- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بسبب مطالبته تركيا بعدم التعرض للمقاتلين الأكراد في سوريا واتهمه بتعقيد خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية.
وقال أرودغان إن بولتون، الذي اجتمع مع مسؤولين أتراك في أنقرة يوم الثلاثاء وغادر دون عقد محادثات كانت متوقعة مع الرئيس التركي، "ارتكب خطأ فادحا" بتحديد الشروط المتعلقة بدور الجيش التركي بعد الانسحاب الأمريكي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي إنه سيسحب قواته من سوريا والتي يبلغ قوامها نحو ألفي جندي مضيفا أنها نجحت في مهمة دحر تنظيم الدولة الإسلامية وإن تركيا ستتولى المراحل الأخيرة من الحملة العسكرية.
وأثارت خطوته المفاجئة مخاوف مسؤولين في واشنطن والحلفاء في الخارج ودفعت وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للاستقالة.
كما أثارت أيضا قلق وحدات حماية الشعب الكردية، التي ظلت الحليف الرئيسي لواشنطن في الحرب على الدولة الإسلامية في سوريا، لكن أنقرة تعتبرها منظمة إرهابية.
وقبل وصوله إلى تركيا قال بولتون إن تركيا ينبغي أن تنسق العمل العسكري مع الولايات المتحدة وإن الانسحاب الأمريكي لن يحدث حتى تضمن تركيا سلامة المقاتلين الأكراد.
لكن أردوغان قال إن تركيا ستتصدى لوحدات حماية الشعب الكردية مثلما تتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية وأضاف أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان "إذا كانوا إرهابيين فسوف نفعل كل ما يلزم بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه".
وقال أردوغان "بولتون ارتكب خطأ فادحا وأي شخص سيفكر بنفس الطريقة يرتكب خطأ أيضا. من المستحيل أن نتفاوض على هذه النقطة".
وقال أردوغان إن تركيا توصلت لتفاهم مع ترامب بشأن خطط الانسحاب لكن "أصواتا مختلفة بدأت تصدر من قطاعات مختلفة في الإدارة".
* جميع القواعد
وقال مسؤول تركي كبير إن بولتون طلب مقابلة أردوغان وإن تصريحاته السابقة ربما كانت عاملا في عدم عقد الاجتماع. وقال أردوغان للصحفيين إنه لا توجد ضرورة للاجتماع مع بولتون.
وظلت وحدات حماية الشعب الكردية حليفا مهما للولايات المتحدة في قتالها تنظيم الدولة الإسلامية، وهو تحالف يثير توترا منذ وقت طويل بين واشنطن وأنقرة. وتعتبر تركيا هذه الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ نحو ثلاثة عقود في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.
وقبيل محادثات الثلاثاء قالت صحيفة حريت التركية إن من المتوقع أن تطلب أنقرة من مسؤولين أمريكيين تسليم القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا لتركيا أو تدميرها. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها قولها إن تركيا لن تقبل أن تسلم واشنطن هذه القواعد البالغ عددها 22 إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال مسؤول أمني تركي كبير لرويترز الأسبوع الماضي إن واشنطن يجب أن تسمح لتركيا باستخدام قواعدها في سوريا.
وضم الوفد المرافق لبولتون خلال محادثاته مع نظيره التركي إبراهيم كالين في أنقرة صباح الثلاثاء كلا من رئيس الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد والمبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري. وانتهت المحادثات قبل الظهر.
وكالين هو المتحدث باسم أردوغان ونائب رئيس المجلس المختص بالأمن والسياسات الخارجية في تركيا.
وقال أردوغان يوم الاثنين إنه يتعين التخطيط بعناية للانسحاب الأمريكي من سوريا مع الشركاء المناسبين وإن تركيا هي الوحيدة التي لديها "القوة والالتزام لأداء تلك المهمة".