصولُهَا الى القرنِ التاسعِ عشرٍ, حيثُ إستطاعتْ فرنسا أن تنشرَ لغتَهَا وآدابَ الفنِ والحرفةِ الى أوسعِ نطاقٍ !!!
وفي المقابلِ يذكرُ عدةَ أمثلةٍ ربمَا الكثيرُ مَنهَا سطرهَا قبيلَ طباعتهِ المسودةِ بأيامٍ قليلةٍ جداً, كالحربِ على العراقِ عامِ 2003, والحربِ على افغانسانَ والعواملِ المؤثرةِ لمقبوليةِ الإنتماءِ الى التنظيماتِ الأرهابيةِ كالقاعدةِ مثلاً !!!
#ومِن :
خلالِ هذهِ المقدماتِ الموضوعيةِ, نستطيعُ أن نتوصلَ الى نتيجةٍ مرضيةٍ للكثيرِ, حيثُ أنَّ مَا طرحهُ الكاتبُ #جوزيف_سي_ناي, -والبالغُ مِن العمرِ قرابةَ الثلاثِ والثمانينَ عاماً- عبارةً عن نتيجةٍ إستقرائيةٍ لعدةِ حوادثٍ منفصلةِ عن بعضِهَا, بل أنَّ مَا طُرِحَ يُمكن أن يُصطلحُ عليهِ بالدراسةِ التأريخيةِ التحليليةِ !!!
وبالتالي فأنَّ الكثيرَ مِن المصطلحاتِ التي إعتادَ الباحثونَ في الشأنِ السياسي الإقليمي والعالمي إجترارَهَا وتكرارَهَا, مَا هي إلا مصطلحاتٍ مِن الحقبِ التأريخيةِ, ولا تنفعُ السياسيينَ إلا زيادةً في إظهارِ أنفسِهِم بالمنظرِ المطلعِ على خيوطِ اللعبةِ, ولا تنفعُ غيرَهُم إلا أن يُضيفَ مصطلحاً جديداً الى خزينِ مُصطلحاتهِ !!!
#لذا :
فمِن الواجبِ علينَا أن نفهَمَ الكثيرَ مِن الدراساتِ التي تُعدُهَا المراكزُ البحثيةِ العالميةِ, هي عبارةٌ عن دراساتٍ مبنيةٍ على إستقراءِ الحوادثِ الخارجيةِ, وليسَتْ عبارةٌ عن دراساتْ ستراتيجيةٍ مستقبليةٍ, أبداً, فالكثيرُ منهَا ذو طابعٍ إنتزاعي مِن الوقائعِ الخارجيةِ, ولكن هذا لا يعني أن نهملَ قراءَتَهَا والإستفادةَ مِنهَا, دونَ أن تُؤثرَ على كيفيةِ تفكيرنَا وتسيطرَ على إنفعالاتِنَا وردودِ أفعالِنَا ...
أي أنَّ ما يُكتبُ بواسطةِ هذهِ المراكزِ, لايُعدُ دراسةٌ وخارطةُ طريقٍ لمستقبلِ أميركا والعالمِ, بل هو إستكشافٌ لمَا رامتْ أميركَا تحقيقهُ في العالمِ, بعدَ أن حققتهُ طبعاً, وهنَا لا أتكلمُ أبداً بالموجبةِ الجزئيةِ لمَا يتمُ إصدارهُ مِن دراساتٍ, بل أعطي قاعدةً عامةً يُمكن تطبيقُهَا على كلِّ شارداتِ ووارداتِ مَا تنتجهُ هذهِ المراكزُ مِن دراساتٍ وبحوثٍ, فكلُّهَا تُعد إبحاثاً إستقرائيةً بامتيازٍ !!!
#طبعاً :
مَن يملكُ مؤهلاتٍ تُمكنهُ مِن متابعةِ ما يصدرُ مِن دراساتٍ قصيرةٍ, أو يُنشرُ مِن مقالاتٍ على مُستوى الجرائدِ العالميةِ أو الأميركيةِ, فقد أصابَ علماً مِن علومِ السياسةِ بشكلٍ كاملٍ وكبيرٍ وواسعٍ, بل إستطاعَ أن يصيبَ الكثيرَ ممَا سوفَ يحصلُ في الحاضرِ القريبِ أو المستقبلِ البعيدِ, لا لشيءٍ سوى أنَّ أغلبَ مَا يُبحثُ فيهَا يُعَدُ حقاً كاشفاً نوعاً مَا عن ما تَرومُ الولاياتُ المتحدةُ فعلهُ في المستقبلِ, أو يُحتَملُ أن تصبو إليهِ ولو مِن حيثُ التفكيرِ فيهِ, وفي الغالبِ لا تكونُ تلكَ القراءاتُ مبنيةً على الجانبِ الإستقرائي, بل بطريقةَ توقعُ مَا سيحصلُ أو قد يحصلُ !!!
#ومِن_هنَا_أدعو :
مَن يُرِيدُ السيطرةَ على الجانبِ الإعلامي بينَ الطبقاتِ النخبةِ والكُتابِ والمبدعينَ والمثقفينَ عموماً, فليعملْ على إصدارِ جريدةٍ نصفِ شهريةٍ تضاهي تلكَ التي تُنشرُ في الدولِ الغربيةِ مِن جرائدٍ, كجريدةِ واشنطن بوست و نيويورك تايم أو الإندبيندنت, شريطةَ أن يجدَ القارئُ فيهَا ما لا يجدهُ في عالمِ التواصلِ الإجتماعي, ولو أن يكونَ العنصرُ الغالبُ هو مَا لم تطلعُ عليهِ تلكَ المواقعُ, مِن دراساتٍ دينيةٍ وعقائديةٍ وتأريخيةٍ وسياسيةٍ وغيرِهَا ...
ومَن يستطيعُ فعلَ ذلكَ, سأشهدُ لهُ مَا بقيتُ على أنَّهُ أستطاعَ أن يحيي العظامَ وهي رميمٌ لهذهِ الثقافةِ الورقيةِ الغائبةِ والمتواريةِ الى حدِ الإسترارِ مؤخراً, وبالخصوصِ في البلدانِ الشرقِ أوسطيةِ !!!
وعلى ذلكَ فليتنافسْ المتنافسونَ ...
#ومِن :
هنَا نستطيعُ القولَ أن أغلبَ مَا يصطلحهُ أهلُ السياسةِ مِن المحللينَ في الإعلامِ, لتوضيحِ مَا يحصلُ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ليسَ صحيحاً إطلاقاً, بل أنَّ أغلبَ المُطلحاتِ التي يطلعونَ عليهَا هي مصطلحاتٌ قد إنتهتْ الإدارةُ الأميركيةُ مِن تحقيقِ معانيهَا, لأنَّ أغلبَ مَا يُنشرُ هي دراساتٌ إستقرائيةٌ وليستْ مستقبليةٌ على الإطلاقِ, إلا اللهم تلكَ التي تُنشرُ في الكثيرِ مِن الصحفِ التي أشرنَا إليهَا !!!
ومِن هنَا لابدَ لنَا مِن أن نُعيدَ قراءةَ الأحداثِ ونصطلحُ عليهَا مَا يناسبُ زمنِهَا ومكانِهَا الحاليينِ, فالتراجعُ الروسي مثلاً في الشرقِ الأوسطِ, والتقدمُ الأميركي الواضحُ حتى لمَن لايجيدُ قراءةِ السياسةِ, لاتجدهُ واضحاً في الكثيرِ مِن الدراساتِ التي أصدراتهَا المراكزُ البحثيةُ في أغلبِ دولِ العالمِ الأولِ, نعم سوفَ نرى الكثيرَ منهَا في نهاياتِ هذا الإحتدامِ العسكري والأمني, حتى تبقى هذهِ الدراسةُ في خانةِ الدراساتِ التأريخيةِ الإستقرائيةِ, الى جانبِ مَا يصدرُ مِن مذكراتِ بعضِ القادةِ السياسيينَ الميدانيينَ !!!
والسؤالُ الأصعبُ في هذا المشهدِ الشائكِ, هو : لمَاذا سَمَحَتْ روسيا بوجودِ بعضِ الفراغاتِ في الأراضي السوريا, والتي يُمكن أن تَشغلَهَا الإدارةُ الأمريكيةُ بعدَ ذلكَ, أليسَ كانَ مِن الأولى روسياً أن تشغلَ قواتُهُم الأرضيةُ والجويةُ الأراضي السوريةَ كافةً, حتى لا يُفكرُ الساسةُ الأميركانُ دخولهَا دونَ تنسيقٍ مع الجانبِ الروسي ؟؟!!
ومِن العجيبِ أن ينظرَ الروسُ كيفَ تحشدُ الولاياتُ المتحدةُ الجيوشَ تمهيداً لسدِ الفراغِ الروسي في الأراضي السوريةِ, حتى باتَ مَن لا يفقهُ شيئاً في السياسةِ, يتنبأ بدخولِ الأميركانَ والغربَ الأراضي السوريةِ بعدَ سيطرَتِهِم على الأراضي في شمالِ وغربِ العراق !!!
حقاً إنَّهُ سؤالٌ كبيرٌ جداً الى درجةٍ أن نستغربَ هذا الغباءَ الروسيا, وعدمَ حكمتِهَا ودرايَتِهَا سياسياً, أو أنَّ مَا يحصلَ مِن عدمِ ملءِ الفراغِ متعامداً أو ناتجاً مِن قلةِ الحيلةِ وعدمِ القدرةِ, هل هنالكَ سيناريو لم ننتبهْ إليهِ ؟؟؟*
إذن أنَّهَا قضيةٌ مانعةٌ للخلو مطلقاً !!!*
إنَّهُ فراغٌ إما ناتجٌ عن الغباءِ وعدمِ الحكمةِ أو متعمداً وفيهِ حكمةٌ بالغةٌ ولم نهتدي إليهَا بعدُ, أو أخيراً الناتجُ مِن قلةِ الحيلةِ والقدرةِ على السيطرةِ وملءِ الفراغِ ...
فالسيناريو الأولُ (الغباءُ) والثالثُ (قلةُ الحيلةِ) همَا السيناريوانِ المتوقعانِ جداً, بخلافِ الثاني المتناقضِ مع الأولِ والثالثِ, كيف ؟؟؟
إنَّ السببَ الرئيسي الذي دعى الروسُ الى التدخلِ في الأراضي السوريةِ هو طلبِ الحكومةِ الشرعيةِ في سوريا -كما يُصطلحُ عليهِ عندَ تجارِ الدمِ-, ولكنَّ هذا التدخلَ لا يعدو كونهُ تدخلاً سياسياً أكثرَ منهُ تدخلاً عسكرياً, فالروسُ لَم يرغبوا أن يسقطَ عندَهُم جندياً واحداً في الأراضي السوريةِ, لعلمِهِم المُسبقِ أن الحربَ في سوريا حربٌ سياسيةٌ عالميةٌ بامتيازٍ, وليسَتْ حربٌ بينَ رئيسٍ وشعبٍ, فالحكمةُ بالغةٌ جداً أن تُعاملَ النارُ عن بعدٍ, وبالآلةِ السوريةِ دونَ الروسيةِ, فلا حاجةً تبررُ أن ينزلَ الروسُ أرضاً لا يستطيعُ النظامُ السيطرةَ عليهَا بعدَ ذلكَ, فمَا يملكهُ النظامُ السوري لا يعدُ أن يُسيطرُ على أقلِ مِن جزءِ دمشقٍ فقط, والقوى المجتمعةُ في سوريا مِن قوى إقليميةٍ وعالميةٍ, لا تُعدُ إلا قوى قادرةٌ على السيطرةٍ لنصفِ أو ثلثِ سوريا فقط, فهنَا جاءَ خيارُ تركِ باقي الأراضي السوريةِ للسيطرةِ الأميركيةِ مِن قلةِ الحيلةِ والقدرةِ الروسيةِ والسوريةِ على ملءِ الفراغِ !!!
فروسيا إحتاجتْ موطئ قدمٍ فقط وفقط, وليسَ الهدفُ مِن وراءِ وجودِهَا حفاظً على أحدٍ سوى هذهِ المصلحةُ, فكمَا أنَّهَا لَم تدخلْ معتركاً سابقاً في شمالِ أفريقيا, كما في ليبيا وتونس ومصر, ولا في الشرقِ الأوسطِ كمَا في اليمن والعراقِ, لذا فلا يعني لهَا إنهيارُ الرئاسةُ السوريةُ شيئاً على الإطلاقِ, فهي سوفَ تتنازلُ عن هذا الحقِ -المَوهومُ- بمجردِ أن توافقَ أميركا على مَنحِهَا أرضاً ستراتيجيةً لبسطِ نفوذهَا عسكرياً على جنوبِ شرقي أوربا ودولِ بحرِ المتوسطِ, ولو أن يكونَ هذا النفوذُ عبارةً عن تهديدٍ أمني محتملٍ, تتحاشى روسيا خلالهُ شرَ أميركا والغربِ مستقبلاً !!!
وهذا مَا يجعلنَا نعلمُ أن روسيا لَم تُمنَحْ هذا الأمانَ ولن تُعطى هذهِ الأمنيةَ أبداً إلا مِن خلالِ إلتزامِ الأدبِ وحُسنِ الخلقِ باتجاهِ أي قرارٍ أميركي تتخذهُ الرئاسةُ الجديدةُ !!!
ولذا أتوقعُ جداً بعدَ أن ييأسَ الروسُ مِن هذهِ الأمنيةَ, وهي أن تُمنَحَ لَهُم موطئُ قدمٍ في سوريا, وَيُسمحُ لَهُم أن يكونوا شركاءَ شكللينَ فقط وفقط لأميركا, بل ولمرحلةِ مَا بعدَ إنهاءِ تنظيمِ الدولةِ, سوفَ يسمحُ الروسُ ببيعِ الرئيسِ الأسدِ في سوقِ النخاسةِ في الشهرِ المقبلِ, أو في الأيامِ المقبلةِ إن شاءَ اللهُ تعالى ربُ العالمينَ ...
وهذا الشيءُ مِن إلتزامِ الصمتِ الروسي, والتحلي بالأخلاقِ والآدابِ الرفيعةِ أمامَ الرئاسةِ الجديدةِ لأميركا, مَا هو إلا رجاءاً لهذهِ الأمنيةِ الروسيةِ, لكن هيهات هيهات أن تسمحَ الإدارةُ الأميركيةُ بهذا الشيءِ على الإطلاقِ, وفي المقابلِ أنَّ الإدارةَ الأميركيةَ تسعى جاهدةً الى عدمِ إثارةِ الأحاسيسِ الروسيةِ ومخاوفهَا, وتحاولُ أن تتحركَ على أطرافِ أصابعهَا لتقضمْ وتسيطرْ وتستملكْ على مَا يُمكن أن يُقضمَ ويُستملكَ ويُسرقَ مِن الأراضي السوريةِ, لذا وقعَ هذا القضمُ في شمالِ سوريا عموماً وفي مدنِ الحسكةِ والرقةِ وديرِ الزورِ خصوصاً, وهذا ما جعلني أفضلُ إختيارَ عنوانِ المقالِ الموسومِ بِــــ : (#ألقُوَةُ_ألنَاعِمَةُ ... بَيْنَ التَخَوفِ الأمَيركي والرَجَاءِ الرُوسِي) ...
#وإذا :
*تمتْ السيطرةُ الكاملةُ للجانبِ الأميركي على المحافظاتِ السوريةِ الغربيةِ وهي : الرقةُ والحسكةُ ديرُ الزورِ, وكذلكَ تمتْ لهَا السيطرةُ على بعضِ المحافظاتِ العراقيةِ الشرقيةِ وهي : الموصلُ والأنبارُ, عندهَا إستطعنا القولَ بأنَّ الولاياتُ المتحدةُ إستطاعتْ أن تؤسسَ لنفسِهَا أكبرَ قاعدةً في العالمِ بأسرهِ, حيثُ تتمتعُ هذهِ القاعدةُ بمكانٍ ستراتيجي هائلٍ, يؤهلُهَا أن تكونَ عنصراً رئيسياً في كلِّ العالمِ, أكثرَ ممَا هي عليهِ اليومُ ...
أي أنَّ أميركا مَا قبلَ تشييدِ هذهِ المنطقةِ العسكريةِ, ليستْ ذاتُهَا مابعدَ هذهِ المنطقةِ, بل سوفَ تقضي على حلمِ العالمِ الأولِ كروسيا والصينِ مِن السيطرةِ في أي بقعةٍ مِن بقاعِ العالمِ بأسرهِ !!!
ولابأس أن أزيدَ في المسألةِ أكثر ...
بعدَ أن تحكمَ الولاياتُ المتحدةُ سيطرتَهَا على هذهِ المحافظاتِ الخمسِ الكبرى في الشرقِ الأوسطِ, سوفَ لا تسمعونَ بعدَ ذلكَ أي محاولةِ إحتلالٍ لأي بلدٍ في شرقِ العالمِ أو غربهِ من قبلِ باقي القوى العظمى في العالمِ, لأنَّ أيَّ منطقةٍ بعدَ هذهِ المنطقةِ لا تُوهلُ صاحبهَا إلا مزيداً مِن الإضطرابِ, دونَ جدوى عسكريةِ على الإطلاقِ ...
#ولكن :
هل سينتهي طموحُ الولاياتِ المتحدةِ في العالمِ, بحيثُ ستكتفي بهذهِ البقعةِ المباركةِ للسيطرةِ على العالمِ ؟؟؟
*بالتأكيدِ سيكونُ الجوابُ : كلا وكلا وألفُ كلا وكلا !!!
لأنَّ إبقاءَ التوترِ المحيطِ بهذهِ المنطقةِ كشمالِ سوريا وغربِ وشرقِ العراقِ كصلاحِ الدينِ وديالى وجنوبِ الأنبارِ, سيجعلُ هذهِ المنطقةَ كمنطقةِ البهاقِ في وجهِ الأبقعِ, لا تكتفي حتى تتوسعَ أكثرَ أكثرَ !!!
وهنَا بعدَ أن إنتهينَا مِن حقبةِ (الدولةُ الإسلاميةُ باقيةٌ وتتمددُ) الى حقبيةِ (السيطرةُ الأميركيةُ باقيةٌ وتتمددُ), وهنا لابدَ أن أسجلَ شكري وإمتناني الكبيرينِ نيابةً عن الساسةِ الأميركانِ والصهاينةِ المسيطرينَ في العالمِ وراسمي ستراتيجياتهِ,
وأقول :
شكراً الى الجانبِ الإيراني والحكومةِ الإيرانيةِ التي حققتْ هذهِ الأمنيةُ الصهيونيةُ عبرَ التأريخِ, وهي أن تُشكلُ دولةً مابينَ نهري الفراتِ والنيلِ, وهذهِ الدولةُ باقيةً وتتمددُ !!!
وشكراً الى الفتوى التي أطلقتهَا مرجعيةُ السيستاني -وهو خليطٌ لنفسِ المشروعِ- لتحافظْ على مابقي مِن الأراضي العراقيةِ مِن تنظيمِ الدولةِ -داعش- لتهديهُ الى التظيمِ الأميركي الصهيوني العالمي !!!
وشكراً الى سياسيي السنةِ والشيعةِ على حدٍ سواءٍ, والتي سوفَ لا يرونَ مِن هذهِ المنطقةِ والدولةِ إلا الويلَ والثبورَ والقتلَ والدمارَ, بعدَ أن تقطعتْ بهِم السبلِ للطيرانِ الى الغربِ وأميركا, فلا مجالَ إلا مِن حسابِ ساعاتِهِم وأيامِهِم لإنهاءِ حياتِهِم ووجودِهِم, ونهبِ كلَّ مَا حرصوا على سرقتهِ ونهبهِ والحفاظِ عليهِ !!!
وشكراً للهِ تعالى الذي لا إلهَ إلا هو وحدهُ وحدهُ, صدقَ وعدهُ,ونصرَ عبدهُ, وأعزَ جندهُ, وهزمَ الأحزابَ وحدهُ لا شريكَ لهُ, لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ, وهو على كلِّ شيءٍ قديرِ ...
قالَ تعالى مجدهُ : {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة 251 ...
والحمدُ للهِ ربِ العالمينِ ...
ولا تنسوني في الدعاءِ ...
خارج النص :
................. لا تنسوا الاعجاب بصفحتنا المرفق رابطها ادناه، *وكذلك العمل على طلب الاعجاب فيها من قبل الاخوة المثقفين والمهتمين بشؤون السياسية والعلمية :
https://www.facebook.com/Dr.muhanad.j.alhuseini/
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
هُنَا لابدَ لنَا مِن إلماعةٍ مهمةٍ جداً حولَ أغلبِ الكتاباتِ الأميركيةِ الكاشفةِ عن سيطرتِهَا وعولمةِ أفكارِهَا, طبعاً أقصدُ في المقامِ مَا يرجعُ الى الدراساتِ المُستفيضةِ والمطروحةِ على شكلِ كتبٍ, كَمَا في حالِ كتابِ القوةِ الناعمةِ لجوزيف سي ناي, والذي نشرهُ أولَ مرةٍ في عامِ 2004, أي بعدَ إحتلالِ العراقِ بقرابةِ السنةِ ...
وبالحقيقةِ يُمكن أن نفهمَ الكثيرَ مِن خلالِ المعرفةِ البسيطةِ لمؤلفِ الكتابِ, الذي شغلَ عدةَ مناصبٍ رفيعةٍ في السياسةِ الأميركيةِ, فقد شغلَ منصبَ مساعدِ وزيرِ الدفاعِ للشؤونِ الأمنيةِ, ورئيسَ لمجلسِ الإستخباراتِ في حكومةِ بل كلينتون, بعدَ أن أسسَ مركزَ الدراساتِ الليبراليةِ الجديدةِ في العلاقاتِ الدوليةِ ...
وبملاحظةِ فصولِ كتابهِ الخمسِ, وتقريرهِ لحوادثٍ متباينةٍ مِن حيثُ الزمانِ, بل أنَّ بعضَهَا يبتعدُ زمنياً عن الأخرى بأكثرِ من ثلاثينَ سنةٍ تقريباً, فقدمَ في كتابهِ عدةَ أمثلةٍ مِنهَا ما يرتبطُ بتأثرِ الطبقةِ النخبويةِ السوفيتةِ بالثقافةِ الأميركيةِ عندمَا زاروا الولاياتِ المتحدةَ عندمَا كانَ قائماً آنذاكَ, بل يبالغُ في سردِ الحوادثِ التي ترجعُ أصولُهَا الى القرنِ التاسعِ عشرٍ, حيثُ إستطاعتْ فرنسا أن تنشرَ لغتَهَا وآدابَ الفنِ والحرفةِ الى أوسعِ نطاقٍ !!!
وفي المقابلِ يذكرُ عدةَ أمثلةٍ ربمَا الكثيرُ مَنهَا سطرهَا قبيلَ طباعتهِ المسودةِ بأيامٍ قليلةٍ جداً, كالحربِ على العراقِ عامِ 2003, والحربِ على افغانسانَ والعواملِ المؤثرةِ لمقبوليةِ الإنتماءِ الى التنظيماتِ الأرهابيةِ كالقاعدةِ مثلاً !!!
#ومِن :
خلالِ هذهِ المقدماتِ الموضوعيةِ, نستطيعُ أن نتوصلَ الى نتيجةٍ مرضيةٍ للكثيرِ, حيثُ أنَّ مَا طرحهُ الكاتبُ #جوزيف_سي_ناي, -والبالغُ مِن العمرِ قرابةَ الثلاثِ والثمانينَ عاماً- عبارةً عن نتيجةٍ إستقرائيةٍ لعدةِ حوادثٍ منفصلةِ عن بعضِهَا, بل أنَّ مَا طُرِحَ يُمكن أن يُصطلحُ عليهِ بالدراسةِ التأريخيةِ التحليليةِ !!!
وبالتالي فأنَّ الكثيرَ مِن المصطلحاتِ التي إعتادَ الباحثونَ في الشأنِ السياسي الإقليمي والعالمي إجترارَهَا وتكرارَهَا, مَا هي إلا مصطلحاتٍ مِن الحقبِ التأريخيةِ, ولا تنفعُ السياسيينَ إلا زيادةً في إظهارِ أنفسِهِم بالمنظرِ المطلعِ على خيوطِ اللعبةِ, ولا تنفعُ غيرَهُم إلا أن يُضيفَ مصطلحاً جديداً الى خزينِ مُصطلحاتهِ !!!
#لذا :
فمِن الواجبِ علينَا أن نفهَمَ الكثيرَ مِن الدراساتِ التي تُعدُهَا المراكزُ البحثيةِ العالميةِ, هي عبارةٌ عن دراساتٍ مبنيةٍ على إستقراءِ الحوادثِ الخارجيةِ, وليسَتْ عبارةٌ عن دراساتْ ستراتيجيةٍ مستقبليةٍ, أبداً, فالكثيرُ منهَا ذو طابعٍ إنتزاعي مِن الوقائعِ الخارجيةِ, ولكن هذا لا يعني أن نهملَ قراءَتَهَا والإستفادةَ مِنهَا, دونَ أن تُؤثرَ على كيفيةِ تفكيرنَا وتسيطرَ على إنفعالاتِنَا وردودِ أفعالِنَا ...
أي أنَّ ما يُكتبُ بواسطةِ هذهِ المراكزِ, لايُعدُ دراسةٌ وخارطةُ طريقٍ لمستقبلِ أميركا والعالمِ, بل هو إستكشافٌ لمَا رامتْ أميركَا تحقيقهُ في العالمِ, بعدَ أن حققتهُ طبعاً, وهنَا لا أتكلمُ أبداً بالموجبةِ الجزئيةِ لمَا يتمُ إصدارهُ مِن دراساتٍ, بل أعطي قاعدةً عامةً يُمكن تطبيقُهَا على كلِّ شارداتِ ووارداتِ مَا تنتجهُ هذهِ المراكزُ مِن دراساتٍ وبحوثٍ, فكلُّهَا تُعد إبحاثاً إستقرائيةً بامتيازٍ !!!
#طبعاً :
مَن يملكُ مؤهلاتٍ تُمكنهُ مِن متابعةِ ما يصدرُ مِن دراساتٍ قصيرةٍ, أو يُنشرُ مِن مقالاتٍ على مُستوى الجرائدِ العالميةِ أو الأميركيةِ, فقد أصابَ علماً مِن علومِ السياسةِ بشكلٍ كاملٍ وكبيرٍ وواسعٍ, بل إستطاعَ أن يصيبَ الكثيرَ ممَا سوفَ يحصلُ في الحاضرِ القريبِ أو المستقبلِ البعيدِ, لا لشيءٍ سوى أنَّ أغلبَ مَا يُبحثُ فيهَا يُعَدُ حقاً كاشفاً نوعاً مَا عن ما تَرومُ الولاياتُ المتحدةُ فعلهُ في المستقبلِ, أو يُحتَملُ أن تصبو إليهِ ولو مِن حيثُ التفكيرِ فيهِ, وفي الغالبِ لا تكونُ تلكَ القراءاتُ مبنيةً على الجانبِ الإستقرائي, بل بطريقةَ توقعُ مَا سيحصلُ أو قد يحصلُ !!!
#ومِن_هنَا_أدعو :
مَن يُرِيدُ السيطرةَ على الجانبِ الإعلامي بينَ الطبقاتِ النخبةِ والكُتابِ والمبدعينَ والمثقفينَ عموماً, فليعملْ على إصدارِ جريدةٍ نصفِ شهريةٍ تضاهي تلكَ التي تُنشرُ في الدولِ الغربيةِ مِن جرائدٍ, كجريدةِ واشنطن بوست و نيويورك تايم أو الإندبيندنت, شريطةَ أن يجدَ القارئُ فيهَا ما لا يجدهُ في عالمِ التواصلِ الإجتماعي, ولو أن يكونَ العنصرُ الغالبُ هو مَا لم تطلعُ عليهِ تلكَ المواقعُ, مِن دراساتٍ دينيةٍ وعقائديةٍ وتأريخيةٍ وسياسيةٍ وغيرِهَا ...
ومَن يستطيعُ فعلَ ذلكَ, سأشهدُ لهُ مَا بقيتُ على أنَّهُ أستطاعَ أن يحيي العظامَ وهي رميمٌ لهذهِ الثقافةِ الورقيةِ الغائبةِ والمتواريةِ الى حدِ الإسترارِ مؤخراً, وبالخصوصِ في البلدانِ الشرقِ أوسطيةِ !!!
وعلى ذلكَ فليتنافسْ المتنافسونَ ...
#ومِن :
هنَا نستطيعُ القولَ أن أغلبَ مَا يصطلحهُ أهلُ السياسةِ مِن المحللينَ في الإعلامِ, لتوضيحِ مَا يحصلُ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ليسَ صحيحاً إطلاقاً, بل أنَّ أغلبَ المُطلحاتِ التي يطلعونَ عليهَا هي مصطلحاتٌ قد إنتهتْ الإدارةُ الأميركيةُ مِن تحقيقِ معانيهَا, لأنَّ أغلبَ مَا يُنشرُ هي دراساتٌ إستقرائيةٌ وليستْ مستقبليةٌ على الإطلاقِ, إلا اللهم تلكَ التي تُنشرُ في الكثيرِ مِن الصحفِ التي أشرنَا إليهَا !!!
ومِن هنَا لابدَ لنَا مِن أن نُعيدَ قراءةَ الأحداثِ ونصطلحُ عليهَا مَا يناسبُ زمنِهَا ومكانِهَا الحاليينِ, فالتراجعُ الروسي مثلاً في الشرقِ الأوسطِ, والتقدمُ الأميركي الواضحُ حتى لمَن لايجيدُ قراءةِ السياسةِ, لاتجدهُ واضحاً في الكثيرِ مِن الدراساتِ التي أصدراتهَا المراكزُ البحثيةُ في أغلبِ دولِ العالمِ الأولِ, نعم سوفَ نرى الكثيرَ منهَا في نهاياتِ هذا الإحتدامِ العسكري والأمني, حتى تبقى هذهِ الدراسةُ في خانةِ الدراساتِ التأريخيةِ الإستقرائيةِ, الى جانبِ مَا يصدرُ مِن مذكراتِ بعضِ القادةِ السياسيينَ الميدانيينَ !!!
والسؤالُ الأصعبُ في هذا المشهدِ الشائكِ, هو : لمَاذا سَمَحَتْ روسيا بوجودِ بعضِ الفراغاتِ في الأراضي السوريا, والتي يُمكن أن تَشغلَهَا الإدارةُ الأمريكيةُ بعدَ ذلكَ, أليسَ كانَ مِن الأولى روسياً أن تشغلَ قواتُهُم الأرضيةُ والجويةُ الأراضي السوريةَ كافةً, حتى لا يُفكرُ الساسةُ الأميركانُ دخولهَا دونَ تنسيقٍ مع الجانبِ الروسي ؟؟!!
ومِن العجيبِ أن ينظرَ الروسُ كيفَ تحشدُ الولاياتُ المتحدةُ الجيوشَ تمهيداً لسدِ الفراغِ الروسي في الأراضي السوريةِ, حتى باتَ مَن لا يفقهُ شيئاً في السياسةِ, يتنبأ بدخولِ الأميركانَ والغربَ الأراضي السوريةِ بعدَ سيطرَتِهِم على الأراضي في شمالِ وغربِ العراق !!!
حقاً إنَّهُ سؤالٌ كبيرٌ جداً الى درجةٍ أن نستغربَ هذا الغباءَ الروسيا, وعدمَ حكمتِهَا ودرايَتِهَا سياسياً, أو أنَّ مَا يحصلَ مِن عدمِ ملءِ الفراغِ متعامداً أو ناتجاً مِن قلةِ الحيلةِ وعدمِ القدرةِ, هل هنالكَ سيناريو لم ننتبهْ إليهِ ؟؟؟*
إذن أنَّهَا قضيةٌ مانعةٌ للخلو مطلقاً !!!*
إنَّهُ فراغٌ إما ناتجٌ عن الغباءِ وعدمِ الحكمةِ أو متعمداً وفيهِ حكمةٌ بالغةٌ ولم نهتدي إليهَا بعدُ, أو أخيراً الناتجُ مِن قلةِ الحيلةِ والقدرةِ على السيطرةِ وملءِ الفراغِ ...
فالسيناريو الأولُ (الغباءُ) والثالثُ (قلةُ الحيلةِ) همَا السيناريوانِ المتوقعانِ جداً, بخلافِ الثاني المتناقضِ مع الأولِ والثالثِ, كيف ؟؟؟
إنَّ السببَ الرئيسي الذي دعى الروسُ الى التدخلِ في الأراضي السوريةِ هو طلبِ الحكومةِ الشرعيةِ في سوريا -كما يُصطلحُ عليهِ عندَ تجارِ الدمِ-, ولكنَّ هذا التدخلَ لا يعدو كونهُ تدخلاً سياسياً أكثرَ منهُ تدخلاً عسكرياً, فالروسُ لَم يرغبوا أن يسقطَ عندَهُم جندياً واحداً في الأراضي السوريةِ, لعلمِهِم المُسبقِ أن الحربَ في سوريا حربٌ سياسيةٌ عالميةٌ بامتيازٍ, وليسَتْ حربٌ بينَ رئيسٍ وشعبٍ, فالحكمةُ بالغةٌ جداً أن تُعاملَ النارُ عن بعدٍ, وبالآلةِ السوريةِ دونَ الروسيةِ, فلا حاجةً تبررُ أن ينزلَ الروسُ أرضاً لا يستطيعُ النظامُ السيطرةَ عليهَا بعدَ ذلكَ, فمَا يملكهُ النظامُ السوري لا يعدُ أن يُسيطرُ على أقلِ مِن جزءِ دمشقٍ فقط, والقوى المجتمعةُ في سوريا مِن قوى إقليميةٍ وعالميةٍ, لا تُعدُ إلا قوى قادرةٌ على السيطرةٍ لنصفِ أو ثلثِ سوريا فقط, فهنَا جاءَ خيارُ تركِ باقي الأراضي السوريةِ للسيطرةِ الأميركيةِ مِن قلةِ الحيلةِ والقدرةِ الروسيةِ والسوريةِ على ملءِ الفراغِ !!!
فروسيا إحتاجتْ موطئ قدمٍ فقط وفقط, وليسَ الهدفُ مِن وراءِ وجودِهَا حفاظً على أحدٍ سوى هذهِ المصلحةُ, فكمَا أنَّهَا لَم تدخلْ معتركاً سابقاً في شمالِ أفريقيا, كما في ليبيا وتونس ومصر, ولا في الشرقِ الأوسطِ كمَا في اليمن والعراقِ, لذا فلا يعني لهَا إنهيارُ الرئاسةُ السوريةُ شيئاً على الإطلاقِ, فهي سوفَ تتنازلُ عن هذا الحقِ -المَوهومُ- بمجردِ أن توافقَ أميركا على مَنحِهَا أرضاً ستراتيجيةً لبسطِ نفوذهَا عسكرياً على جنوبِ شرقي أوربا ودولِ بحرِ المتوسطِ, ولو أن يكونَ هذا النفوذُ عبارةً عن تهديدٍ أمني محتملٍ, تتحاشى روسيا خلالهُ شرَ أميركا والغربِ مستقبلاً !!!
وهذا مَا يجعلنَا نعلمُ أن روسيا لَم تُمنَحْ هذا الأمانَ ولن تُعطى هذهِ الأمنيةَ أبداً إلا مِن خلالِ إلتزامِ الأدبِ وحُسنِ الخلقِ باتجاهِ أي قرارٍ أميركي تتخذهُ الرئاسةُ الجديدةُ !!!
ولذا أتوقعُ جداً بعدَ أن ييأسَ الروسُ مِن هذهِ الأمنيةَ, وهي أن تُمنَحَ لَهُم موطئُ قدمٍ في سوريا, وَيُسمحُ لَهُم أن يكونوا شركاءَ شكللينَ فقط وفقط لأميركا, بل ولمرحلةِ مَا بعدَ إنهاءِ تنظيمِ الدولةِ, سوفَ يسمحُ الروسُ ببيعِ الرئيسِ الأسدِ في سوقِ النخاسةِ في الشهرِ المقبلِ, أو في الأيامِ المقبلةِ إن شاءَ اللهُ تعالى ربُ العالمينَ ...
وهذا الشيءُ مِن إلتزامِ الصمتِ الروسي, والتحلي بالأخلاقِ والآدابِ الرفيعةِ أمامَ الرئاسةِ الجديدةِ لأميركا, مَا هو إلا رجاءاً لهذهِ الأمنيةِ الروسيةِ, لكن هيهات هيهات أن تسمحَ الإدارةُ الأميركيةُ بهذا الشيءِ على الإطلاقِ, وفي المقابلِ أنَّ الإدارةَ الأميركيةَ تسعى جاهدةً الى عدمِ إثارةِ الأحاسيسِ الروسيةِ ومخاوفهَا, وتحاولُ أن تتحركَ على أطرافِ أصابعهَا لتقضمْ وتسيطرْ وتستملكْ على مَا يُمكن أن يُقضمَ ويُستملكَ ويُسرقَ مِن الأراضي السوريةِ, لذا وقعَ هذا القضمُ في شمالِ سوريا عموماً وفي مدنِ الحسكةِ والرقةِ وديرِ الزورِ خصوصاً, وهذا ما جعلني أفضلُ إختيارَ عنوانِ المقالِ الموسومِ بِــــ : (#ألقُوَةُ_ألنَاعِمَةُ ... بَيْنَ التَخَوفِ الأمَيركي والرَجَاءِ الرُوسِي) ...
#وإذا :
*تمتْ السيطرةُ الكاملةُ للجانبِ الأميركي على المحافظاتِ السوريةِ الغربيةِ وهي : الرقةُ والحسكةُ ديرُ الزورِ, وكذلكَ تمتْ لهَا السيطرةُ على بعضِ المحافظاتِ العراقيةِ الشرقيةِ وهي : الموصلُ والأنبارُ, عندهَا إستطعنا القولَ بأنَّ الولاياتُ المتحدةُ إستطاعتْ أن تؤسسَ لنفسِهَا أكبرَ قاعدةً في العالمِ بأسرهِ, حيثُ تتمتعُ هذهِ القاعدةُ بمكانٍ ستراتيجي هائلٍ, يؤهلُهَا أن تكونَ عنصراً رئيسياً في كلِّ العالمِ, أكثرَ ممَا هي عليهِ اليومُ ...
أي أنَّ أميركا مَا قبلَ تشييدِ هذهِ المنطقةِ العسكريةِ, ليستْ ذاتُهَا مابعدَ هذهِ المنطقةِ, بل سوفَ تقضي على حلمِ العالمِ الأولِ كروسيا والصينِ مِن السيطرةِ في أي بقعةٍ مِن بقاعِ العالمِ بأسرهِ !!!
ولابأس أن أزيدَ في المسألةِ أكثر ...
بعدَ أن تحكمَ الولاياتُ المتحدةُ سيطرتَهَا على هذهِ المحافظاتِ الخمسِ الكبرى في الشرقِ الأوسطِ, سوفَ لا تسمعونَ بعدَ ذلكَ أي محاولةِ إحتلالٍ لأي بلدٍ في شرقِ العالمِ أو غربهِ من قبلِ باقي القوى العظمى في العالمِ, لأنَّ أيَّ منطقةٍ بعدَ هذهِ المنطقةِ لا تُوهلُ صاحبهَا إلا مزيداً مِن الإضطرابِ, دونَ جدوى عسكريةِ على الإطلاقِ ...
#ولكن :
هل سينتهي طموحُ الولاياتِ المتحدةِ في العالمِ, بحيثُ ستكتفي بهذهِ البقعةِ المباركةِ للسيطرةِ على العالمِ ؟؟؟
*بالتأكيدِ سيكونُ الجوابُ : كلا وكلا وألفُ كلا وكلا !!!
لأنَّ إبقاءَ التوترِ المحيطِ بهذهِ المنطقةِ كشمالِ سوريا وغربِ وشرقِ العراقِ كصلاحِ الدينِ وديالى وجنوبِ الأنبارِ, سيجعلُ هذهِ المنطقةَ كمنطقةِ البهاقِ في وجهِ الأبقعِ, لا تكتفي حتى تتوسعَ أكثرَ أكثرَ !!!
وهنَا بعدَ أن إنتهينَا مِن حقبةِ (الدولةُ الإسلاميةُ باقيةٌ وتتمددُ) الى حقبيةِ (السيطرةُ الأميركيةُ باقيةٌ وتتمددُ), وهنا لابدَ أن أسجلَ شكري وإمتناني الكبيرينِ نيابةً عن الساسةِ الأميركانِ والصهاينةِ المسيطرينَ في العالمِ وراسمي ستراتيجياتهِ,
وأقول :
شكراً الى الجانبِ الإيراني والحكومةِ الإيرانيةِ التي حققتْ هذهِ الأمنيةُ الصهيونيةُ عبرَ التأريخِ, وهي أن تُشكلُ دولةً مابينَ نهري الفراتِ والنيلِ, وهذهِ الدولةُ باقيةً وتتمددُ !!!
وشكراً الى الفتوى التي أطلقتهَا مرجعيةُ السيستاني -وهو خليطٌ لنفسِ المشروعِ- لتحافظْ على مابقي مِن الأراضي العراقيةِ مِن تنظيمِ الدولةِ -داعش- لتهديهُ الى التظيمِ الأميركي الصهيوني العالمي !!!
وشكراً الى سياسيي السنةِ والشيعةِ على حدٍ سواءٍ, والتي سوفَ لا يرونَ مِن هذهِ المنطقةِ والدولةِ إلا الويلَ والثبورَ والقتلَ والدمارَ, بعدَ أن تقطعتْ بهِم السبلِ للطيرانِ الى الغربِ وأميركا, فلا مجالَ إلا مِن حسابِ ساعاتِهِم وأيامِهِم لإنهاءِ حياتِهِم ووجودِهِم, ونهبِ كلَّ مَا حرصوا على سرقتهِ ونهبهِ والحفاظِ عليهِ !!!
وشكراً للهِ تعالى الذي لا إلهَ إلا هو وحدهُ وحدهُ, صدقَ وعدهُ,ونصرَ عبدهُ, وأعزَ جندهُ, وهزمَ الأحزابَ وحدهُ لا شريكَ لهُ, لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ, وهو على كلِّ شيءٍ قديرِ ...
قالَ تعالى مجدهُ : {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة 251 ...
والحمدُ للهِ ربِ العالمينِ ...
ولا تنسوني في الدعاءِ ...
خارج النص :
................. لا تنسوا الاعجاب بصفحتنا المرفق رابطها ادناه، *وكذلك العمل على طلب الاعجاب فيها من قبل الاخوة المثقفين والمهتمين بشؤون السياسية والعلمية :
https://www.facebook.com/Dr.muhanad.j.alhuseini/